هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشهد مناطق عدة في درعا احتجاجات شعبية واسعة، تخللها قطع الطرق بحرق الإطارات، تنديدا بتراجع فصائل المعارضة عن عمل عسكري كان يخطط له ضد قوات النظام السوري.
وقالت مصادر محلية لـ"عربي21"، إن متظاهرين قاموا بقطع الطريق في بلدة المسيفرة أمام الفصائل المسلحة لمنعهم من الانسحاب عن الجبهات التي كان من المقرر أن تنطلق منها العمليات العسكرية ضد النظام.
من جهته، قال الناشط محمود الحوراني لـ"عربي21" إن "المتظاهرين الذين خرجوا أمس الاثنين في مظاهرات المسيفرة والحراك، قطعوا الطرق في الغارية الشرقية، احتجاجا على ما أسموه تخاذل الفصائل عن نصرة الغوطة الشرقية".
اقرأ أيضا: انتقادات للمعارضة في درعا لـ"تقاعسها" عن نصرة الغوطة
وأوضح أن الطرق التي تم قطعها "طرق مؤدية إلى خطوط التماس مع قوات النظام، وسط أنباء تشير إلى توقف المعركة التي كانت تخطط لها الفصائل".
من جانبه، أكد الكاتب والباحث خليل المقداد من درعا، إلى حالة من الغليان التي تسود الشارع في درعا الذي يطالب بفتح معركة، موضحا أن "نتيجة تلك الضغوط أدت بالفصائل إلى تحضيرات لعمل عسكري لم يتم الإعلان عنه".
وأكد لـ"عربي21"، أن "الفصائل نتيجة تخوفها من أن يقوم النظام باتخاذ هذا العمل ذريعة لقصف درعا، أوقفت العمل قبل البدء فيه، وبدأت بعض الفصائل بالانسحاب من الجبهات، مثل فوج المدفعية وشباب السنة، ما أدى إلى انقسام داخل الفصائل".
وأضاف المقداد، أن عددا من عناصر "لواء درع حوران" إلى جانب العشرات من المدنيين قاموا بقطع الطريق على الفصائل، لمنعها من الانسحاب، بالتزامن مع إطلاق دعوات للتظاهر عبر مكبرات المساجد.
وبحسب الباحث، فإن "النظام روج كذلك لمعركة في درعا، لكن حساسية الجنوب السوري وارتباط أمنه بأمن أكثر من دولة من بينها الأردن وإسرائيل، حال دون فتح هذه المعركة".
وأكد بالمقابل أن "بعض الدعوات بدأت بالظهور تباعا في درعا لتشكيل تجمع جديد يضم المقاتلين الذين على استعداد لفتح المعركة، والتمرد على الأوامر الدولية".
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر محلية اتساع رقعة التظاهرات لتشمل مدينة بصر الحرير وبصرى الشام ودرعا البلد، إلى جانب المسيفرة، تنديدا بوقف العمل العسكري الذي كان مخطط له ضد النظام السوري.
في غضون ذلك، طالب شرعي "حركة أحرار الشام" جنوب سوريا، محمد الكفري، على حسابه الشخصي في "تلغرام"، قادة فصائل درعا بـ"الاستقالة والاعتذار للحاضنة الثورية، بعد الفشل الذريع الذي وصلوا إليه"، وفق تعبيره.
وعلى الرغم من التهدئة من جانب المعارضة خشية تصعيد النظام في درعا، إلا أن المنطقة شهدت انفجار عبوة بالقرب من بلدة المليحة الغربية في ريف درعا الشرقي.
اقرأ أيضا: روسيا تخيّر درعا بين "مصالحة النظام" أو مصير أهالي الغوطة
ورغم دخوله في اتفاق "خفض التصعيد"، لا زال الجنوب السوري مرشحا لأن يكون وجهة التصعيد المقبلة بعد حسم مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وذلك انطلاقا من قربه من العاصمة دمشق، التي يحرص النظام وروسيا على زيادة تأمين نطاق حمايتها.
يذكر أن الإعلان عن تطبيق اتفاق "خفض التصعيد" في جنوب سوريا، جاء على خلفية مباحثات أردنية روسية أمريكية، أجريت في عمّان في تموز/ يوليو الماضي.