كشف مصدر مطلع لـ"
عربي21"، عن أن
القوات الروسية تعد العدة لتجهيز مقر عسكري في ريف
حماة الشمالي، على مقربة من
مدينة صوران.
وبحسب المصدر، فإن المقر الذي يقع على مقربة من
الحد الفاصل بين مناطق المعارضة والنظام، والذي تزيد مساحته عن خمسة آلاف متر
مربع، سيضم عددا كبيرا من الجنود والشرطة العسكرية الروسية، وسيتبع مباشرة لقاعدة
حميميم الساحلية.
وأوضح، أن الجنود الروس الذين سيتمركزون داخل
المقر الجديد الضخم، يتم نقلهم من مدينة مصياف، ومن محطة القطار داخل مدينة حماة.
الصحفي يزن شهداوي، أشار لـ"
عربي21" إلى أن الهدف من ذلك، هو منع النظام
من التقدم إلى مناطق المعارضة، وأضاف أن من بين الأهداف الأخرى، هو رغبة
روسيا
بتسلم قيادة المنطقة الوسطى والإشراف الكامل عليها لما لها من أهمية استراتيجية في
الجغرافيا السورية.
وأوضح أن روسيا بعد أن أشرفت على طريق
حماة-حمص من الجهة الجنوبية لحماة، وبعد أن نشرت نقاطا عسكرية على مدخل حماة
الغربي، تتجه الآن لريف حماة الشمالي، الأمر الذي سيجعل المنطقة الوسطى تخت
السيطرة المباشرة من قبلها.
وكانت مصادر إعلامية، أشارت إلى أن روسيا بصدد
تأسيس نقطة مراقبة جديدة في ريف حماة الشمالي، وذلك على خلفية انتشار كثيف للشرطة
العسكرية الروسية في المنطقة.
غير أن شهداوي، أكد أن روسيا بصدد إقامة مقر
عسكري رئيسي، وليس نقطة مراقبة مشابهة لنقاط المراقبة التركية القريبة من المنطقة.
ويؤيد هذا الرأي، الخبير العسكري العقيد أديب
عليوي، ويقول لـ"
عربي21"، إن "النظام لا يستطيع التصعيد بدون
موافقة وإذن روسيا، بالتالي هي ليست بحاجة إلى نقاط مراقبة لمنع معركة إدلب".
ورأى، أن روسيا تتصرف كدولة محتلة لسوريا، أي
هي تحاول أن تتحكم بكل مفاصل الحياة في
سوريا، وهي تسعى من خلال تكثيف تواجدها في
أرياف حماة والمنطقة الوسطى إلى تثبيت
نقاط نفوذها.
وفي السياق ذاته، تساءل عليوي: "ما
الفائدة من فتح معبر نصيب الحدودي على الأردن، بدون أن تكون الطرق الدولية في
سوريا محمية ومسيطر عليها من قبل روسيا"، واستدرك: "هذا ما يفسر التحركات
الروسية على الطريق الدولي في المنطقة الوسطى، وهي تحركات متفق عليها في أستانا".
ومثل عليوي، وضع الباحث في السياسات الدولية
جلال سلمي، التحركات الروسية بريف حماة الشمالي، في إطار تنفيذ التفاهمات التركية- الروسية على إدلب، التي تم
التوصل إليها في جولة "أستانا 10".
وقال سلمي لـ"
عربي21": "وافقت
روسيا خلال جولة أستانا الأخيرة على تولي تركيا ملف إدلب، مشترطة إيقاف الهجمات ضد
قاعدة حميميم، وتفويض إدارة مدنية بإدارة إدلب، وتوحيد الفصائل العسكرية، وفتح
معبر تجاري على منطقة درع الفرات بالقرب من مدينة الباب، والتعامل مع "هيئة
تحرير الشام" وإرغامها على التخلي عن فكر القاعدة، وأخيرا فتح جميع الطرق
الدولية".
ويهذا المعنى، يعتقد سلمي أن ما يجري شمال
حماة، هو في إطار تنفيذ الشرط الروسي الأخير، أي فتح جميع الطرق الدولية.