الإخوان لن يمنحوا أي نوع من الشرعية لسلطة الانقلاب وقائدها
العسكر والقوى الخارجية التي تساندهم يدركون جيدا أنهم باتوا في مواجهة شاملة مع الشعب
لم ولن نقبل التصالح مع من تلوثت أيديهم بالدماء ومتمسكون بحق الشعب في اختيار حكامه
لا نتوقع حدوث أي تغييرات في المشهد خلال فترة حكم السيسي الثانية
تعديل الدستور سيزيد من عوامل الاحتقان ويوسع رقعة الغضب المكتوم
تجربتنا لم يكن فيها أي إساءة للشعب أو انقلاب على إرادته كما فعل العسكر
الموقف الأوروبي من الإخوان يمكن وصفه بـ "المعتدل" ومحاولات تصنيف الجماعة إرهابية لن تفلح
قال المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين،
طلعت فهمي، إن "الإخوان لن يمنحوا أي نوع من الشرعية لسلطة الانقلاب وقائدها (عبدالفتاح السيسي)"، مؤكدا أن "كل ما يثار عن سعي الإخوان لمصالحة مع سلطة الانقلاب أو عقد صفقات معها هو كلام لا يتفق مع الواقع ويتنافى مع منهج الجماعة ومبادئها".
وأضاف "فهمي"، في الحلقة الثالثة والأخيرة من المقابلة الخاصة مع "
عربي21"، :"لم ولن نقبل التصالح مع من تلوثت أيديهم بالدماء، ومتمسكون بحق الشعب
المصري في اختيار من يحكمه، ولسنا ممن يساوم على الدماء أو من يتخلى عن حقوق الشعب التي حصل عليها بعد ثورة عظيمة كثورة يناير".
وأكد أن "السيسي بات الآن مكشوفا للجميع، وكل ما يردده هو فقط محاولة لكسب الوقت، ولا حل إلا برحيله مع عصابته"، مضيفا:" شخص السيسي ليس وحده المشكلة، إنما منظومة الحكم وأجهزة الدولة العميقة، التي لا عيش لها إلا في ظل الفساد والاستبداد، وبالتالي فالمصالحة - حتى في غياب السيسي- لن تكون ذات معنى، ولن تكون بديلا عن الثورة على منظومة الفساد والاستبداد".
وتابع "رأفت":" طالما بقي الانسداد السياسي وعنف السلطة فلن يكون هناك تحول أو انتقال سلس، بل سيظل الأمر مرشحا لأعمال عنف مضادة، ونحن لا نوافق على هذا أو ذاك. وأول خطوات بث الأمل وإزالة الاحتقان هو أن تكف السلطة يدها عن البطش، وأن تخضع للإرادة الشعبية في التحول السلمي لحكم ديمقراطي تعددي يضمن تداول السلطة".
وفيما يلي نص الحلقة الثالثة من المقابلة:
من وجهة نظر الإخوان كيف يمكن إنهاء الأزمة الحالية أم أنكم لا تمتلكون تصورا ورؤية بعينها؟
لابد أن نوصف ما هي الأزمة؟.. الأزمة هي أزمة الشعب المصري وليست أزمة الإخوان الذين هم جزء من الشعب المصري، وبالتالي ما هو الحل لأزمة الشعب المصري غير زوال هذا الانقلاب؟ .. أقولها بوضوح: الإخوان لن يمنحوا أي نوع من الشرعية لسلطة الانقلاب وقائدها، ولن يكونوا شهود زور في يوم من الأيام.
ولسنا هنا بصدد صراع دنيوي سنخضع فيه لضغوط وابتزازات من هنا وهناك، ومن ثم فكل ما يثار عن سعي الإخوان لمصالحة مع القتلة الذين يعملون بمنطق العصابة هو كلام لا يتفق مع الواقع، كما أن تصوير الإخوان على أنهم "يعقدون صفقات هنا وهناك" هو كلام يتنافى مع منهج الإخوان ومبادئهم.
