هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تساءل مراسل صحيفة "الغارديان" مارتن شولوف، إن كانت الغارات الجوية الأخيرة ستؤدي إلى حرب بين إيران وإسرائيل على الساحة السورية.
ويقول الكاتب إنه مع تزايد الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا في السنوات الأربع الأخيرة، فإن مخاوف الوصول إلى نقطة تحول قد زادت، ووصلت تلك المخاوف ذروتها عندما استفاق سكان الأحياء التي تعيش حربا على أصوات الانفجارات، التي زعمت إسرائيل أنها ضربت أهدافا إيرانية في سوريا.
ويشير شولوف في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تلك الغارات كانت ردا على هجوم إيراني هو الأول من نوعه منذ الثورة الإسلامية، قبل 39 عاما، وهي النقطة التي حولت البلدين من أصدقاء إلى أعداء.
ويلفت الكاتب إلى أن الغارات الأخيرة قادت البعض للحديث عن حرب قادمة بين العدوين اللدودين، حيث أرسلت الإسرائيليين في الجولان إلى الملاجئ، ولأول مرة منذ عام 1973، وأثارت المخاوف في لبنان المتوتر أصلا، وسوريا المتعبة من الحرب.
ويستدرك شولوف بأن "تلك الغارات لا تعلم مرحلة جديدة في المواجهة الخطيرة بينهما، فحسابات إيران الآن هي أنها بحاجة لامتصاص الصدمة التي خلفتها المقاتلات الإسرائيلية وراءها، حيث استثمر القادة الإيرانيون المال والأرواح لتقوية وجودهم في سوريا، وعملية انتقامية واسعة ستعرض المكتسبات كلها للخطر، وربما غيرت ميزان القوة في الشرق الأوسط".
وينوه الكاتب إلى أن "إيران تقوم منذ العام الماضي، من خلال عدد من الجماعات الوكيلة، بتعزيز وجودها في سوريا، وتقوم بتعزيز حضورها في القواعد المشتركة مع السوريين، وحتى مع القوات الروسية، فمن فوضى الحرب نبعت فرصة لتدعيم وجودها الحقيقي على أبواب إسرائيل، وقامت إيران بتأكيد حضورها على الجسر الجوي المنتظم بين طهران ودمشق، ومن خلال الممر البري الممتد من غرب إيران إلى شرق سوريا".
ويبين شولوف أن "الاسلوب في الماضي كان باستخدام إيران قواتها الوكيلة في مواجهة مع إسرائيل وبقية الأعداء في المنطقة، إلا أن الرغبة باتت شديدة من خلال مواجهة مباشرة وعن قرب".
وبحسب الكاتب، فإن عددا من القادة العسكريين المهمين أشرفوا على الحضور العسكري، منهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، مشيرا إلى أن إسرائيل تتهم قوات سليماني بإطلاق 20 صاروخا على الجولان.
وتذكر الصحيفة أن سليماني كان، أكثر من أي قائد آخر، مسؤولا عن المكاسب التي حققت باسم إيران منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، لافتة إلى أنه لا يزال يعترف بأن إسرائيل مهمة لم تنجز للمليشيات التابعة له والجيوش النظامية التي تقاتل تحت اسمه.
ويفيد شولوف بأنه يعتقد أن الهجوم الأخير على الجولان جاء للانتقام من الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي على قاعدة تيفور، قرب حمص، ما أدى إلى مقتل 8 مسؤولين عسكريين إيرانيين، منوها إلى أن المواجهة أصبحت الأن تقوم على الغارات، في محاولة لجر حزب الله وترسانته العسكرية، "مع أن هذا لم يحدث بعد".
ويشير الكاتب إلى أن حزب الله لا يزال مرتبطا بسوريا، ولا يريد مواجهة عسكرية على لبنان، التي يمكن أن تعرض إنجازاته السياسية، التي حققها الأسبوع الماضي، للخطر.
ويقول شولوف إن "المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن إيران تخفي عن قصد أجزاء مهمة من عملها العسكري في سوريا بعيدا عن لبنان، حيث يعلم الطرفان حدود التقدم في المواجهة".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "إيران تدرك أن وجودها الواضح يصيب إسرائيل بالتوتر، ولديها الصبر الاستراتيجي لتحمل الضربات التي تنالها، فيما تعلم إسرائيل أن الضربات الإيرانية غير مسبوقة، إلا أن غاراتها الأخيرة ليست إعلانا للحرب المفتوحة، التي لا يسعى إليها الطرفان، فإشعال هذه الحرب كامن في سوء تقدير يرتكبه واحد منهما".