وجه وزير الداخلية السعودي، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود، الأربعاء بالعاصمة
الجزائر، هجوما شرسا على
إيران، متهما إياها بالسعي إلى زعزعة استقرار المنطقة العربية من خلال "أذرعها" المسلحة ودعا إلى مواجهتها بعدما أصبحت تشكل تحديا خطيرا.
وقال الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود، الذي تمت تزكيته من أغلبية الدول المشاركة رئيسا شرفيا لمجلس وزراء الداخلية العرب، بدورته الـ35، المنعقدة بالجزائر، الأربعاء: "إن ما تقوم به إيران من تدخلات سافرة في مختلف دول العالم لا سيما العربية منها ودعمها للإرهاب وسعيها لزعزعة الاستقرار وتمزيق المجتمعات من خلال أذرعها الإرهابية والمتطرفة التي قامت بتأسيسها ورعايتها في عدد من دولنا العربية لا بد أن ينظر إليه على أنه خطر".
وشارك بالطبعة الجديدة لمجلس وزراء الداخلية العرب، بالإضافة إلى الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، محمد بن علي كومان ووزراء الداخلية العرب، وفود أمنية رفيعة إضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية واتحاد المغرب العربي.
كما شارك بالاجتماع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية الإنتربول ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومشروع مكافحة الإرهاب لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكذا جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والاتحاد الرياضي العربي للشرطة.
السعودية تحشد التأييد
ودعا الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود إلى مواجهة إيران "لا سيما وأن هذه المنظمات الإرهابية أصبحت تتحدى الحكومات الشرعية وتخطف منها القرار والسيادة"، في إشارة إلى حزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن.
واعتبر الأمير السعودي أن الدورة الحالية لمجلس وزراء الداخلية العرب، تنعقد في ظل "أحداث متتابعة تستهدف أمن واستقرار وحدة وطننا العربي مما يحتم علينا مواجهة تبعات هذه الأحداث بروح العزيمة والإصرار والمصير المشترك".
وشكلت كلمة الأمير السعودي، الاستثناء ضمن مداخلات الوفود العربية بتركيزها على إيران، بوقت يرى متتبعون أن السعودية تريد حشد أكبر عدد ممكن من الدول العربية لاتخاذ موقف مناهض للسياسة الإيرانية بالمنطقة.
إذ يرى المختص بالشؤون العربية والإيرانية، الجزائري أنور بنور، أن "السعودية تريد استغلال كل المنابر الممكنة لضرب إيران، خاصة بعد فشل دول الحصار بتركيع قطر، الذي لقيت دعما من إيران".
ويتابع بنور بتصريح لصحيفة "
عربي21"، الأربعاء: "فشل محاصرة قطر كان بمثابة ضربة موجعة لدول الحصار وعلى رأسها المملكة السعودية، ومن الصدف أن يتزامن تصريح الأمير السعودي بالجزائر، مع صدور تقرير صندوق النقد الدولي، الأربعاء، الذي أكد أن قطر لم تتأثر إطلاقا بالحصار المفروض عليها، وكان لإيران وتركيا دور بارز بذلك".
لكن رأي المحلل السياسي الجزائري، جمال جميجم، لا ينسجم مع هذا الطرح، إذ يقول لـ"
عربي21": "صحيح أن السعودية، يهمها أن تكون الجزائر في صفها، لكنها تدرك أن الموقف الجزائري غير قابل للمراجعة إذ تمت محاولات عديدة من قبل السعودية بهذا المسعى، لذلك فإن الرياض تريد خطة عربية متكاملة لمواجهة إيران".
وتقف الجزائر على مسافة واحدة بين أطراف الأزمة الخليجية، وأيضا بين السعودية وإيران، بينما يرى مراقبون أن اجتماع مؤشرات ظهرت على أن السعودية تريد من الجزائر أن تلعب دورا لصالحها في مواجهة إيران وقطر، علما أن الجزائر تجمعها علاقات جيدة مع هاتين الدولتين.
بوتفليقة: أطراف حاقدة
ودعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى تكثيف التنسيق الأمني بين الدول العربية في ظل الظروف التي وصفها "ببالغة الخطورة التي تواجه المنطقة".
وقال بوتفليقة في رسالة قرأها نيابة عنه وزير داخليته نور الدين بدوي إن "التحديات لا تخفى عليكم، ولذلك وجب ترسيخ التعاون الأمني العربي وتعزيز التنسيق بين مختلف الأجهزة والمؤسسات الأمنية العربية. ونوه بوتفليقة بما وصفه "بالتطور الإيجابي للوضع الأمني في بعض الدول العربية، التي عرفت كيف تواجه محاولات التقسيم، التي تستهدفها من الخارج والتي تقودها بعض الأطراف الحاقدة على أمتنا العربية" من دون أن يحددها.
كما اعتبر أن "التنظيمات الإرهابية تلقت ضربات قاسية، في بعض الدول العربية، بعدما كانت استولت على أجزاء واسعة من هذه الدول"، في إشارة إلى تنظيم الدولة في العراق وسوريا وليبيا.
وختم بوتفليقة بالقول: "إننا نشهد اليوم اندحار المجموعات الإرهابية واضمحلالها واسترجاع المناطق التي كانت تنشط فيها"، لكنه نبه أن هذا "لا يعني بتاتا انتهاء التهديد"، لافتا إلى خطر تحول المقاتلين إلى مناطق نزاع أخرى في المنطقة في محاولة "لإنشاء بيئة جديدة حاضنة".