أما عن سيناريوهات المستقبل فقد قيمنا واقعنا جيدا، ونعرف ماذا نريد، وما هي الحلول لكل مشاكلنا الداخلية والخارجية، ونعمل على كل الملفات التي يُتَصوَّر أن بلادنا العزيزة تحتاج إليها، كشركاء في هذا الوطن، وليس كطلاب سلطة كما يدعي البعض.
قلت إن الانقلاب بات مأزوما وأنهم يريدون فتح صفحة جديدة لا يوجد فيها السيسي.. ما هي معلوماتكم وشواهدكم بشأن هذا الأمر؟
العسكر ومن يساندهم من القوي الدولية والإقليمية يدركون جيدا أنهم باتوا في مواجهة شاملة مع الشعب، الذي أيقن أنه لابد من تحرك شامل لاستعادة حريته وكافة حقوقه المهدرة على أيديهم، وربما يرى البعض أن الأمور مستقرة، ولكن طالما بقيت عصابة السيسي لن يكون هناك استقرار في مصر.
دعا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن نافعة، إلى بلّورة خارطة طريق جديدة وصياغة حلول مرحلية للخروج من الأزمة المصرية الحالية وذلك عبر حوار مجتمعي واسع النطاق يضم مختلف القوى السياسية والمجتمعية في الداخل والخارج.. ما موقفكم من هذه الدعوة؟
مبدأ الحوار لا يختلف عليه أحد، لكن على أي أساس نتحاور؟ هذا هو المهم.. د. نافعة- مع احترامنا له- يقدم طروحات لا تلائم الواقع وغير قابلة للتنفيذ، فهو يقر مبدئيا بوجود العسكر في معادلة الحكم، وهو ما لا نقبله.
د. حسن نافعة يرى أيضا أن موقف جماعة الإخوان من فكرة المصالحة الاجتماعية كان وما يزال يتسم بالغموض، مؤكدا أن الجماعة ليست الآن في وضع يسمح لها باتخاذ قرار في مسألة حساسة كالمصالحة حتى لو أرادت.. ما تعقيبكم؟
أولا: هو يريد بهذا الكلام أن يُعمِّيَ الحقائق، ويظهر الإخوان في موقف ضعف، مطالبا إياهم بالاعتراف بالأمر الواقع.
ثانيا: هو يدعي أن موقف الإخوان من المصالحة يتسم بالغموض، رغم أننا أعلنا مرارا وتكرارا أنه لا تصالح مع عصابة القتلة الذين سرقوا حلم الشعب المصري في الحرية والكرامة. لا تصالح مع من قتلوا وخطفوا وخربوا وأهدروا مقدرات مصر وأهانوا حاضرها ويهددون مستقبلها.
قلنا بصورة واضحة وقاطعة وشفافة: لم ولن نقبل التصالح مع من تلوثت أيديهم بالدماء، ومتمسكون بحق الشعب المصري في اختيار من يحكمه، ولسنا ممن يساوم على الدماء أو من يتخلى عن حق الشعب الذي حصل عليه بعد ثورة عظيمة كثورة يناير دفع فيها الشعب وقدم التضحيات واختار بعدها بكامل إرادته أول رئيس مدني منتخب.
السيسي وعد سابقا بالعمل لكل المصريين دون تمييز من أي نوع، قائلا إن "مصر تسع الجميع، مادام الاختلاف في الرأي لم يفسد للوطن قضية، والمساحات المشتركة بيننا أوسع وأرحب"، مؤكدا أن العمل على زيادة المساحات المشتركة بين المصريين، سيكون على أولويات أجندة العمل الوطني خلال المرحلة المقبلة.. كيف ترون هذه التصريحات؟
هو دائما يدغدغ مشاعر أتباعه بهذا الكلام الفارغ من المضمون، يكذب ويعلم أنه يكذب، والعمل الوطني في تصوره هو أن يخضع الجميع لإرادته، وهذا لا يقبله أي وطني حريص على مصالح البلاد.
السيسي بات الآن مكشوفا للجميع، وكل ما يردده هو فقط محاولة لكسب الوقت، والود مفقود أصلا بينه وبين الشعب، ولا حل إلا برحيله مع عصابته.
