هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تزامنا مع القصف الإسرائيلي الإيراني المتبادل، يسجل الجنوب السوري مؤشرات واضحة على قرب اندلاع معركة ما بين النظام والمليشيات الإيرانية الموجودة بكثافة في المنطقة، وما بين فصائل المعارضة.
وجاء التصعيد الأخير للنظام، المتمثل بقصف أحياء درعا البلد بصاروخين من طراز "فيل" مساء الأربعاء، ومن ثم تحذير فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات "البنيان المرصوص"، الخميس، النظام من استمرار التصعيد، ليؤكد أن الأوضاع متجهة نحو مزيد من التدهور، وذلك على الرغم من اتفاق "خفض التصعيد" الذي يشمل المنطقة.
في هذا الوقت، لم يستبعد مراقبون أن تدفع إيران بالنظام السوري إلى التصعيد في هذه المنطقة، ذات الحساسية الخاصة لقربها من الأردن وإسرائيل.
وعن ذلك، قال المتحدث باسم غرفة عمليات "البنيان المرصوص" أبو شيماء، إن: "قصف النظام لم ينقطع على مناطق درعا المحررة، غير أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعا".
وأضاف لـ"عربي21"، أن النظام يهدف من وراء زيادة القصف إلى استنزاف فصائل البنيان المرصوص، وكذلك إلى جر الفصائل لمعركة تنهي اتفاق "خفض التصعيد" المزعوم والملزم للنظام.
وحول احتمال تصعيد إيران في الجنوب السوري ردا على تعرض مواقعها العسكرية للاستهداف من إسرائيل، قال أبو شيماء: "لا أعتقد -وخصوصا في هذه الفترة- أن تقوم إيران بالتصعيد لأنها أصبحت هدفا لإسرائيل".
وتابع أن "إيران تسعى للتهدئة في كل مكان من سوريا، لأنها عاجزة وتشعر بالحرج أمام شعبها وأمام محور الممانعة جراء عدم ردها على القصف الإسرائيلي".
ورغم أن المتحدث باسم غرفة عمليات "البنيان المرصوص" استبعد أن تقوم إيران بالتصعيد في الجنوب، إلا أن عضو مكتب "تجمع أحرار حوران" محمود الحوراني، أكد لـ"عربي21" أن الفصائل استهدفت فرع الأمن السياسي في درعا المحطة ردا على القصف الذي تعرضت له مناطق المعارضة الذي أودى بحياة أم وطفلها وامرأة، ما يؤشر إلى احتمال العمل باتفاق "خفض التصعيد".
وفي الشأن نفسه، أشار الحوراني إلى تلويح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بانتهاء العمل باتفاق خفض التصعيد، خلال زيارته الأسبوع الماضي للأردن.
ومنذ تموز/ يوليو الماضي، تم الإعلان عن تطبيق اتفاق "خفض التصعيد" في جنوب سوريا، وذلك على خلفية مباحثات أردنية روسية أمريكية، أجريت في عمّان.
تصعيد من نوع آخر
في سياق منفصل، منع مجلس "القضاء الأعلى في حوران" إخراج محصول القمح إلى مناطق النظام، مهددا بمصادرة المركبات المحملة بالقمح في حال امتناعها عن ذلك.
اقرأ أيضا: صحيفة ألمانية: ما الذي يخفيه شهر أيار/ مايو للحرب السورية؟
قرار المجلس أتى بعد نحو شهر من إعلان منظمة "فاب" الأمريكية عن توقفها عن دعم مادة الطحين في الجنوب السوري، وذلك على خلفية قرار الإدارة الأمريكية تجميد أموال مخصصة لدعم الشأن السوري.
ووضع مراقبون قطع المنظمة الأمريكية لدعم مادة الدقيق في خانة الضغوط التي تتعرض لها فصائل المعارضة في الجنوب السوري، وخصوصا بعد أنباء سابقة عن تخطيط المعارضة لمعركة ضد النظام.
غير أن المسؤول في "تجمع أحرار حوران" محمود حوراني، أرجع قرار المنظمة الأمريكية (فاب) إلى انتهاء مدة المشروع (المنحة) الذي كانت تعمل به المنظمة.
وأكد بالمقابل أنه "لا خوف على الجنوب السوري من نقص مادة الطحين، بسبب إنتاج مادة القمح محليا، والبدائل موجودة".