نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا حول رغبة الرياض في امتلاك سلاح نووي، وموقف
إسرائيل من ذلك، ودلالات ذلك على مشهد الصراع في المنطقة؛ بخاصة مع إيران.
وقال التقرير، الذي نشرته "
روسيا اليوم"، إن "إسرائيل تصر على أن تفرض الولايات المتحدة قيودا على مشاريعها المستقبلية مع
السعودية في مجال الطاقة النووية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الخارجية الأمريكية قوله إن "واشنطن لا تعترض على إنشاء برنامج نووي في السعودية إذا ما استوفى المعايير الدولية"، مضيفا أن "الولايات المتحدة تدعم البرامج النووية السلمية طالما يتم الالتزام بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبأعلى المعايير الدولية في مجال الأمن، وعدم الانتشار، ومراقبة الصادرات، والأمن الجسدي".
وفي السياق ذاته، سألت الصحيفة الروسية أستاذ قسم الدراسات الشرقية الحديثة في كلية التاريخ والعلوم السياسية والحقوق بجامعة موسكو الحكومية للعلوم الإنسانية، غريغوري كوساتش، عن ذلك، فلم ير ما يسوّغ القلق الإسرائيلي من المشروع النووي السعودي. وقال: "البرنامج النووي السعودي، الذي تم الحديث عن ضرورة تأسيسه خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، يأتي ردا على تصرفات إيران حصرا. سياسة السعوديين فيما يتعلق بالبرامج النووية في هذه المنطقة هي أن منطقة الشرق الأوسط يجب أن تكون خالية من الأسلحة النووية. انطلاقا من ذلك، تتحدث الرياض دائما عن الخطر الإيراني، وعن أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية. أما حول إسرائيل، فتتحدث كما لو بين قوسين".
وبرأي الخبير الروسي، فإن "حصول الرياض على سلاح نووي يمكن أن يغير ميزان القوى في الشرق الأوسط". وحين تساءل: "ولكن متى وإلى أي درجة سيتغير؟"، أجاب: "المملكة العربية السعودية بدأت للتو أو ستبدأ بالتحرك في هذا الاتجاه، في حين أن إيران قطعت شوطا طويلا بالفعل. إذا كان هناك تغيير في ميزان القوى على مستوى إقليمي، فلن يحدث ذلك على الفور".
ولاحظ الخبير الروسي أن "مواجهة السياسة الإيرانية أدت إلى تقارب غير متوقع بين مواقف المملكة العربية السعودية وبين إسرائيل"، معتبرا أن "إحدى علامات الدفء (بينهما)، يتمثل في عدم تحرك السعودية بشكل فعال لوقف التصعيد الإسرائيلي في أيار/ مايو في قطاع غزة".