هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ظهر الضابط الليبي، محمود الورفلي، في تسجيل مصور يؤكد قيامه بتسليم نفسه للشرطة العسكرية تنفيذا لأوامر القيادة العامة في إطار استكمال التحقيق المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية"، حسب قوله.
ووصل الورفلي إلى مدينة المرج (شرق ليبيا)، مساء أمس، وسلّم نفسه للشرطة العسكرية ولجنة التحقيق المشكلة بخصوص ما اتهم به"، حسب وكالة الأناضول.
وأثارت الجرائم التي فعلها الورفلي، المعروف بضابط الإعدامات بقوات حفتر، من قتل وتصفية لمدنيين وسجناء أمام المارة في الشارع، ردود فعل غاضبة دوليا ومحليا.
ضغط
وظهر الورفلي، عبر تسجيل ذي جودة رديئة، في صورة منكسرة وهو يؤكد تسليم نفسه للشرطة، لكنه هاجم كل من تحدث عنه أو اتهمه، مؤكدا أنه "بريء من كل هذه التهم وأن قتله للناس ما هو إلا قصاص من أهل النار الذين عاثوا فسادا في الأرض"، بحسب زعمه.
في حين تحدثت بعض الأنباء المحلية عن أن "الورفلي التقى باللواء خليفة حفتر قبيل ظهوره في التسجيل، وأن الأخير شجعه على خطوة تسليم نفسه وطمأنه بخصوص التحقيقات"، كما قيل.
اقرأ أيضا: هل سلم الورفلي نفسه إلى محكمة عسكرية تابعة لحفتر؟
وطالبت المحكمة الجنائية الدولية مرارا بضرورة اعتقال وتسليم "الورفلي" إليها، كونه متهما بارتكاب جرائم حرب ضد مدنيين في ليبيا.
وسبق أن أعلنت قوات حفتر قيامها باعتقال الورفلي والتحقيق معه وأنه رهن التوقيف، لكنه ظهر في "تسجيل" مفاجئ، وقام بتصفية بعض المدنيين، وهو ما شكك في رواية قوات حفتر حول اعتقاله.
والسؤال: هل تسليم الورفلي نفسه خطوة حقيقية، أم مخادعة من قبل حفتر للمحكمة الدولية؟
خطوة صحيحة
من جهته، أكد الناشط السياسي من بنغازي، فرج فركاش، أن "تسليم الورفلي لنفسه خطوة في الاتجاه الصحيح ونتمنى أن تكون جادة هذه المرة، لأن هذا الضابط أحرج قيادته أمام العالم وأعطى انطباعا بأن الجيش الذي يقوده حفتر ما هو إلا مليشيات منفلتة وخارج السيطرة".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "نحن ضد تسليم أي مواطن ليبي للخارج، ونتمنى أن يتم التحقيق معه ومحاكمته في ليبيا، لكن إن فشلت هذه الخطوة فأعتقد أن عواقبها لن تكون في صالح حفتر ولا في صالح ما يسعى لتكوينه"، وفق قوله.
"تطمينات"
لكن الناشط من الجنوب الليبي، علي سعيد نصر، أشار إلى أن "هذه الخطوة جاءت بعد "تطمينات" من القيادة العامة كإجراء لتخفيف الضغط الدولي، ويمكن أن يخضع الورفلي إلى محاكمة عسكرية صورية".
وبخصوص مصير الورفلي بعد هذه المحاكمة، قال لـ"عربي21": "لا أعتقد أن حفتر سيقوم بتسليم الورفلي إلى محكمة الجنايات الدولية".
اقرأ أيضا: "بنسودا" تدين أعمال العنف ببنغازي وتطالب بتسليم الورفلي
ورأى المدون والناشط الليبي، عبدالناصر بلخير، أنه "لو تم تسليم الورفلي للجنايات الدولية فإنه سيلقي بكل ما لديه من معلومات، وهو ما قد يتسبب في جرجرة "حفتر" إلى المحكمة، كون الورفلي يأخذ تعليماته من الأخير، متوقعا أن "يتم قتل الورفلي أو إخفاؤه"، كما قال لـ"عربي21".
"أدوار عدة"
وقال الإعلامي الليبي، محمد العرفي، أن "محمود الورفلي ورقة مهمة لدى حفتر يمكنه أن يلعب بها أدوارا عدة، ومن الممكن أن يخضع الورفلي لتحقيق صوري، للتخفيف من الضغط والمطالب بتسليمه".
واستدرك قائلا لـ"عربي21": "لكن أيضا ربما تكون فرصة سانحة لحفتر كي يلبسه جرائمه التي ارتكبها كما فعل مع العقيد فرج البرعصي من قبل، خاصة أن الورفلي أساء لقيادة الكرامة في تسجيل مسرب له"، حسب رأيه.
"المداخلة"
الكاتب الصحفي الليبي، أنس الفيتوري، قال من جانبه: "كل شيء وارد، لكن ما يظهر لي أن هناك خلافا داخليا بين المليشيات العسكرية في الشرق، والتي تنقسم إلى مليشيات قبلية، وأخرى مدخلية، وثالثة عسكرية تقليدية يقودها أبناء حفتر وأقاربه".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "ما يجري في بنغازي هو صراع بين هذه المليشيات كما حدث مؤخرا حيث تم إقصاء مكون رئيسي من المليشيات القبلية من بنغازي وهي مليشيات قبيلة "العواقير"، ولا أعلم ما إذا كان هناك توجه خارجي للتخلص من المليشيات المدخلية، أم إن الصراع الحالي هو صراع على النفوذ"، حسب تعبيره.