هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انطلقت أعمال القمة الأفريقية الحادية والثلاثين الأحد في العاصمة الموريتانية نواكشوط بمشاركة 22 رئيس دولة وعدد من نواب الرؤساء ورؤساء الحكومات في الدول الأفريقية.
وتبحث القمة الأفريقية، ملفات عدة من بينها محاربة الفساد بالقارة الأفريقية وجهود مكافحة الإرهاب والأزمات، التي تشهدها القارة.
وفي كلمته الافتتاحية، قال الرئيس الموريتانى، محمد ولد عبد العزيز، إن "أفريقيا تواجه تحديات أمنية كبيرة، كالإرهاب والتطرف والمتاجرة بالمخدرات وتعدد بؤر التوتر، تحديات تشكل عائقا حقيقيا في وجه التنمية المستدامة، إذ لا يمكن تصور تنمية بدون أمن".
وأضاف أن هذا الأمر يتطلب وضع مقاربة جماعية ترتكز على تنسيق جهود دول القارة لرفع هذه التحديات، مشيرا إلى أنه و”لضمان نجاح هذه المقاربة في القضاء على ظواهر الإرهاب والعنف والتطرف، وإخماد بؤر التوتر، يتوجب علينا تضمينها أبعادا تعالج الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية التي قد تدفع بعض شبابنا إلى التشدد والانحراف".
وتابع أن "إحراز النصر في محاربة الفساد يعتبر شرطا ضروريا للنمو والرخاء، فالدول التي كسبت رهان محاربة الفساد، سجلت نتائج هامة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية".
من جهته، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمات، إنه يتعين على قمة نواكشوط أن تستمر في الدينامية التي تم الانخراط فيها، قصد جعل الاتحاد الأفريقي الأداة الكفيلة بقيادة التحول المرتقب في أجندة 2063، كما يتعين تسريع وتيرة الإصلاح المؤسساتي للاتحاد.
وأضاف أن قضايا السلم والأمن والاستقرار تثير انشغالات كبرى على مستوى القارة، مذكرا بأن سنة ونصف فقط تفصل القارة عن سنة 2020 التي حددها رؤساء الدول والحكومات موعدا لإسكات البنادق وتخليص إفريقيا من آفة النزاعات.
من جانبه، ثمن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجامعة والاتحاد الأفريقي، مضيفا أن المنظمتين تواجهان جملة من الأزمات والتحديات المشتركة، مما يحتم عليهما مضاعفة الجهود لتسوية النزاعات والتوصل إلى حلول شاملة لها.
وأشار إلى أن الجامعة ستظل تساند جهود الاتحاد الافريقي لحفظ السلم والأمن في القارة الأفريقية، مبرزا أهمية التكامل على مستوى الأولويات الاقتصادية والاجتماعية التي تسعى المنظمتان لتحقيقها، خاصة وأنهما تتشابهان في الأهداف التي تسعيان لبلوغها ، مثل أهداف التنمية المستدامة 2030، وأجندة الاتحاد الافريقي 2063.
بدورها، أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، أن المنظمة الأممية والاتحاد الأفريقي يجمعهما عمل مشترك في مجالات التنمية المستدامة ( أجندة 2030 و2063) و السلم والاستقرار.
كما أكدت أن الأمم المتحدة ستواصل دعمها لأفريقيا في مسيرتها نحو التحول على كافة الأصعدة (المسلسلات الانتخابية، العائد الديمغرافي، القضاء على الأوبئة..)، مضيفة أن هناك تعاونا بين المنظمتين للسير قدما في مجالات الحكامة الجيدة وتمكين المرأة وخلق مناصب الشغل للشباب، وحقوق الانسان ومحاربة الإرهاب والتطرف العنيف.
بدوره، دعا وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، القمة الأفريقية إلى ضرورة تعزيز الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني وقيادته من أجل استكمال مسيرة الحرية والاستقلال الوطني، وضمان قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
ودعا أيضا القادة الأفارقة إلى مراجعة علاقات دولهم مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، تماشيا مع مبادئ وميثاق الاتحاد الأفريقي التي تنبذ وتدين النظم الاستعمارية والعنصرية.
أما الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، رئيس جمهورية رواندا، بول كاغامى، فقال إن جهود الاتحاد الأفريقي لتحقيق الشفافية مكنت من تقليص نفقات التسيير بنسبة 12 في المائة، ومن زيادة غير مسبوقة في ميزانية الصندوق المخصص للأزمات في القارة.
وأضاف أن عددا من البلدان وقعت على بروتوكول منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، في الوقت الذي تتجه دول أخرى للتوقيع عليه، مشيرا إلى النتائج الإيجابية للبرتوكول على تنمية القارة.
وستناقش القمة الأزمة الليبية في إطار التحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا قبل نهاية العام الجاري، وستشارك دول جوار ليبيا في اجتماع مصغر على هامش القمة الأفريقية لبحث آخر التطورات بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين الفصائل الليبية حول ما يسمى "الهلال النفطي" في محاولة للسيطرة على منابع النفط في البلاد.
وتطرح القمة ملف التمويل المالي للاتحاد لتنفيذ قرار قمة كيغالي، والتي أقرت اقتطاع 0.2 بالمئة من واردات خارج القارة لتمويل الاتحاد، وستبحث القمة بدء العمل بالمنطقة الحرة للتجارة في أفريقيا وتعيين اتفاقية هوية تنقل الأشخاص والممتلكات.
وقبيل القمة، عقد مجلس السلم والأمن الأفريقي اجتماعاته مركزا على الوضع في جنوب السودان، حيث حذّر من خطورة الوضع، مطالبا باتخاذ إجراءات سريعة ورادعة ضد منتهكي اتفاق وقف إطلاق النار.
وتمكن الرئيس السوداني عمر البشير من إيقاف فرض عقوبات وتأجيل هذه الخطوة حتى الاجتماع المزمع عقده في نيروبي بعد أسبوعين بين أطراف الصراع في جنوب السودان.
يذكر أن منظمة الوحدة الأفريقية تأسست عام 1963 في إثيوبيا بعضوية 30 بلدا، بهدف تحرير القارة نهائيا من الاستعمار والقضاء على التخلف الاقتصادي وتوطيد دعائم التضامن الأفريقي، وفي عام 2002 تأسس الاتحاد الأفريقي في قمة ديربان بجنوب أفريقيا، ومن ثم جرى استكمال تأسيس مؤسسات الاتحاد الأفريقي باستحداث مفوضية وبرلمان ومجلس للسلم والأمن.