هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت وسائل إعلام روسية عن وجود اجتماعات لشركات خليجية مع موظفين في وزارة السياحة التابعة للنظام السوري، بهدف إعادة تمويل وتنفيذ المشاريع المتعاقد عليها مع النظام ما قبل اندلاع الثورة السورية في العام 2011.
وفي التفاصيل التي ذكرتها قناة "روسيا اليوم"، فإن الشركات الخليجية السعودية والإماراتية، تبحث عن افتتاح مشاريع أخرى في مناطق سيطرة النظام السوري.
وأكدت القناة أن كل من شركة "الخرافي" الكويتية وشركات "ماجد الفطيم" الإماراتية، أعلنتا استعدادهما تنفيذ مشاريع سياحية في العاصمة دمشق.
وعزت ذلك، إلى تحسن الوضع الأمني الذي أسهم في مزيد من الإقبال على الاستثمارات السياحية من الشركات ورجال الأعمال السوريين وبعض الشركات اللبنانية، في السوق السورية.
وفي هذا الصدد، لم يستبعد المحلل الاقتصادي والمفتش المالي المنشق عن النظام منذر محمد، صحة هذه الأنباء، موضحا أن "التعاون الاقتصادي والتجاري ما بين نظام الأسد وبعض البلدان الخليجية، وعلى رأسها الإمارات، لم ينقطع أساسا".
إرضاء للأسد
وأضاف لـ"عربي21"، أن بعض الشركات الخليجية وتحديدا العاملة في مجال الإنشاءات، تتطلع من خلال إعلانها عن استعداها مواصلة تنفيذ المشاريع السابقة، إلى نيل حصتها من إعادة الإعمار السورية.
وقال موضحا، إن: "إعلان الشركات الخليجية هذا، يهدف إلى إرضاء الأسد كونه سيتحكم – بحكم الواقع العسكري- في جزء من عملية إعادة الإعمار، العملية التي باتت في مراحلها النهائية، بعد الدفع الغربي والدولي لإنهاء الملف السوري عبر تسوية سياسية تحابي النظام السوري، وتمنع الشعب السوري من تحقيق أحلامه المشروعة بالحرية والديمقراطية".
وأشار محمد في هذا السياق، إلى إفصاح رئيس النظام السوري في أكثر من محطة إعلامية، عن نواياه بخص الشركات التي تتبع للبلدان التي دعمته بالحصة الأكبر من عملية إعادة الإعمار.
وتابع: "نتيجة لذلك بدأت الشركات الخليجية بمغازلة النظام السوري، على أمل أن تحظى بجزء من مشاريع إعادة الإعمار الكبيرة والواعدة في سوريا".
اقرأ أيضا: النظام يواصل هجومه على درعا ونزوح عشرات آلاف المدنيين
ومتفقا مع محمد، ذهب الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد إلى عدم استبعاد هذه الأنباء، على الرغم من تشكيكه بمصداقية وسائل الإعلام الروسية، على حد تعبيره.
ولفت السعيد في حديثه لـ"عربي21"، إلى ما وصفه بـ"التسليم بفكرة انتصار الأسد" التي تحاول روسيا ترويجها، بالتآمر مع بعض الحكومات الإقليمية، والإمارات على رأسها.
ورأى أنه "ليس بغريب أن تقوم أطراف إقليمية بالتطبيع السياسي مع الأسد، من خلال دخول الشركات إلى السوق السورية".
وأنهى السعيد بقوله، "ليس مبالغة القول، بأن بعض الأطراف الإقليمية كانت على رأس الدول الداعمة للأسد وتحديدا في المجال الاقتصادي، رغم كل مظاهر القطيعة التي تدعيها معه".