وبالتالي هل يمكن القول إن الجماعة لن تقدم مطلقا على أي مصالحة أو صيغة لحل الأزمة في ظل بقاء السيسي على رأس الحكم؟
شخص السيسي ليس وحده المشكلة، إنما منظومة الحكم وأجهزة الدولة العميقة، التي لا عيش لها إلا في ظل الفساد والاستبداد، والتي لا يمكن في وجودها أن يكون هناك إجماع وطني أو توافق على أي شيء. بالتالي فالمصالحة - حتى في غياب السيسي- لن تكون ذات معنى، ولن تكون بديلا عن الثورة على منظومة الفساد والاستبداد.
هل مصطلح "سلطة الانقلاب" يشمل السيسي وجميع مؤسسات الدولة المصرية (تنفيذية وقضائية وتشريعية) والقوى السياسية المؤيدة، لهم أم من هم الذين تقصدونهم بهذا المصطلح؟
المقصود بـ "سلطة الانقلاب" هي المؤسسة التنفيذية في المقام الأول، وعلى رأسها المنقلب الخائن عبدالفتاح السيسي، ويأتي بعد ذلك من يسير في فلكها ومن يساندها أيا كان وصفه.
الكاتب عماد الدين حسين قال إن ما يجعل أي حديث عن مصالحة أو حوار مع الإخوان مكروه شعبيا، هو أن الجماعة لم تبادر بعد خمس سنوات من خروجها من الحكم، إلى إجراء مراجعات جادة وحقيقية لأفكارها وسلوكياتها وتجربتها.. ما تعقيبكم؟ وما الذي يمنع فكرة المصالحة برأيك؟
عماد الدين حسين وغيره يسوقون تصورات الانقلاب عن الحل والمصالحة، والتي تقوم على تحميل الإخوان كل أخطاء الماضي وتبرئة العسكر، وتطلب من الإخوان نقض ثوابتهم أو حل تنظيمهم دون نظر إلى الطرف الآخر، "تلك إذًا قسمة ضيزى"، بل هي قلب لكل الحقائق ووزن بميزان مائل.
سلوكياتنا وأفكارنا وتجربتنا لم يكن فيها أي إساءة للشعب أو انقلاب على إرادته كما فعل العسكر.. وفي الخلاصة: كل كلام هؤلاء مردود عليهم.
هل تتوقعون أي تغييرات – ولو محدودة وجزئية – في المشهد خلال فترة حكم السيسي الثانية؟
لا نتوقع ذلك.
صحيفة "واشنطن بوست" قالت إن السيسي لن يكمل ولايته الثانية، ولن يتمكن من تحقيق الاستقرار الذي وعد به المصريين.. فهل تتفقون معها فيما تذهب إليه؟
لن يتمكن من تحقيق الاستقرار الذي وعد به المصريين نعم، أما قضية استكماله لولايته الثانية من عدمه فهذا رهن إرادة الشعب المصري وقدرته على التحرك للتغيير، وفوق كل ذلك رهن بإرادة المولى عز وجل دون إهمال للأخذ بالأسباب.
هل تتوقعون انقلابا عسكريا خلال فترة حكم السيسي الثانية؟
وفق المعطيات الراهنة: لا. أما وفق "كتالوج" الانقلابات العسكرية التي تولد غضبا مكتوما داخل المؤسسة العسكرية وخارجها، فكل شيء وارد، ونحن لا نعلم الغيب.
ماذا سيكون شكل وموقع الجماعة في المشهد خلال مرحلة ما بعد السيسي؟ وهل ستظل في قلب وصدارة المشهد كما كانت في السابق؟
لكل مقام مقال، والأحداث هي التي ستحدد موقع الجماعة في المشهد المستقبلي.
هل المجتمع المصري في ظل الانقسامات الحادة التي لايزال يمر بها حتى الآن مؤهل لقبول المصالحة وطنية بين مختلف الأطراف؟ وكيف يمكن تجاوز الانقسامات والخلافات المجتمعية؟
قبل أن نزيل أسباب الاحتقان وعوامل الانقسام لا يمكن أن تكون هناك مصالحة، والسبب الرئيس في انقسام المجتمع وترديه في هوة الخلاف، هو وجود الانقلاب واستمرار حكم العسكر، والذي يعمل باستمرار على إذكاء هذا الخلاف وتعميق الانقسام، ولذلك فزوال الانقلاب هو الأساس الذي ستزول معه كل الخلافات ويبقى أمر المصالحة الوطنية هينا.
