نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية تقريرا أشارت فيه إلى دخول مواد ألمانية الصنع في صواريخ سامة إيرانية الصنع تم استخدامها ضد المعارضة السورية في دوما بالغوطة الشرقية.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها الذي أعدته بالشراكة مع منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" ومنصة "بيلينغكات" البحثية، أن الصواريخ التي أطلقت على دوما في 22 الشهر الماضي والتي أدت إلى حالات اختناق، تحوي مواد عازلة من إنتاج شركة ألمانية مقرها فايهينغن في جنوب ألمانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مدير الشركة الألمانية صُدم لدى عرض الصور من الغوطة التي تؤكد استخدام المواد التي تنتجها شركته في صناعة الصواريخ السامة.
وبحسب "بيلد" فإن المادة التي تستخدم كعازل في صناعة المحركات الصغيرة، تم تسليمها لشركتين تجاريتين صغيرتين في إيران.
وتعليقا على ما ذكرته الصحيفة، قال مدير مركز التوثيق
الكيماوي لانتهاكات النظام، العميد زاهر الساكت: "قد تكون إيران والشركات الإيرانية وراء وصول هذه المواد السامة إلى يد النظام السوري".
واستدرك في حديثه لـ"
عربي21" قائلا: "لكن من غير المستبعد أن تكون تلك المواد موجودة لدى النظام السوري بشكل مسبق".
وتابع بأن النظام السوري يمتلك مخزونا هائلا من المواد السامة، وهي الكمية التي أخفاها النظام عن منظمة "حظر الأسلحة الكيماوية (OPCW)".
ويزعم النظام السوري أنه سلم مخزونه الكامل من الأسلحة الكيماوية للأمم المتحدة في العام 2014، وذلك بعد التهديدات الأمريكية بشن هجمات عليه، عقب استخدامه للأسلحة الكيماوية في
الغوطة الشرقية في آب/أغسطس 2013.
وفي هذا الصدد قال الساكت، إن النظام السوري حرص على امتلاك مخزون مرعب من السلاح الكيماوي متذرعا بأنه يريد خلق حالة توازن وردع مقابل السلاح النووي الإسرائيلي، لافتا إلى أن تطوير النظام السوري للسلاح الكيماوي كان يتم بمساعدة روسيا وكوريا الشمالية.
وأما عن مصدر المواد السامة، أكد الساكت أن النظام كان يستوردها من ألمانيا وبريطانيا كمواد للصناعات الآمنة (دوائية، كيماوية)، مؤكدا أن الدولتين أوقفتا تصدير هذه المواد في تسعينيات القرن الماضي فور اكتشافهما للكيفية التي تستخدم فيه هذه المواد.
وأضاف، أما اليوم فالنظام ينتج السلاح الكيماوي في منطقتي دمر بدمشق، ومصياف بحمص، ويستخدم في صنعها مواد سامة ذات فعالية محدودة في المناطق المكشوفة، وذات فعالية تراكمية في الأماكن المغلقة.
وأشار الساكت إلى أن النظام يحرص على استخدام هذه الأسلحة بكميات محدودة إلى جانب قذائف تقليدية حصا على اختلاط الضرر الذي تخلفه الغازات بالأضرار الناجمة عن القذائف العادية، وذلك لتغيب حقيقة استخدامه للسلاح الكيماوي.
وكان وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس قال الجمعة إنه لم ير دليل حتى الآن على استخدام الحكومة السورية غاز السارين لكن الولايات المتحدة تدرس تقارير بشأن استخدامه وتشعر بالقلق إزاء ذلك، مضيفا أن الحكومة السورية استخدمت غاز الكلور مرارا كسلاح.
يذكر أن خبراء بالأمم المتحدة شرعوا بالتحقيق في تقارير تشير إلى استخدام النظام السوري لقنابل تحوي غازات سامة في كل من الغوطة الشرقية وإدلب.