هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
واصلت الصحافة الإسرائيلية تغطيتها لتطورات الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، واستمرار الطائرات الورقية المشتعلة، وسط خروج دعوات للرد على حماس، وزيادة الضغوط على الفلسطينيين هناك.
فقد نقلت صحيفة معاريف عن وزير الحرب السابق موشيه يعلون قوله: "يجب أن ننقل لحماس رسالة واضحة بأنه لا يجب عليها الاستمرار في السلوك الحاصل على حدود غزة، مع العلم أننا حين دخلنا حرب غزة الأخيرة في الجرف الصامد 2014 أدركنا منذ اللحظة الأولى أنها لن تكون الجولة الأخيرة، ومع ذلك فقد دفعت فيها حماس ثمنا باهظا، وهي تبدو حذرة حتى اليوم بسبب ذلك الثمن".
العين بالعين
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أنه "يجب إحراق حقول غزة الزراعية مقابل إحراق حقول الإسرائيليين، واتباع طريقة جديدة أمام حماس عنوانها "العين بالعين"، دون إصدار تهديدات جوفاء، لأنها تمس بالردع الإسرائيلي، ليس هناك من حل عسكري سحري أمام حماس وفق صيغة "ضربة وانتهى الأمر"، لكن كان يجب على الحكومة الإسرائيلية المسارعة لمعالجة ظاهرة الطائرات الورقية منذ أن بدأت صغيرة، وتشمل تدفيع الفلسطينيين ثمنا باهظا بسببها".
وأكد يعلون، وهو رئيس هيئة أركان الأسبق، أن "الحديث عن تصفية حماس مجرد كلام يضر بنا فقط، الإنذارات النهائية الموجهة لحماس تتسبب بالأذى للردع الذي حققناه منذ انتهاء الحرب الأخيرة، الحل مع الفلسطينيين في غزة يجب أن يكون حول منحهم حكما ذاتيا فقط، مقابل اتباع سياسة العصا والجزرة معهم، رغم أن حماس لا يعنيها كثيرا حدود العام 1967، هي تسعى نحو تل أبيب، عسقلان، ويعني حق العودة، وهو ما يجب توضيحه للمجتمع الدولي".
الجنرال يهودا فوكس قائد فرقة غزة قال لموقع ويلا الإخباري، إن "الحدود الشرقية لغزة مع إسرائيل البالغة طولها 65 كيلومترا، شهدت في الشهور الأخيرة سلسلة من عمليات التسلل وتنفيذ الهجمات وإطلاق القذائف الصاروخية والطائرات الورقية المشتعلة، وفي حال استمر هذا التوتر، فإنه سيعمل على التدهور إلى وضع سيؤثر على كل الشرق الأوسط".
وأضاف في لقاء ترجمته "عربي21" أن "جولة ميدانية على طول الحدود مع غزة، تعطي شعورا بأننا في أجواء حرب حقيقية، في ظل المخاطر التي تحيط بمستوطني غلاف غزة، لأنه قبل اندلاع موجة المسيرات الأخيرة قبل ثلاثة أشهر ونصف، كان تأثير الجرف الصامد يمتلك فعالية واضحة، رغم أن الجيش مجهز لأي مفاجأة على الحدود؛ من خلال توفير الأمن للعمال المنخرطين في بناء الجدار التحت-أرضي لإحباط عمل الأنفاق".
وأوضح أن "تهديدات وزير الحرب أفيغدور ليبرمان فور بأن المعركة القادمة مع حماس ستجبرها على رفع الراية البيضاء، أصابت الحركة بالردع الجوهري، على الأقل لعدة أشهر، ثم وجهت جهدها الميداني باتجاه إطلاق سلسلة هجمات مسلحة في الضفة الغربية، على اعتبار أن تلك الهجمات لن تدفع الجيش لتنفيذ ردود قاسية في غزة".
وأشار إلى أنه "رغم أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الشاباك أحبط مئات العمليات والهجمات المسلحة في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، لكن الوضع في قطاع غزة كان معقولا نسبيا، إلى عدة أشهر من المواجهات المستمرة على الحدود".
مخاطر الهجوم
وختم بالقول بأن "حماس ترى بمسيراتها الأخيرة على طول حدود غزة أنها أحرجت الجيش الإسرائيلي، وأعادت القضية الفلسطينية إلى أجندة المجتمع الدولي، وأجبرت إسرائيل على إعادة طرح فكرة الميناء البحري، رغم أن أي حل سياسي أو تسهيلات اقتصادية لا ترى حاليا في الأفق، مما قد يجعل من المواجهة القادمة أسرع مما يتصور الجانبان".
أما الجنرال غرشون هكوهين فكتب في صحيفة إسرائيل اليوم أن "أحد أسباب استمرار أحداث العنف على حدود غزة، يعود إلى أن الجيش الإسرائيلي فقد حرية الحركة في قطاع غزة منذ 13 عاما حين حدث الانسحاب منه عام 2005، بعكس الوضع القائم في الضفة الغربية حيث يتمتع الجيش والشرطة وجهاز الأمن العام الشاباك بجولات شبه ليلية لإحباط أي عمليات مسلحة، من خلال أداء هجومي في قلب المدن والمخيمات الفلسطينية، دون الحصول على إذن من المستوى السياسي لدى تنفيذ أي عملية، مما منح الضفة، بجانب عوامل أخرى، هدوءا نسبيا طوال السنوات الماضية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" قائلا: "تعالوا نتخيل طائرة ورقية مشتعلة انطلقت من حي صور باهر بالقدس نحو مستوطنة جبل أبو غنيم، فإن الشرطة والجيش عبر سيارة عسكرية واحدة ستدخل المكان، وتعالج الأمر، وكأنه لم يكن، أما في غزة فإن هذا لا يحدث، ليس لأن الجيش الإسرائيلي بات ضعيفا، ولكن لأن الأسباب التي أعقبت الانسحاب جعلت حماس تعيد تنظيم نفسها عسكريا، وتتحول إلى قوة هجومية، تجبي من الجيش ثمنا استراتيجيا باهظا إن فكر بمهاجمتها".
وأوضح هكوهين، الباحث بمركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية، أنه "رغم فعالية القبة الحديدية، فلا زالت القذائف الصاروخية بحوزة حماس تشكل تهديدا على حياة الإسرائيليين، وباتت معادلة الأثمان والمخاطر ترافق الجيش والمستوى السياسي في تل أبيب لدى التفكير بأي عملية عسكرية تجاه غزة، في حين شكل الجدار الحدودي مع غزة نقطة ميدانية لصالح العدو ممثلا بحماس، ففي الوقت الذي منح الجيش فرصة منع تنفيذ أي اختراقات أو تسللات ميدانية من قبل عناصر حماس، فقد منح الأخيرة فرصة التقوي والتنظيم جيدا فيما وراء الجدار".
وختم بالقول: "الفصل الجغرافي الكامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أدى إلى أن تعيد حماس بناء قدرتها العسكرية والعملياتية والقتالية جيدا، حتى تحولت جيشا نظاميا، قائما على ألوية وكتائب وسرايا وفصائل، ولديه ترسانة كبيرة من الوسائل القتالية وأجهزة السيطرة والتحكم، وهنا الفرق بين الوضعين الناشئين في غزة والضفة".