هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت تصريحات بعض القوات الأجنبية عن استعدادها لتأمين الانتخابات الليبية ودعم الأجهزة الأمنية، عدة تساؤلات حول أهداف وجودها، ورد فعل الحكومة الليبية، وكذلك اللواء خليفة حفتر على ذلك.
وأكدت القوات الأمريكية العاملة في أفريقيا
"أفريكوم"، استعداد قوات أميركية لتأمين عملية الانتخابات الرئاسية
والبرلمانية المقبلة في ليبيا، إذا طلبت السلطات الليبية ذلك.
وقال مصدر بقوات "أفريكوم": "إذا
تلقينا طلبا من حكومة الوفاق الليبية بشأن مشاركة أميركية في تأمين الانتخابات،
فإننا سنقيم الوضع على الأرض، وإن الوفد الذي التقى رئيس الحكومة الليبية مؤخرا
بحث تقديم دعم لوجستي للقوات الليبية لتعزيز قدرتها على تأمين الانتخابات"،
بحسب جريدة "الشرق الأوسط".
دعم مستمر للسراج
والتقى رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج في العاصمة
طرابلس بالجنرال توماس فالدهاوسير قائد قوات "أفريكوم"، وكذلك بالقائمة
بأعمال السفارة الأميركية ستيفاني ويليامز، لبحث التعاون الثنائي الحالي في المجال
الأمني.
من جهتها، أكدت السفيرة ويليامز أن "أميركا
ملتزمة بدعم السراج والشعب الليبي في جهوده لبناء الأمن والاستقرار، وبناء مستقبل
أكثر رخاء في جميع أنحاء ليبيا، وكذلك بناء المؤسسات الدفاعية، ومساعدة قوات الأمن
في المستقبل"، وفق بيان لها.
اقرأ أيضا: حفتر يعلن بدء المرحلة الثانية من "تحرير درنة" الليبية (شاهد)
في سياق آخر، أعلن رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال
الأطلسي (ناتو)، الجنرال باتر بافل، استعداد الحلف لمساعدة ليبيا في إعادة بناء
مؤسساتها الأمنية والعسكرية، لا سيما وزارة للدفاع الوطني وقيادة الأركان وجهاز
الاستخبارات.
وأكد بافل "تأييد الحلف ودون تحفظ لجهود الأمم
المتحدة الهادفة لإيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا"، مشيرا إلى أن
"الناتو أتقن مهمته في ليبيا عام 2011 والتي كلف بها بعد تفويض أممي ودعم
عربي وخليجي لحماية المدنيين من ضربات القذافي"، وفق قوله.
وفي هذا الإطار، حاولت "عربي21" الإجابة
على التساؤل الآتي: هل ستتدخل قوات أجنبية في ليبيا بحجة تأمين الانتخابات ودعم
أجهزة الأمن؟
ورأى الناشط والصحفي الليبي، مختار كعبار أن
"حجة تأمين الانتخابات هي ذريعة خبيثة غربية لدخول قوات أمريكية وأوروبية إلى
ليبيا، وجعلها موطئ قدم لهم على الأرض لحسم النزاع في صالح جهة ضد أخرى".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن
"حكومة الوفاق سترحب بهذه القوات لأنها ستساعدها على بسط نفوذها، كما أن حفتر
سيرحب بها أيضا لأنها ربما تخدم أهدافه؛ لكن الشارع الليبي لن يقبل بهذا التواجد،
وربما تخرج مظاهرات تندد وترفض هذا العرض"، وفق تقديره.
اقرأ أيضا: قوات حفتر تواصل قصف درنة وتعلن تقدمها من غرب المدينة
لكن المدون الليبي من بنغازي، فرج فركاش أشار إلى أن
"تصريحات أفريكوم تأتي في إطار الدعم اللوجستي وليس التدخل المباشر، كما أنها
تأتي في إطار الضغط السياسي على الأطراف للوصول إلى حل، لكن لا أحد من الليبيين
سيرضى بتدخلات أجنبية بصورة ظاهرية مباشرة سواء كان من الناتو أو من غيره".
وحول موقف الحكومة وحفتر من الأمر، قال
لـ"عربي21": "لا أعتقد أنه ستكون هناك ممانعة لهذا الدعم، رغم
اعتقادنا أن تاريخ الانتخابات المحدد هو تاريخ متفائل جدا وغير واقعي، خاصة في ظل
عدم التشديد على الاستفتاء على دستور توافقي قبلها"، حسب رأيه.
قوات محدودة
من جانبه، قال الإعلامي الليبي، عاطف الأطرش إن
"أي بلد به صراع سياسي مسلح تحدث به مثل هذه الإجراءات، وكون هناك شبه اجماع
بإجراء الانتخابات والتخلص من الوجوه الحالية فإن الحاجة إلى فريق مراقبة دولي
صحبة قوة دولية محدودة العدد سيفي بالغرض".
وتابع: "حكومة الوفاق لن تمانع وإن لم تعلن ذلك
أو تطلبه كونها تحت حماية الشرعية الدولية، أما حفتر فقد قبل بإجراء الانتخابات،
لكنه سيعلن رفضه شكليا لوجود هذه القوات، إلا أنه لن يفعل لها شيئا طالما ستتواجد
خارج المناطق التي يسيطر عليها"، حسب كلامه.