هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتسع ظاهرة الرفض
السياسي والشعبي لسياسات دولة الإمارات، العضو الثاني الأبرز في التحالف العربي الذي
تقوده السعودية، في مدينة عدن (جنوب اليمن)، التي تتحكم بملفها الأمني منذ أكثر من
عامين ونصف.
الرفض الشعبي
تبلور ضد الوجود العسكري الإماراتي في عدن، ووصل حد وصفه بـ"الاحتلال"، حتى
ارتسمت هكذا عبارة في بعض جدران أحياء رئيسية
في المدينة الساحلية.
ففي الأيام القليلة
الماضية، استيقظ الشارع العدني على شعار بهذه الصيغة "يسقط الاحتلال الإماراتي"،
تم تدوينه على جدران بعض الشوارع والمنشآت العامة في أحياء مختلفة من عدن.
ويرى مراقبون
أن الأجواء المحتقنة هناك، جراء ممارسات الإماراتيين وحلفائهم المحليين، تدفع نحو حراك
شعبي، بدأ يتشكل في الخفاء، "بعدما انتقلت هذه المدينة من كونها مركزا للمدنية
والثقافة والتاريخ إلى وكر للفوضى ومأوى لمليشيات ولائها عابر للحدود" .
وكان عبدالعزيز
جباري، الذي كان يوصف بالرجل الثاني في حكومة هادي، استقال من منصبيه كنائب رئيس الوزراء، ووزير الخدمة المدنية، أعقبه بيومين، إعلان وزير الدولة، صلاح الصيادي، استقالته من
منصبه، الذي جاء بعد انتقادهما علنا، دور وأداء التحالف الداعم لما تسمى "الشرعية".
ففي الوقت الذي
برزت أصوات تطالب حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، بإعادة تعريف "الوجود العسكري
للقوات الإماراتية في محافظات جنوب البلاد"، لاسيما بعد إسنادها لمحاولة الانقلاب
الفاشلة على الحكومة أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، انبرت جدران عدن، لتضع ذلك
التعريف "يسقط الاحتلال الإماراتي".
"حكاية غضب وتذمر"
ويقول كاتب ومحلل
سياسي، طلب عدم نشر اسمه لـ"عربي21"، إن هذه الكلمات تروي حكاية "غضب
وتذمر وكيل يطفح"، في بلد يشهد أسوأ أزمة إنسانية، مع استمرار أزمة المرتبات لموظفي
الدولة منذ أكثر من عام.
وتزامنا وفقا
للمتحدث ذاته، مع قيام قوات موالية للإمارات باحتجاز لـ179 مليار ريال بما يتجاوز
600 مليون دولار، ومنع وصولها إلى البنك المركزي لصرف المرتبات، منذ شباط/فبراير الماضي،
قبل أن ترفع إجراءها هذا أواخر الشهر المنصرم.
وتبدو العبارات
المقتضبة على جدران عدن، مرتجلة وغير منظمة، بما يدل على الاستعجال في كتابتها خشية
الاعتقال، ومع ذلك، بدأت تتمدد وتتسرب من حين إلى أخر إلى جدران أحياء جديدة في المدينة
الساحلية.
"صراع قادم"
من جهته، رأى
ناشط وباحث سياسي أن عدن تعيش حالة تجل لصراع قادم بين الشرعية وحزب الإصلاح الداعم
لها، وأطراف أخرى، لم يسمها.
وأضاف في حديث
لـ"عربي21" مفضلا عدم ذكر اسمه، أن الناس ستتحرك في عدن ضد جميع الأطراف
وليس ضد الإمارات فحسب، مؤكدا أن هناك أطرافا أخرى، لم يسمها، تتحمل مسؤولية ما يجري
في هذه المدينة.
" لا يستهان
بها"
وبموازاة ذلك،
قال الصحفي، أدهم فهد إن انتقال حالة الرفض الشعبي إلى العلن وتحولها إلى شعارات على
الجدران تمثل نقلة لا يستهان بها، بعدما ضاق المجتمع العدني، جراء "الوصاية"
التي تكرسها الإمارات هناك ودعمها لتشكيلات عسكرية خارج نطاق السلطة الشرعية.
وأضاف في حديث
لـ"عربي21" أن هذه الحالة جاءت بالتزامن مع "حجز الرواتب وتعطيل عمل
البنك المركزي".
وأشار الصحفي
فهد إلى أن "الإمارات لم تعد تحارب الشرعية فحسب، بل هي تضيق الخناق على المواطنين".
ولم يستبعد فهد
أن تتطور هذه الحالة إلى تظاهرات شعبية، مادام الدور الإماراتي مستمرا على النسق نفسه.
اقرأ أيضا: اغتيال تربوي وإصابة خطيب جامع جنوب غرب اليمن
وتعيش مدينة
عدن، فراغا حكوميا، في ظل انتشار وتحكم قوات مدعومة إماراتيا، بمراكز حيوية فيها، مثل
المطار الدولي للمدينة ومينائها الاستراتيجي، فضلا عن استمرار حالات الاغتيال التي
تطال أئمة وخطباء المساجد، كان آخرها اختطاف خطيب وإمام جامع الذهيبي بحي كريتر، وإصابة
خطيب ساحة الشهداء بالمنصورة، ياسر العزي، برصاص مجهولين.
اقرأ أيضا: مقتل وإصابة عشرين من "النخبة" المدعومة من أبوظبي باليمن