سلطت صحيفة "دويتشه فيرتشافتس ناخريشتن" الألمانية الضوء
على اللقاء الذي عقد بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي
فلاديمير
بوتين في سوتشي وظهر فيها تأييد ألماني للسياسية التي تتبعها
روسيا في
سوريا لكن مع بعض التحفظات.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن اللقاء الذي جمع بين ميركل وبوتين في
مدينة سوتشي، كان عمليا وباردا. فقد كانت مواقف كلا الطرفين فيما يتعلق بالأوضاع
في سوريا وأوكرانيا أكثر تناقضا مقارنة بالأسابيع الأخيرة. وقد تطرقت ميركل إلى
محادثات أستانا، التي كانت محل رفض من قبل القوى الغربية.
وذكرت أن ميركل شددت
على ضرورة التنسيق بين محادثات أستانا والمفاوضات الأممية في جنيف. بالإضافة إلى
ذلك، أقرت ميركل بأن الوقت قد حان لإجراء الإصلاح الدستوري في سوريا، الأمر الذي
اقترحته روسيا منذ وقت طويل ولازالت تنادي به إلى حد الآن. كما تجنبت ميركل خلال
هذا اللقاء إدانة التدخل العسكري الروسي في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن
مجموعة أستانا تواجه معضلة تتمثل في أن الوضع العسكري في سوريا ينذر بتقسيم البلاد
على طول خط الأنابيب.
وأفادت الصحيفة بأن
إسرائيل حذرت من أن إيران تسعى إلى السيطرة على مرتفعات الجولان في جنوب سوريا
بشكل دائم. أما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فيحاول إضفاء شرعية
دولية على احتلال بلاده لمرتفعات الجولان. وتدل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي
لروسيا، قبل أيام من الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، على أن
موسكو لا تعارض التواجد الإسرائيلي في مرتفعات الجولان.
وأوردت الصحيفة أن
القوات الأمريكية تمركزت في 15 قاعدة عسكرية شرقي البلاد، بينما يسيطر الروس على
الجزء الشرقي منها. في المقابل، لن يلعب النظام السوري دورا كبيرا في وضع الخطوط
العريضة لنظام ما بعد الحرب في سوريا. ويبقى بناء دولة مركزية سورية ذات توجهات
علمانية تضمن التعايش السلمي بين مختلف الأعراق والأديان، أمرا صعبا.
وأضافت أن بوتين انتقد
العقوبات الأوروبية ضد سوريا، خاصة وأن هذه العقوبات تعيق عملية إعادة إعمار
البلاد. وتشمل هذه العقوبات المدنيين العزل، مما قد يساهم في تعميق مأساتهم. أما
ميركل فلم تتحدث عن هذه العقوبات، وإنما طلبت من بوتين أن لا يستغل نفوذه لمصادرة
أملاك اللاجئين السوريين، الذين فروا من جحيم الحرب.
وذكرت الصحيفة أن
مواقف كلا الطرفين حيال أوكرانيا كانت غامضة تماما مثل الأشهر السابقة. في هذا
الصدد، أوردت ميركل أنه "يتعين على أوكرانيا أن تواصل لعب دور دولة عبور
للغاز الطبيعي الروسي نظرا لأن ذلك يخدم المصلحة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي،
لاسيما أن كييف ستتلقى من الجانب الروسي ثلاثة مليارات يورو كرسوم عبور. ومن
المحتمل أن تشارك أوكرانيا في صفقة طاقة روسية أوروبية". من جهته، شدد بوتين
على أن الدور الأوكراني يجب أن يكون فعالا على المستوى الاقتصادي.
ولفتت إلى أن التعاون
الروسي الألماني بشأن الملف السوري والأوكراني مرتبط بصراع السلطة في واشنطن.
ويمكن أن ينتهي تقسيم سوريا ومراقبة أوكرانيا إلى تقاسم الأسواق بين الروس
والأمريكيين، الأمر الذي يمكن أن تستفيد منه ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي على
الصعيد الاقتصادي.