هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أفاد ناشطون في محافظة درعا ، جنوب سوريا، أن الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري في المحافظة وسعت خلال اليومين الماضيين من حملته الأمنية التي تستهدف الشباب في مناطق المصالحات لتشمل قادة عسكريين سابقين في فصائل المعارضة السورية المسلحة.
وأكدت مصادر محلية لـ"عربي21"، أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري اعتقلت خلال الأيام القليلة الماضية العديد من الشخصيات المعروفة في مناطق المصالحات في درعا، أبرزها قائدان سابقان لفصائل عسكرية وهما "فارس البيدر" قيادي سابق في ألوية العمري و قائد لواء الأنصار سابقاً "أحمد فروخ".
وأشارت المصادر إلى أن القيادي السابق في المعارضة السورية (البيدر) "رفض الانخراط بالفرقة الرابعة أو الفيلق الخامس كما فعل عدد من فصائل المصالحات"، لافتة إلى أن قوات النظام نصبت كمين "للبيدر" في درعا البلد، حيث تم اعتقاله واقتياده إلى فرع الأمن العسكري في السويداء.
اقرأ أيضا: النظام يسيطر على كامل درعا بعد هزيمة المعارضة وجيش خالد
وردا على الاعتقالات التي تطال قادة فصائل المصالحات بدرعا ، طالب قائد فوج الهندسة والصواريخ سابقاً "أدهم الكراد" عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رموز ووجهاء حوران بالوقوف واتخاذ موقف حازم وفوري ضد الاعتقالات التي تشنها قوات النظام ضدهم.
ووصف الناشط السياسي السوري ممدوح الحريري، الاعتقالات التي يقوم بها النظام السوري نتيجة طبيعية وحتمية، متوقعا أن تتوسع حملة الاعتقالات خلال الفترة المقبلة لتشمل شخصيات وقيادات أخرى.
واعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن الدعوات التي أطلقها بعض القياديين السابقين في المعارضة السورية لمواجهة الاعتقالات التي يشنها النظام السوري، جاءت بسبب معرفتهم أن الدور قادم عليهم لا محال، وفق تعبيره.
واستبعد الحريري قدرة الأهالي أو قيادات المصالحات في درعا على الوقوف بوجه ممارسات النظام، مؤكدا أن النظام سيواصل سياسته الأمنية في درعا، حيث سيحاسب كل شخص وقف يوما إلى جانب الثورة، وأعلن موقفا ضده.
اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": عرض روسي للمعارضة بالقتال مع الأسد
بدوره، أوضح رئيس مجلس السوريين الأحرار، أسامة بشير، أن حملة الاعتقالات التي طالت قيادات في فصائل المصالحات ليست جديدة على النظام، خاصة أن الجميع يعلم تماما بأن النظام لايؤمن جانبه، وقد سبق أن غدر بمن قبلهم، ممن صالحوه، وفق تعبيره.
واستغرب في حديثه لـ"عربي21"، تصديق قادة فصائل المعارضة السابقين للنظام، متسائلا: "هل لأحد يمكن أن يصدق أن النظام سيقبل بقادة الفصائل، ويعفي عنهم، وكأن شيئا لمن يكن؟".
وشدد بشير على أن "النظام يريد أن يعمل على تصفية كل من حمل السلاح ضده، ولذلك هذه المصالحات ماهي إلا فرصة لكي يتمكن منهم" بالتالي.
وحذر من أن "عناصر فصائل المصالحات سيتم تصفيتهم عن طريق زجهم بالمقدمة في المعارك المقبلة".
الجدير بالذكر أن النظام السوري يواصل منذ أسابيع خرق الاتفاق الذي تم التوقيع عليه مع روسيا في محافظة درعا، الذي ينص في أحد بنوده على تسوية وضع جميع عناصر "فصائل المصالحات" وحصولهم على ورقة "تسوية وضع"، وهي بمثابة مسح كافة التهم الموجودة لهم بالأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري.