من المحتمل أن يصبح "جيش وطني" تعمل المعارضة السورية على تأسيسه بمساعدة
تركيا عقبة في الأمد البعيد أمام استعادة الرئيس بشار الأسد السيطرة على شمال غرب البلاد.
ويحدث ذلك إذا ما تمكنت المعارضة من إنهاء الخصومات الفئوية التي نُكبت بها منذ فترة طويلة.
ويمثل هذا المسعى عنصرا أساسيا في خطط المعارضة المدعومة من تركيا لتأمين شريط من الأرض يشكل جزءا من آخر معقل كبير للمعارضة في
سوريا وفرض حكمها عليه.
وقد ساعد وجود القوات التركية على الأرض في حماية هذا الشريط من هجوم القوات الحكومية عليه.
واستعاد الأسد بدعم من روسيا وإيران معظم سوريا. ورغم أنه تعهد باستعادة "كل شبر" من الأرض السورية، فإن وجود تركيا في شمال غرب البلاد وعلاقاتها بروسيا سيُعّقدان أي حملة عسكرية حكومية في هذه المنطقة.
ورغم أن الجيش التركي، وهو ثاني أكبر جيش في دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، يدعم العقيد هيثم عفيسي قائد "الجيش الوطني"، إلا أن عفيسي يقول إن إنشاء هذه القوة لم يكن بالمهمة السهلة خلال السنة الأخيرة. ويشير بذلك إلى الصعوبات التي حالت دون توحيد فصائل المعارضة خلال الحرب.
وفي الآونة الأخيرة أصدر عفيسي الذي فر من الخدمة في الجيش السوري في 2012 تعليمات للفصائل التي يتألف منها "الجيش الوطني" بالامتناع عن إدارة سجون ومحاكم خاصة بها واعتقال أي مواطن إلا بموجب كتاب رسمي من القضاء.
كما طالب المقاتلين بارتداء الزي العسكري والامتناع عن إطلاق النار العشوائي.
وقال عفيسي إن "الجيش الوطني" يضم 35 ألف مقاتل من بعض من أكبر الفصائل في الحرب الأهلية التي سقط فيها مئات الآلاف من القتلى وأرغمت حوالي 11 مليونا على النزوح عن بيوتهم خلال السنوات السبع الأخيرة.
وأصيب عدد من مجندي "الجيش الوطني" بجروح في الخامس من أغسطس/ آب الجاري عندما تعرض حفل تخرج دفعة من المقاتلين في مدينة الباب للقصف.
وقال عفيسي الذي تحدث إلى رويترز في بلدة أعزاز قرب الحدود التركية إنه تم الوصول إلى هوية المهاجمين لكنه رفض الكشف عنهم.
وفي السابق فشلت مساعٍ عديدة لتوحيد مقاتلي المعارضة إذ عرقلتها منافسات محلية وفي بعض الأحيان تعارض أهداف الدول الأجنبية التي كانت تدعم كثيرين من المقاتلين في وقت من الأوقات في الحرب السورية.
ومن المحتمل أن يختلف الوضع بالنسبة للجيش الوطني نظرا للوجود التركي على الأرض.
وأفاد عفيسي بأن كل ما يتم تقديمه حتى الآن من دعم إلى "الجيش الوطني" هو دعم تركي مضيفا "لا توجد أي دولة أخرى شريك في هذا الأمر".
وقال إن أعداء "الجيش الوطني" ثلاثة يتمثلون في الحكومة السورية وحزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية.