هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
- اعتقال معصوم مرزوق رفض جديد من السلطة للمبادرات والحلول السياسية
- المعارضة المصرية قادرة على إسقاط أعتى الدكتاتوريات إذا نظّمت حركتها والتحمت بالشعب
- جميع القوى السياسية تنخرط الآن في نقاشات وحوارات بناءة للخروج من الأزمة الراهنة
- السلطة الحاكمة كلها متطرفة وتسد كل طرق الإصلاح ولم يعد بداخلها عقلاء
أكد وزير الشؤون القانونية والبرلمانية المصري الأسبق، محمد محسوب، أن "جميع القوى السياسية المصرية تنخرط الآن في حوارات ونقاشات بناءة حول من أين نبدأ؟، وكيف نتجنب الانزلاق مرة أخرى لنفق التقسيم والفرقة؟، وما هي معالم المشروع الوطني؟، وهذا يتم عن طريق خلق منظومة للتنسيق والتواصل واتخاذ المواقف الموحدة".
ونوه "محسوب"، في الجزء الأول من مقابلته الخاصة مع "عربي21"، أن "غرفة الحوار الوطني" التي يدعو لتدشينها "ستكون مقدمة لبناء العقل الذي سيدير حركة الجماعة الوطنية المصرية".
وأشار إلى أن "القوى السياسية اجتهدت في إرسال رسائل واضحة لمؤسسات الدولة ولرموز من داخلها للتأكيد على تطمينات تؤكد على أن القوى الإصلاحية تسعى لإنقاذ الدولة لا لهدمها، ولحماية المؤسسات لا لمعاقبتها".
واستطرد "محسوب" قائلا:" كل المشاهد السابقة خصوصا ما تعلق منها من معارضة من داخل مؤسسات الدولة للسلطة والتي تجلت فترة الانتخابات الرئاسية السابقة، كان جهدا مشتركا بين القوى المعارضة ومراكز من داخل مؤسسات الدولة".
وقال "محسوب"، الذي يشغل منصب الرئيس الحالي للجبهة الوطنية المصرية، إن "مؤسسات الدولة سعت للتغيير عن طريق استغلال فرصة الانتخابات الرئاسية الماضية، وهو ما فجر صراعات داخلة داخل السلطة ذاتها. وأيا كان نتائج هذا الصراع فقد أثبت أن الدولة أكبر من تلك السلطة وأنها لم تبتلعها بل وتسعى إلى لفظها."
ورأى أن "اعتقال السفير معصوم مرزوق - بعد مبادرته الأخيرة- أغلق أي أحاديث عن المبادرات والحلول السياسية"، مضيفا:" من فضل تلك المبادرة أنها فضحت متاجرة السلطة وإعلامها وممثليها الذين يروجون بأن المعارضة لا تقبل التسويات. والحقيقة، أن هذه السلطة هي وحدها التي أغلقت باب التسوية وراوغت منذ أول يوم لانقلابها لتفوت على الوطن فرصة التصالح وتبني الحلول السلمية والمعقولة التي كانت كافة الأطراف قد قبلتها، سواء تحالف دعم الشرعية أو جبهة الإنقاذ".
وفيما يلي نص الجزء الأول من المقابلة:
- كيف ترون حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت السفير معصوم مرزوق والدكتور يحيى القزاز وآخرين؟
السلطة تُدرك أن أكبر خطر يهددها هو أن يتجه السياسيون بخطابهم مباشرة للشعب. ومبادرة السفير معصوم انطوت على خطاب مباشر للشعب عندما دعا لمؤتمر شعبي بميدان التحرير. فبغض النظر عن أن الاستجابة الفورية للدعوة هو أمر مستبعد، لكن الدعوة بذاتها مثلت أول استدعاء من النخبة السياسية للشعب.
الأمر الثاني، أن ما تبقى من أصوات وطنية كصوت السفير معصوم والدكتور القزاز والرموز التي اُعتقلت معهم أو بقيت خارج أسوار السجن، يمثل للسلطة صداعا في رأسها لأنه يُذكر بخيانتها وفسادها وفشلها.
وكيف تنظرون لردود الفعل التي أعقبت حملة الاعتقالات الأخيرة؟ وهل كانت على المستوى المأمول؟
أهم ما في ردود الأفعال على حملة الاعتقالات الأخيرة أنها ضمت كافة أطياف القوى الوطنية دون استثناء ودون تأخير، وهي رسالة أن الجماعة الوطنية استعادت مشاعر التضامن، وبقي أن تنظم نفسها لتمتلك القدرة على التغيير.
