هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ترفض مصر الذهاب إلى التحكيم الدولي في قضية مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليها مع السودان، الذي يصر على قدرته على استعادة المثلث الحدودي في حال عُرضت القضية على محكمة العدل الدولية.
ويقول السودان إن مثلث حلايب وشلاتين تراب سوداني، وإنه أودع لدى مجلس الأمن الدولي منذ عام 1958، في مذكرة يؤكد فيها حقه السيادي، وإنه ظل يجددها منذ هذا التاريخ.
في حين تنفي مصر تبعية المنطقة للسودان، وتؤكد أن منطقة حلايب وشلاتين أرض مصرية وتخضع للسيادة المصرية، ولا مجال للتفاوض عليها.
ودعا السودان مصر إلى قبول التحكيم الدولي كحل للخلاف حول المثلث الحدودي على البحر الأحمر، لكن يشترط موافقة طرفي النزاع لنظر الدعاوى أمام التحكيم الدولي.
اقرأ أيضا: من يتحمل المسؤولية في تصعيد التوتر بين القاهرة والخرطوم؟
وتستضيف القاهرة اليوم الخميس اجتماعا رباعيا لوزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات بمصر والسودان لبحث مسار العلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
شرط كسب التحكيم
في هذا الصدد؛ استبعد مدير إدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية الأسبق، إبراهيم يسري، أن "تتصاعد الأمور بين مصر والسودان أكثر من ذلك؛ بالرغم من وجود توتر في العلاقات، لا توجد مؤشرات لدى الجانب المصري باتخاذ خطوات تصعيدية خطيرة".
وأضاف لـ"عربي21": "البشير وقبل انتخابات الرئاسة المقبلة يسعى إلى كسب شعبية من خلال إثارة قضية وطنية (حلايب وشلاتين)، وأن مواقفه هي كفاح من أجل الوطن والحفاظ على سيادته وأرضه".
واشترط لكسب رهان التحكيم الدولي الذي يدعو له السودان "أن توفد خبراء مصريين على قدر من الفهم والاطلاع والمعرفة بالمواثيق والقوانين، ومطلعين ومزودين بالخرائط الكافية".
مصر ترفض التحكيم
أستاذ العلوم السياسية والخبير فـي الـشـؤون الأفريقية، بدر شافعي، قال لـ"عربي21": "إن السؤال يجب أن يكون هل مصر ستوافق أو لماذا ترفض الذهاب للتحكيم الدولي؟".
مؤكدا أن مصر "ترفض مسألة التحكيم على اعتبار أن هناك اتفاقية في عام 1899 إبان الاحتلال البريطاني أن شمال خط 22 الذي يضم حلايب يتبع لمصر وجنوبه يتبع للسودان، الأمر الآخر أن مصر ترفض الذهاب إلى التحكيم لأن مثلث حلايب وشلاتين تحت سيطرتها فلماذا تذهب للتحكيم، في حين أن السودان لن يخسر شيئا لأنه بحكم الواقع لا يملك شيئا".
أما أستاذ القانون الدولي، صلاح الطحاوي، أكد لـ"عربي21" أن "السودان لا يمكنه المضي قدما في التوجه إلى التحكيم الدولي لدى محكمة العدل الدولية بدون موافقة مصر، الأمر الآخر، مسألة التحكيم هي ورقة لا وزن لها".
اقرأ أيضا: حلايب وشلاتين سودانية في ورقة امتحان مصرية.. والأمن يحقق
لافتا إلى أن "حلايب وشلاتين مصريتان وفق الوثائق الجغرافية والوثائق الدولية والطبيعة الطبوغرافية أيضا، السودان يمكنه فقط اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال لجانها وتقديم ما تحت يده من مستندات وأوراق وأدلة تبرهن على ملكيته لحلايب وشلاتين، وأشك في امتلاك السودان لمثل تلك المستندات".
قضية سياسية
من جهته علق المحلل السياسي، عزت النمر، بالقول: "قبل أن نرصد فرص مصر حال التحكيم الدولي لابد أن نؤكد أن قضية حلايب وشلاتين سياسية بامتياز، أكثر من كونها حدودية أو اقتصادية أو حتى قانونية، فهي تظهر إلى العلن كلما ارتفع مؤشر التوتر بين نظامي الحكم في البلدين الشقيقين".
مضيفا لـ"عربي21": "لا يمكن أن ننسى أن الانقلاب في مصر فرط في تيران وصنافير، وغاز شرق البحر الأبيض المتوسط، وعلى الجانب الآخر تم تقسيم السودان في عهد نظامها الحالي، لكن يبدو أن نظامي الحكم يحاولان الهروب إلى الأمام من خلال تصدير أزماتهما الداخلية بافتعال هذه المعركة."
وتابع: "على كل الأحوال مصر حاليا ترفض التحكيم الدولي، والقانون لا يلزمها بقبوله، وأؤكد هنا أن ما بين مصر والسودان تاريخيا وحاضرا ـ فضلا عن التحديات المشتركة تجاه أزمة سد النهضة ـ أهم وأجدى من القضية المفتعلة، ويمكن أن تكون منطقة تكامل وتصب في صالح الجميع إذا ما خلصت النوايا".