هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
على إثر وعد الرئيس المدير العام لشركة دانون الفرنسية بمراجعة أثمنة منتجات شركته التي استهدفتها حملة المقاطعة منذ 20 نيسان/ أبريل الماضي، دعت فعاليات سياسية وجامعية ومدنية مغربية إلى تعليق الحملة لمدة 10 أسابيع، من يوم السبت 7 تموز/ يوليو إلى يوم الجمعة 14 أيلول/ سبتمبر المقبل، "لإعطاء الفرصة للشركة المعنية من أجل بلورة مقترحاتھا المعلنة إلى أرقام فعلية استجابة للمقاطعة الناجحة"، الأمر الذي اعتبره نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي "خيانة" استهدفت الحملة لإيقافها.
وكان الرئيس المدير العام لشركة دانون الفرنسي، إيمانويل فابيير، عبر في مقطع فيديو بعد قدومه إلى المغرب في حزيران/ يونيو الماضي عن احترامه لقرار المغاربة القاضي بمقاطعة منتجات شركته.
ووعد فابيير، في ندوة صحفية، بأن الشركة ستراجع أسعار منتجاتها بالمغرب بشكل "عادل"، متعهدا ببيع الحليب بثمن التكلفة دون تحقيق أي ربح فيه.
وكشف الموقعون على النداء الذي اطلعت عليه "عربي21"، أن الدعوة لتعليق المقاطعة تأتي من أجل منح الفرصة للمدير العام لشركة سنطرال الذي حل بالمغرب مؤخرا، وأعلن عن عزمه تنفيذ مجموعة من الإجراءات تنفيذا لمطالب المقاطعين، والتي من بينها مراجعة ثمن الحليب المبستر.
اقرأ أيضا: بسبب المقاطعة.. 70 شخصية مغربية يحذرون من تجاهل الشعب
وأورد النداء أن الشركة تعهدت ببيع الحليب بثمن التكلفة وعدم تحقيق أي ربح فيه، وكذا الالتزام بالشفافية المطلقة أمام المستهلكين في ما يتعلق بتركيبة أثمان منتجات الشركة وكذا في ما يتعلق بالجودة، والالتزام بالتعاون مع المستهلكين المغاربة في إبداع نموذج جديد لتحديد أثمان منتجات الشركة يكونون فيه شركاء في القرار.
وأشار الموقعون على النداء إلى أن المقاطعة كانت سلاحا فعالا ووسيلة ناجعة لإسماع صوت الشعب وتوحيد موقف المستهلكين ضد جبروت رأس المال الذي لا يبالي لا بالقوانين ولا بالمحيط الاجتماعي الذي يعمل فيه، مضيفين أن الطريقة الذكية التي خاض بها المغاربة مقاطعتهم والأسلوب الحضاري الذي اتبعوه في سلوكهم الاستهلاكي اليومي لمدة شهرين ونصف أبان عن تمكنهم من استخدام هذا السلاح بشكل عقلاني وذكي وناضج وفعال.
ودعا الموقعون على النداء، السلطات الحكومية والمؤسسات الدستورية ورؤوس الأموال والشركات، سواء التي كانت موضوع المقاطعة أو شركات أخرى، من نفس القطاعات أو من قطاعات أخرى، إلى اتخاذ القرارات والمراجعات الضرورية لسياساتها من أجل التجاوب الإيجابي مع مطالب المقاطعة.
وسجل النداء أنه "وبحسب ما سيظهر خلال مدة التعليق، يبقى القرار بيد المغاربة الذين قدموا، طيلة أزيد من شهرين ونصف، ولا يزالون، درسا بليغا في الاحتجاج الحضاري. فإما سيكون هناك تجاوب فعلي وملموس، وإما سيكون على المقاطعين استئناف مقاطعة المادة بنفَس جديد وشكل جديد".
وقدرت شركة (سنطرال دانون) للحليب ومشتقاته، خسارتها بحوالي 150 مليون درهم (أكثر 15 مليون دولار)، بعد مضي شهر ونصف من حملة مقاطعة دشنها نشطاء مغاربة وجهت ضد ثلاث علامات تجارية هي "أفريقيا" للمحروقات، و"أولماس سيدي علي" للمياه المعدنية، و"سنطرال دانون".
