هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت المواجهات العسكرية بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، تساؤلات كثيرة حول الأسباب الحقيقية للمواجهة، خاصة في ظل التفاهمات السياسية والعسكرية بينهما.
وكان التساؤل الأبرز بينها، عن الدوافع للمواجهة الجديدة بين الجانبين، النظام السوري وقوات "قسد".
وفي هذا الصدد، أرجع عضو مكتب العلاقات في تيار المستقبل محمود نوح، المواجهات التي جرت في دير الزور إلى فقدان الثقة بين قوات "قسد" من طرف والنظام السوري والقوات الروسية من طرف آخر.
وأكد لـ"عربي21"، أن أمريكا استغلت توتر العلاقة بين تلك الجهات من خلال جلب جميع المقاتلين الذين كانوا في عفرين إلى دير الزور لاستكمال مشروعهم المسمى بالتحالف ضد تنظيم الدولة.
وأضاف نوح، أن ما حصل من مواجهات بين قوات "قسد" والنظام، "نتيجة خسارة القوات الكردية وانهزامها في مدينة عفرين، حيث سنرى في الأيام المقبلة المزيد من المواجهات، من أجل إرضاء مناصريها، وزيادة معنويات المقاتلين في صفوف قسد".
اقرأ أيضا: النظام يعلن تقدمه شرق نهر الفرات بعد معارك عنيفة مع "قسد"
بدوره، رأى رئيس مجلس السوريين الأحرار، أسامة بشير، أن "السبب الرئيس وراء المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام، محاولة الأخير التقدم في دير الزور للسيطرة على حقول النفط".
وأشار لـ"عربي21" إلى أن النظام يتقدم في دير الزور لتبين ردة فعل الأمريكيين، الذين لم يتحركوا عسكريا ضد النظام، ما يطرح سؤال "هل أمريكا تركت الساحة للقتال بين قسد والنظام، أم إنها ستتدخل بالوقت الذي تراه مناسبا؟".
وشدد على أن أمريكا لن تسمح للنظام بالسيطرة على النفط، لكنها قد تسمح له فقط بالسيطرة على مدينة دير الزور، إلا إذا هزمتهم "قسد"، خاصة أن النظام مستمر بعملياته العسكرية في كل المناطق، ويعمل بدعم روسي للسيطرة على كل سوريا.
وأوضح بشير أن التصعيد في دير الزور ظهر فيها مؤخرا، بالتالي فإن المعركة الحقيقة لم تبدأ بعد، حيث أن أمريكا ستسمح للنظام بدخولها إلا إذا كان هناك توافق روسي أمريكي على ذلك، وفق قوله.
في المقابل، أكد الصحفي الكردي مصطفى عبدي، أن "ما جرى كان متوقعا نتيجة الصراع الأمريكي الروسي في الساحة السورية، حيث إن التصادم سبق وتكرر ثلاث مرات بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا وقوات النظام السوري التي لا تستطيع فعل شيء إلا بقيادة روسيا، كنوع من حرب الوكالة بين الطرفين"، على حد تعبيره.
وقال عبدي لـ"عربي21": "إن السيناريوهات منفتحة على كل الاحتمالات"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنه "ليس من مصلحة روسيا أو أمريكا إشغال حوض الفرات بحرب جديدة، ستمنح فرصة لعودة داعش إلى الانتعاش، أو الولادة مجددا، ولو بصيغ أخرى، وبالتالي الأمر فإن سيكون مكلفا لكل الأطراف، وليس من مصلحتهم ذلك".
وراهن عبدي على وصول "قسد، والنظام" لصيغة تنهي الحرب، عبر التفاوض السياسي بدل المواجهة العسكرية التي لن تكون لصالح أي منهما، "لذلك سيأتي دور الاتفاق والتنسيق الأمريكي والروسي في رعاية عملية السلام بشكل جدي وحقيقي"، بحسب رأيه.
وأضاف أن العمل على الحل النهائي والتفاوض السياسي بين النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية سيكون الأفضل لإنهاء الحرب، والإعلان المشترك بالانتصار الأخير على من يطلقون عليه اسم "الإرهابيين".