بيانات الإدانة وتصريحات رفض الظلم ستتحول يوما إلى هدير شعبي يزلزل السلطة وأركانها
- لماذا أصبح رد فعل المعارضة في الداخل والخارج تقليدي وكلاسيكي معروف تماما بالنسبة للنظام وللجميع وهو عبارة عن بعض البيانات أو التصريحات دون أن يتجاوز الأمر ذلك؟
لا تملك المعارضة السلمية التي ترغب في تجنيب وطنها الانزلاق إلى العنف الذي ترغب فيه السلطة، إلا أن سلاح الكلمة المكتوبة أو المعلنة.
لكن المواقف التي تنعتها بالكلاسيكية قادرة على إسقاط أعتى الدكتاتوريات إذا جرى التنسيق بين أصحابها وتنظيم حركة الرافضين للاستبداد والتحمت النخب السياسية والفكرية بأطياف الشعب الذي يعاني الأمرين من السلطة وطغيانها.
بفضل الهتاف في يناير "الشعب يريد إسقاط النظام" في مقابل قناصة المخابرات الحربية وأمن الدولة التي أودت بحياة أكثر من 800 مصري في يوم 28 يناير وحده، تمكن الشعب من إسقاط مبارك.
ويوما ما ستتحول بيانات الإدانة وتصريحات الرفض للظلم إلى هدير شعبي يزلزل السلطة وأركانها. غير أن ذلك يحتاج إلى تنظيم صفوف المعارضة، وهو ما بدأ بتضامنها الذي وضح في مواجهة حملة السلطة على معارضيها في الخارج وفي الداخل.
- هل ترى أن اعتقال السفير معصوم مرزوق يغلق أي أحاديث عن المبادرات والحلول السياسية وأن المعارضة ليس أمامها سوى طريق واحد فقط وهو المسار الثوري للتغيير؟
نعم، أعتقد أن من فضل مبادرة السفير معصوم مرزوق أنها فضحت متاجرة السلطة وإعلامها وممثليها الذين يروجون بأن المعارضة لا تقبل التسويات.
الحقيقة، أن هذه السلطة هي التي أغلقت باب التسوية منذ أول يوم لانقلابها. أغلقته بالدماء عندما ارتكبت أبشع مجزرة في تاريخ مصر المعاصر لتفوت على الوطن فرصة التصالح وتبني الحلول السلمية والمعقولة التي كانت كافة الأطراف قد قبلتها، سواء تحالف دعم الشرعية أو جبهة الإنقاذ.
"الشلة" التي تحكم مصر الآن هي وحدها من رفضت التسوية وراوغت لكي لا تعطي للوطن فرصة تجنب الانزلاق للحالة الكارثية التي وصلنا إليها. هذه الشلة لم تر غضاضة من قتل مئات المصريين السلميين لسد الطريق أمام العقلاء لإنقاذ مصر.
كيف ترى حملة التحريض التي تعرض لها المرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي؟ وكيف ترى ما يمكن تسميته بـ"شماتة" بعض من يصفهم البعض بـ "مؤيدي الشرعية" فيما تعرض له؟
ما يتعرض له الصديق حمدين صباحي من تحريض وتشويه في إعلام السلطة هو أمر طبيعي، لأنه يستعيد حضوره في الصف الذي اختاره منذ أكثر من أربعين سنة، وهو صف الجماعة الوطنية. وهجوم أبواق السلطة عليه دليل على أنه أصبح في المكان الصحيح.
أما ما تشير إليه بـ "شماتة" بعض مؤيدي الشرعية، فهؤلاء – إن صح أنهم مؤيديون للشرعية - يخطئون عندما يعتقدون أن الدفاع عن الانتصار في معركة استعادة الحرية والديمقراطية يُمكن أن يتم بدون تفهم اجتهادات الآخرين أصابت من وجهة نظرهم أم أخطأت. فالسياسة هي في كل الأحول ومن كل الأطراف اجتهادات وخيارات قد يتكشف للمرء لاحقا أنها لم تكن المناسبة.
ولا يُمكن لأي من أطراف الجماعة الوطنية أن ينصب من نفسه قاضيا يُحاكم بقية أطياف الصف الوطني، أو واعظا يُعلم الآخرين كيف تكون خياراتهم أو مواقفهم.
العبرة هي بالمآلات، وعندما ينتهي بنا الحال أن نجد أنفسنا جميعا في نفس المركب فعلينا أن نتعاون لإدارتها ببراعة والوصول بها إلى غايتنا المشتركة وهو الوصول إلى برٍ آمن.
النظام أضعف من أن يبقى يوما واحدا لو توحدت المعارضة حول مشروع وطني واحد ومطالب محددة
إقصاء متطرفي القوى الإسلامية والليبرالية يفتح الباب أمام اصطفاف الجماعة الوطنية
مؤسسات الدولة سعت للتغيير عن طريق استغلال فرصة الانتخابات وهو ما فجر صراعات داخل السلطة