شقراوات "النهضة" ينافسن محجبات "نداء تونس" في الانتخابات

أثارت مرشحات حزبي النهضة ونداء تونس الجدل، مع انطلاق سباق الحملات الانتخابية البلدية، المزمع عقدها في 6 أيار/ مايو القادم، حيث تصدرت النسوة المحجبات على غير العادة عدة قوائم بلدية لحزب السبسي ذي التوجه الحداثي، فيما سجلت غير محجبات حضورهن في عدة قوائم بلدية لحزب الغنوشي، ذي المرجعية الإسلامية.

وفيما اعتبر كثيرون الأمر بالظاهرة الصحية لكلا الحزبين في إطار التنوع المجتمعي الذي عرفته تونس  بعد الثورة، رأى آخرون أن الأمر لا يتعدى الدعاية السياسية الحزبية، التي لم تخرج عن دائرة الصراع الأيديولوجي الضيق، في إطار مغازلة واستقطاب النساء بمختلف توجهاتهن الفكرية والدينية.

وكانت أصوات النساء التونسيات، قد لعبت دورا رئيسيا خلال الانتخابات الرئاسية سنة 2014 في حسم  معركة الرئاسة لصالح قائد سبسي على حساب منافسه المباشر آنذاك المنصف المرزوقي، لتبلغ نسبة النساء الناخبات 60 بالمائة من العدد الجملي للناخبين المصوتين للسبسي بحوالي مليون امرأة .

اقرأ أيضا : سخط ورفض بتونس لتأخر البرلمان بإقرار قانون البلديات الجديد

و تقول مرشحة نداء تونس أميرة الجفالي عن بلدية رواد شرق العاصمة في تصريح لـ"عربي 21" إن انخراطها في حزب نداء تونس كمحجبة وامرأة ملتزمة دينيا، كان عن قناعة تامة  بتوجهات الحزب وقبوله التنوع والاختلاف.

وتابعت :" أرفض تماما مقولة استغلال حركة نداء تونس للنساء المحجبات بهدف ربح واستقطاب أصوات هذه الشريحة داخل المجتمع التونسي".

من جانبها، خلفت المرشحة عن قائمة حركة النهضة  سليمة بن سلطان عن الدائرة البلدية سيدي بوسعيد السياحية، الجدل بين نشطاء التواصل الاجتماعي، خلال ظهورها بشعرها ونظاراتها الشمسية العصرية وبنطال جينز ممزق في منطقة الركبتين، على أفيش نشرته عبر صفحتها الشخصية تضمن  شعارالنهضة.

بدورها اعتبرت مرشحة  النهضة "الشقراء" عن بلدية حمام الأنف ابتسام بن عمر، أن الحركة هي الوحيدة بين الأحزاب التي فتحت أبوابها للمستقلين لخوض سباق البلديات ضمن قوائم الحركة. 

وتابعت لـ "عربي 21" : "على خلاف باقي الأحزاب استطاعت النهضة أن تحافظ على انضباطها الحزبي بفضل حنكة أغلب قيادييها نساء ورجالا دون استثناء، وقواعدها الجماهيرية ذات الامتداد في كافة محافظات البلاد".

ورفضت بن عمر الانتقادات التي وجهت للحركة، باستغلال النساء غير المحجبات ومغازلتهن، في إطار الحملة الانتخابية مشددة على أن الحزب منفتح على كل التونسيات بغض النظر عن انتماءاتهن الأيديولوجية والفكرية، دون فرض شروط أو إملاءات مسبقة.

واعتبرت في المقابل، أن الحجاب أو عدمه ليس مقياسا معتمدا لدى الحركة في اختيار مرشحيها، بل الكفاءة والخبرة والعمل المدني والميداني.

اقرأ أيضا : إليك حصيلة طرائف الأيام الأولى في حملة الانتخابات البلدية في تونس

وختمت بالقول :" هناك أحزاب ذات توجه يساري رشحت العديد من المحجبات في قوائمهن بالتالي هذا الأمر ليس مقياسا". 

ويرى الإعلامي والمحلل السياسي باسل ترجمان أن هذا التنوع لدى الحزبين في استقطاب النساء محجبات وغير محجبات،  هو انعكاس لواقع سياسي تعيشه تونس ، لما بات يعرف ب "سياسة التوافق" بين النداء والنهضة، مقابل العجز السياسي للطرفين في الدفاع عن طروحاتهم وأفكارهم، ومحاولة خلق شكل جديد للواجهة السياسية بهدف استقطاب فئات جديدة من الناخبين.

وأضاف :" الكل يعلم أن نداء تونس فقد جزءا كبيرا من قاعدته الانتخابية بعد انتخابات 2014 التي ارتكزت حينها على الدفاع عن مكتسبات المرأة، في ظل تبني القيادات الوافدة مؤخرا والتي ليس لها أي علاقة بأفكار الحزب مذ تأسيسه كحزب بورقيبي وتعتبر نداء تونس حزب محافظ كما صرح المكلف بالشؤون السياسية للحركة برهان بسيس".

وواصل بالقول :" أما حركة النهضة فهي تحاول أن تبرئ نفسها من انتمائها الإخواني، وارتباطها بفكر الجماعة السلفية، وذلك بسعيها لاستقطاب عدد من النساء يختلفن في الشكل التقليدي لنساء الحركة المحجبات، بظهور أخريات بشكل عصري.

واعتبر أن هذا التغير في فكر الحركة ونظرته للمرأة من خلال استقطاب شريحة جديدة من شأنه أن "يضعها في صدام مع أنصارها وقياداتها سيما من ناضل واعتقل وشرد من أجل إقامة الدولة الإسلامية".

يشار إلى أن الحملات الانتخابية لمرشحي الأحزاب والائتلافات والقوائم المستقلة قد انطلقت منذ أربعة أيام لتتواصل حتى 4 آيار/مايو 2018 .