هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر محلية وإعلامية في محافظة إدلب، شمال البلاد، عن مشاورات تجري منذ أيام بين قادة فصائل معارضة لإعلان تشكيل عسكري جديد في الشمال السوري، بدعم وإشراف تركي.
وتأتي المشاورات حول التشكيل الجديد، بالتزامن مع استكمال الجيش التركي نشر نقاط المراقبة في ريفي إدلب وحماة، بموجب اتفاق تخفيف التوتر الذي عقد في أستانا بين روسيا وتركيا.
ووفق مصادر محلية في محافظة إدلب، فإن التشكيل الجديد الذي تدعمه تركيا سيضم فصائل فيلق الشام، وجيش الأحرار، وصقور الشام، وجيش إدلب الحر، وجيش العزة، وجيش النصر، والفرقة الساحلية الأولى.
وتعليقا على التشكيل الجديد، قال المحلل والخبير العسكري العقيد حاتم الرواي، إن "تركيا الدولة الوحيدة القادرة على تفكيك تشابكات وتناقضات معظم فصائل الجيش الحر، لأن مفاتيح الفصائل في تركيا، بالإضافة إلى عدم وجود أي عداء أو ضغائن بينها وبين تركيا".
اقرأ أيضا: كيف تخطط روسيا لتوجيه ضربة للمعارضة المسلحة بإدلب؟
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أنه لا يمكن السيطرة على الحالة العسكرية، إلا بفرض نوع من الانضباط والالتزام بجهة راعية، حيث يرى أن فرصة النجاح مهيأة لنجاح التشكيل، خاصة في ظل انشغال إيران بعد الحملة الإسرائيلية عليها.
وأكد أن "التشكيل الجديد لن يكون مصيره الفشل، حيث أنه أصبح أمام ممر إجباري، وهو الانصياع للإدارة التركية، وبذلك لن يكون للزعامات وإملاءات المموّل أي دور أمام الحزم التركي، بالتالي لا سبيل له إلا النجاح"، وفق قوله.
وفيما يتعلق بردة فعل هيئة تحرير الشام حول التشكيل الجديد، استبعد الخبير العسكري أن تذهب الأمور إلى القتال مع الهيئة إذا تمكّنت تركيا من متابعة برنامجها دون وضع العصي الإيرانية في العجلات، خاصة أن الهيئة لن تفكر في التمرد بوجه تركيا التي تعرف أدق تفاصيلها ومواردها وتشكيلاتها.
واستدرك العقيد الرواي بالقول: "إن هيئة تحرير الشام لن تكون لقمة سائغة لتركيا، ما لم تجد نفسها أمام جيش منظم بقيادة مركزية وإشراف ودعم تركي"، مرجحا أن "تقبل الهيئة خلال الفترة المقبلة بحل نفسها، والذوبان في الجيش الحر".
في المقابل، استبعد عضو مجموعة العمل من أجل سوريا الناشط السياسي درويش خليفة، أن تتبنى تركيا التشكيل الجديد، بسبب أن المناطق ستكون مسؤولة عنها حسب اتفاق استانة، إضافة إلى أن الفترة الراهنة تحضر الأحزاب التركية فيها لانتخابات بلدية تشريعية رئاسية.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "تركيا لن تقوم بهذه الخطوة التي قد تفهم من هيئة تحرير الشام بأنها معادية لوجودها في الشمال، بالتالي ستحدث إضرابات، لا يحبذ جميع الفاعلين في الشمال السوري الوصول إليها على المدى القصير".
وبحسب درويش، فإن بعد تهجير جيش الإسلام للشمال السوري وتحالفه مع قوى أخرى، يوجد دول خليجية لا تحبذ هذا الأمر، حيث تحاول بشكل ما إعادة التوازن، بالتالي العودة للحلقة الأولى، وهي تصفية الحسابات الإقليمية على الأرض السورية، ليبقى الخاسر الأكبر سكان المناطق المحررة في هذه الحالة.