اقرأ أيضا: "دانون" المغرب: 15 مليون دولار خسائر المقاطعة في أسابيع
تبريرات وانسحابات
ووجهت انتقادات عديدة للموقعين على النداء، الأمر الذي دفع بعدد منهم إلى تبرير موقفهم، حيث قالت الأستاذة الجامعية والناشطة الحقوقية، لطيفة البوحسيني، إنها "انخرطت في النداء لأن الأمر يتعلق بتعليق (أي إيقاف لمدة محدودة) وليس بتوقيف... والفرق بينهما كبير".
وأوضحت البوحسيني في تدوينة مطولة على حسابها بـ"فسيبوك"، أنها "انخرطت في النداء بغرض بعث رسائل إلى المقاولات المتعجرفة التي لا زالت على عنجهيتها والتي لم تحرك الساكن وتمادت في تكبرها ... وهي نفسها المقاولات التي تجسد زواج المال والسلطة بالإضافة إلى احتكارها وهيمنتها على السوق الخاصة بالمنتجات التي تسوقها (افريقيا وسيدي علي)...مفاد الرسالة، أنني كمواطنة / مستهلكة ومقاطعة أتفاعل إيجابيا حينما أنجح (مع جمهور المنخرطين) في الضغط لتحقيق هدف ولو بسيط، ولا شيء يمنعني من مراجعة تفاعلي في حالة ما ظهر العكس... وهذا يعني تشبثي بالاستمرار في مقاطعة المنتوجين الآخرين والبحث عن وسائل أخرى للضغط على المقاولات المعنية".
بالمقابل، أعلن الإعلامي سامي المودني عن سحب توقيعه من النداء، وقال في تدوينة على حسابه بـ"فيسبوك": "لم أنتبه جيدا إلى أن ما ورد في البيان يستند إلى نية الشركة في خفض الأسعار وليس إلى قرار رسمي من طرفها، وهو الأمر الذي نبهني إليه زملاء أقدرهم وأعزهم".
وأضاف: "وتفاعلا مع بعض المواقف السياسية المعبر عليها من طرف فاعلين أقاسمهم القناعات، فإنني أعلن سحب توقيعي من البيان المذكور".
كما دعت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب رجل الأعمال والعضو في الحزب، كريم التازي، إلى سحب توقيعه من النداء تجاوبا مع موقف الحزب المؤيد للمقاطعة، الأمر الذي استجاب له وفق منابر إعلامية محلية.
وفيما يلي لائحة الموقعين على النداء:
لطيفة البوحسيني / أستاذة باحثة
فؤاد عبد المومني / مناضل جمعوي
محمد حفيظ / أستاذ جامعي
الطيب حمضي / طبيب
كريم التازي / رجل أعمال
كمال المصباحي / باحث جامعي
إدريس بويسف الركاب / كاتب وناشر
عبد الرحيم تفنوت / صحافي
مليكة منافع / أستاذة
أمين الزين اقتصادي / جامعي
عمر لبشيريت ناشط / إعلامي
محمد نجيب كديرة اقتصادي/ جامعي
سامي المودني / صحافي
مصطفى الصبان / أستاذ
يونس بنكيران / كاتب وشاعر
نجية الزيراري / خبيرة في النوع
عبد الله بنسودة / طبيب
السعيد بلال / مستشار
المهدي عليوة عالم اجتماع
عبد الصمد صدوق / مهندس
أحمد البرنوصي / مهندس
سعاد الشنتوف / فاعلة نسائية
أبو بكر الشرايبي جامعي/ كاتب
جمال بوشارن / إحصائي
عبد الباقي اليوسفي / مقاول
كريم سباعي / موظف
لطيفة بنواكريم / نقابية
رشيد الفيلالي المكناسي / جامعي وحقوقي
سليمان بن الشيخ / صحافي
فؤاد الزيراري / جمعوي
إدريس الحمري / متقاعد
خديجة بوجمال إطار / بمقاولة
حسن الحسني العلوي / مناضل حقوقي
جمال بدومة كاتب / صحافي
عبد الصمد العسري / إطار بمقاولة
نديرة برقليل / اقتصادية
محمد الواد / مهندس
المهدي الأمراني / اقتصادي
خالد مظلوم / مستشار
الدكتور مراد البقالي / طبيب جراح وفاعل جمعوي ونقابي
أسماعيل العلوي / فاعل سياسي وجمعوي
رجاء المجاطي العلمي / مستشارة، اقتصادية، جامعية
حورية إسلامي / مدافعة عن حقوق الإنسان