أستاذ العلوم السياسية حازم حسني قال إن مصر مقبلة على انفجار مجتمعي -وليس سياسي- أقرب للفوضى و"ثورة الجياع" حال استمرار سياسات السيسي، وأن الغضب لن يكون موجها للسلطة بل للمجتمع في ظل حالة القمع غير المسبوقة.. هل تتفقون معه في هذا التصور؟
إلى حد كبير، مع توقع أن السلطة سيكون لها النصيب الأكبر من الغضب.
هناك دعوات للقيام بعصيان مدني اعتراضا على سياسات نظام السيسي.. ما موقف الجماعة من دعوات العصيان المدني؟
هي أحد أدوات التغيير السلمي المطلوبة بلا شك، لكن الإجماع حولها مطلوب، والقدرة على تنفيذها يرتبط بتحرر الشعب من عقدة الخوف.
هل تعتقدون أن يمكن إحداث تغيير في الأزمة دون تنسيق أو تفاهم مع مؤسسات الدولة والمجتمع الدولي؟
التغيير بالثورة لا يخضع لتفاهمات، أما التغيير بالطرق السياسية والدبلوماسية فيفرض معادلات معقدة، تكون التفاهمات أحد طرق حلها.
رئيس حركة "النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، قال إنه "لا خيار للاستقرار في المنطقة العربية إلا بتطبيق التجربة التونسية للحوار والتوافق والابتعاد عن الإقصاء والخداع والعنف".. ما تعقيبكم؟
هو يقول هذا بناء على خصوصية التجربة التونسية، والتي لم تسلم حتى الآن من مناورات ومؤامرات لهدمها، أما واقع الحال في مصر فمختلف من حيث بنية القوى السياسية وعلاقتها بمنظومة الحكم، ووزن الجيش والسلطة العسكرية في معادلة السياسة.
وكلام الأستاذ راشد لا غبار عليه من الناحية النظرية، لكن لابد من توفر الأسباب المؤدية إليه والمناخات المواتية له.
هل فُقد الأمل في إحداث تحول أو انتقال سلس للسلطة بهدف الوصول للحكم المدني؟ وهل انسداد الأفق السياسي قد يدفع البعض إلى اللجوء للعنف؟
طالما بقي الانسداد السياسي وعنف السلطة فلن يكون هناك تحول أو انتقال سلس، بل سيظل الأمر مرشحا لأعمال عنف مضادة، ونحن لا نوافق على هذا أو ذاك. وأول خطوات بث الأمل وإزالة الاحتقان هو أن تكف السلطة يدها عن البطش، وأن تخضع للإرادة الشعبية في التحول السلمي لحكم ديمقراطي تعددي يضمن تداول السلطة.
هناك دعوات متوالية تدعو لتعديل دستور الانقلاب.. كيف ترون هذه الدعوات؟ وهل تعتقد أن السيسي سيقدم بالفعل على تعديل الدستور ومد فترة حكمه؟
السيسي يحكم بلا دستور، فهو لا يحترمه ولا يضعه في الاعتبار أساسا، وهو ليس بحاجة فعلية لتعديل الدستور، ولكن بحاجة لمسوغ يسكن به الغضب الشعبي ويخفف حدة الانتقادات الخارجية.
ماذا لو أقدم السيسي على تعديل الدستور ومد فترة حكمه للأبد بالفعل؟ وكيف ستستقبل المعارضة هذا الأمر؟
سيزيد من عوامل الاحتقان ويوسع رقعة الغضب المكتوم، وهو شيء ليس في صالحه بالمرة. أما المعارضة الحقيقية فترى المشهد عبثيا برمته وتعرف ما تريد جيدا، وأما المعارضة "المستأنسة" فلن يفرق معها الأمر في شيء.
