هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مسؤول محلي ليبي في مدنية سبها الثلاثاء إن شخصين قتلا من بينهما طفلة، فيما أصيب عشرة أشخاص آخرين على الأقل، بينهم عسكريون بجراح في تجدد المواجهات المسلحة بين قبيلتي التبو وأولاد سليمان في أحياء مدينة سبها جنوب غرب ليبيا.
وأضاف مسؤول مكتب الإعلام في مركز سبها الطبي أسامة الوافي لـ"عربي21" إن أعداد الضحايا مرشحة للزيادة، مشيرا إلى أن بعض الجرحى لم يصلوا إلى المستشفى حتى وقت إعداد الحصيلة الأولية.
يأتي ذلك فيما أكد شهود عيان من سكان المدينة اندلاع مواجهات عنيفة في أكثر من منطقة، وسمعت أصداء المواجهات التي استخدمت فيها أنواع مختلفة من الأسلحة في أرجاء المدينة.
وقال مصدر محلي لـ"عربي21" إن الاشتباكات الأخيرة اندلعت بين مسلحي قبيلتي التبو وأولاد سليمان مطلع الأسبوع الماضي "بسبب خلافات بين القبيلتين حول اللواء السادس مشاة، الذي يعتبره مسلحو أولاد سليمان أحد الأذرع العسكرية للدولة، بينما يقول مسلحو التبو إن اللواء السادس مجموعة مسلحة قبلية تأتمر بأمر قبيلة أولاد سليمان"، وذلك عقب اتهام بعض الأفراد المنضمين للواء السادس بالمسؤولية عن مقتل عدد من أفراد قبيلة التبو خلال الشهرين الماضيين.
وأوضح المصدر أن "قوات اللواء السادس متمركزة في قلعة سبها التي تقع على منطقة مرتفعة، مشيرا إلى أن مسلحي التبو موجودون في المنطقة المجاورة للقلعة، وهو ما يمنح مقاتلي اللواء السادس قدرة على حماية موقعهم الأساسي، ويمنعهم من الخروج من تمركزاتهم بسبب انتشار مسلحي التبو في المنطقة المحيطة بالقلعة".
واعتبر المصدر أن "طرفي النزاع لن يستطيعا حسم المعركة لصالح أي منهما، مبينا أن بعض قيادات القبيلتين ستلجأ للمصالحة بعد حين حسب توقعاته".
وتأتي اشتباكات الثلاثاء عقب يومين فقط من وصول آمر غرفة العمليات الجوية التابع لعملية الكرامة محمد المنفور إلى قاعدة براك الشاطئ برفقة تجهيزات عسكرية لمساندة القوات ما يسمى بـ"عملية الكرامة" التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقال محمد المنفور عقب وصوله إلى القاعدة إن "غرفة العمليات الجوية وصلت إلى قاعدة براك الشاطئ العسكرية في جنوب غرب ليبيا بعد صدور تعليمات من قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وذلك لتأمين الجنوب الليبي".
وأكد المنفور في تصريح مسجل نشره المكتب الإعلامي لـ"القيادة العامة للكرامة أن قوات الكرامة" أنه لن "يُسمح لأي من المجموعات المسلحة والمليشيات بالعبث في الجنوب مشيرا إلى أن الجنوب في حماية عملية الكرامة"، التي قال إنها "تقف على مسافة واحدة من جميع القبائل ولن تسمح لأي من القبائل باستهداف وقتل بعضها البعض، كما أنها لن تسمح للمجموعات المسلحة بالاقتراب من حدود ليبيا والدخول إلى إقليم فزان".
اقرأ أيضا: تساؤلات وتكهنات وراء عملية جديدة لحفتر في جنوب ليبيا؟
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أعربت في الأول من الشهر الجاري عن "قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري في سبها عقب المواجهات الأخيرة وطالبت البعثة بوقف الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق السكنية، والذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 6 مدنيين وإصابة 9 آخرين بجراح، بحسب البعثة".
كما طالب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية بوقف إطلاق النار في سبها، ودعا أهالي المنطقة إلى مساندة وحدات الجيش الليبي.
وتشهد سبها، منذ مطلع الأسبوع الماضي مواجهات متقطعة بين قبيلتي التبو وأولاد سليمان حيث يقاتل بعض المسلحين من القبيلتين مع قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا وفي الوقت نفسه يقاتل آخرون من القبيلتين مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر المتحالف مع الحكومة الليبية الموازية التي تسيطر على شرق ليبيا.
وعلى الرغم من أن ممثلين عن القبيلتين وقعوا اتفاقا للمصالحة في العاصمة الإيطالية في نهاية مارس آذار العام الماضي إلا أن القتال تجدد بين المسلحين.
الجدير بالذكر أن مجموعات مسلحة مختلفة تتقاسم النفوذ على منطقة جنوب ليبيا ومنها ما هو شبه مستقل إضافة إلى مجموعات أخرى تابعة لعملية الكرامة ومجموعات تابعة لحكومة الوفاق، كما تتعامل بعض المجموعات المسلحة مع الاثنين.
ويشهد الجنوب نشاطا كبيرا لعصابات السطو المسلح وتهريب الوقود والبضائع، وأكد مسؤولون عسكريون في أكثر من مناسبة أن مجموعات من مقاتلي تنظيم الدولة فرت إلى الجنوب لإعادة ترتيب صفوفها بعد هزيمة التنظيم في مدينة سرت وسط ليبيا في عام 2016.