هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار نفي قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تشكل الوحدات الكردية عماده، عن وجود نوايا لديها بالمشاركة في معركة إدلب المحتلمة بجانب قوات النظام؛ تساؤلات عدة.
ويمثل محتوى البيان الجديد لـ"قسد" الذي
وصل "عربي21" نسخة منه، والذي أعلنت فيه عدم صحة ما وصفتها
بـ"الإشاعات التي تم تداولها في الأيام الماضية، سواء من ناحية المشاركة مع
النظام السوري أو التنسيق معه في المعارك"، تراجعا عن تصريحات سابقة لمسؤولين
بارزين فيها.
مقابل ذلك أكد البيان، على التزام "قسد"
ببرامجها وخططها لاستكمال العمليات العسكرية التي بدأتها للسيطرة على الريف
الشمالي لمحافظة دير الزور، والتركيز على طرد تنظيم الدولة من الجيب الأخير
المتبقي له في منطقة حوض الفرات الأوسط.
فما هي الأسباب التي دفعت بالقوات الكردية إلى تغيير
موقفها المفاجئ، وما المستجدات التي دفعت إلى ذلك؟
رد على النظام
وردا على هذه التساؤلات، رأى الصحفي عبد العزيز
الخليفة، أن تراجع قسد عن موقفها السابق بمساندة النظام في معركة إدلب، يعد ردا
على طرد النظام السوري، قبل يومين، لوفد كردي كان بصدد التفاوض في دمشق.
وأوضح لـ"عربي21" أن النظام هدد باعتقال الوفد
الكردي، لولا تدخل روسيا، التي تكفلت بإعادة أعضاء الوفد المفاوض إلى مطار
القامشلي بالحسكة.
وكانت مصادر إعلامية كردية، أكدت أن النظام السوري
قام بطرد وفد حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، الذي زار دمشق لإجراء
المفاوضات مع النظام، وذلك عقب فشل المحادثات بين الطرفين، مشيرة إلى أن الجهات
الأمنية لدى النظام السوري أصدرت مذكرات توقيف بحق الوفد الكردي، إلى أن تدخلت
روسيا وأعادتهم إلى القامشلي على متن طائرة يوشن للشحن.
اقرأ أيضا: عناصر كردية تنضم لصفوف مليشيات موالية لإيران شمال حلب
واعتبر الخليفة، أن النظام يحاول زيادة مخاوف
الأكراد ليضمن عودتهم غير المشروطة إليه.
ومتفقا مع الخليفة، عزا نائب رئيس "التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة" محمود الماضي، تراجع قسد إلى الصفعة التي تلقتها أمس الأحد، في دمشق من قبل النظام، عندما رفض الأخير مشروع الإدارة الذاتية وأصر على أن تكون مشاركتها ضمن الإدارة المحلية المعمول بها في سورية منذ بداية الستينيات.
وقال لـ"عربي21"، إن "النظام تعمد أن
يهين الوفد عندما أصدرت الجهات الأمنية بحقهم مذكرات توقيف، إلا أن تدخل روسيا حال
دون ذلك، وهنا أدركت المليشيات الكردية أن مهمتها قد انتهت، وأنه مهما قدمت من
خدمات عسكرية للأسد فستخرج خالية الوفاض وترجع بخفي حنين"، على حد تعبيره.
وأشار الماضي إلى أن القوات الكردية منذ نشأتها
"وهي تقدم خدمات مأجورة للنظام في مواجهة الجيش الحر في الحسكة والقامشلي
وحلب، لقاء امتيازات وصفقات كحصص في النفط والحبوب".
وفي تفسير آخر لتراجع "قسد"، ألمح الصحفي
عبد العزيز الخليفة، إلى احتمال أن يؤشر ذلك إلى توقف المعركة في إدلب، في إشارة
منه إلى المباحثات التركية- الروسية بشأن تجنيب إدلب معركة مأساوية النتائج.
وأضاف أنه "ربما تكون المعركة قد توقفت فعلا،
أو لم تبدأ على وجه الدقة".
سحب واشنطن للعرض
وذهب الإعلامي أمين بنّا إلى أبعد من ذلك، معتبرا
أن إعلان "قسد" عدم المشاركة مع النظام في معركة إدلب، يأتي ضمن مفاوضات
ومباحثات دولية غير معلنة.
وأوضح بنّا في حديث خاص لـ"عربي21" أن
"قسد لا تملك أن تصرح بشيء من دون العودة لواشنطن"، مضيفا أن
"أمريكا أوعزت من قبل للأكراد أن يبدو استعدادهم لمساندة النظام المدعوم
روسيا، وهذا يدلل على رسائل مباشرة ما بين واشنطن وموسكو، ويبدو أن الأخيرة لم
تلتفت للعرض الأمريكي، ما دفع واشنطن إلى سحب عرضها"، على حد قوله.