البعض يتوقع قرب انتهاء الأزمة الخليجية – القطرية خلال المرحلة المقبلة خاصة أن هناك قمة أمريكية- خليجية ربما تُعقد في كانون الأول/ ديسمبر المقبل أو بداية عام 2019، فهل قد يكون لذلك انعكاسا سلبيا عليكم كما حدث خلال أزمة سحب السفراء عام 2014؟
قطر تتحرك بحسابات دقيقة، وقد سبق أن أعلنت بشكل رسمي أنه لا علاقة بينها وبين الإخوان، وحال حدوث مصالحة فإن حديث دول الحصار عن دعم قطر للإخوان سيكون فارغ المضمون، وسيكون طلبها من قطر فرض تضييق على الإخوان بلا معنى.
هل وضعتم أي خطط بديلة حال تغير المواقف التركية – القطرية أو غيرها من الدول الداعمة لكم وللربيع العربي؟
نحن نستعين بالله قبل كل شيء، ولا نعدم الحيلة والوسيلة للتعامل مع أي ظروف مستجدة.
ما هي علاقة الإخوان حاليا بالدول العربية في ظل الهجوم السعودي الإماراتي الشرس ضد الجماعة؟
وضع الجماعة في كل قطر عربي يرتبط بموقف سلطة الحكم فيها من الجماعة، وهناك تباينات في المواقف تبعا للموقف من الربيع العربي، وطبقا لوزن الجماعة وتأثيرها.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دائما ما يهاجم جماعة الإخوان وقد وصفها بأنها "حاضنة للإرهابيين"، متعهدا بأنه سيتم "اجتثاث عناصر الإخوان" من المدارس السعودية، والقضاء الكامل على ما تبقى من فكر الجماعة، وتأكيده أن الإخوان أخطر من أي شيء آخر .. كيف ترون ذلك؟ ولماذا لم تصدر الجماعة أي بيان للرد على تلك التصريحات؟
سبق أن أعلن الأستاذ إبراهيم منير نائب المرشد العام رأيه فيما يقوله ولي عهد السعودية بشأن الإخوان، والذي كانت خلاصته أن الإخوان هم الذين دافعوا عن السعودية والخليج أيام المد الناصري والبعثي والشيوعي والأفكار الدخيلة على الأمة، وأن فكر الإخوان هو الذي وقف أمام هذا المد الخطير مع رجال طيبين من داخل السعودية وخارجها، وهم الذين تصدوا للحملة الشرسة التي كادت أن تقضي على الدين، ولولا التوفيق الإلهي لما بقيت السعودية ولا الخليج.
وأشار الأستاذ منير، إلى أن "هذه ليست الهجمة الأولى التي يتعرض لها الإخوان ولن تكون الأخيرة"، وقال: "لن يستطيع لا ولي العهد السعودي ولا غيره أن يقضي على الفكر الإسلامي الصحيح، وفكر الإخوان يقوم على قاعدة لا إفراط ولا تفريط".
هل أحد أهدافكم أن تصبح أوروبا قارة إخوانية بعد 30 عاما كما قال "ابن سلمان" أيضا؟ وما تقييمكم لمجمل العلاقة بين الإخوان والغرب؟
هذا الكلام ليس له أساس في الواقع، والحقيقة أن وجودنا في الغرب وجود طبيعي لا يمثل مشكلة من أي نوع لأي دولة، فالإخوان الذين يعيشون في أي دولة أوروبية أو غير أوروبية يحترمون قوانين البلاد التي يعيشون فيها وينخرطون في منظومتها العامة، بل يقدمون كل جهد ممكن لرفعتها.
والمواقف التي تحاول حكومات الغرب أن تتخذها من الإخوان تنتج عادة من تحريض بني جلدتنا من حكام العرب ضد الإخوان، وليس بناء على مواقف مسبقة من تلك الحكومات.
هل ترى أن البعض يتعمد تضخيم حجم وأهداف ونفوذ الإخوان بغرض خلق فزاعة من الجماعة؟
أحيانا يحدث هذا.
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قال إن الإسلام السياسي هو أخطر تهديد يواجه المنظومة العربية بالكامل.. ما تعقيبكم؟
الإسلام بكل مكوناته لا يمثل خطرا على أحد، وما يقوله "أبو الغيط" هو خلط مقصود به أن يدافع عن أنظمة الحكم الفاسدة القائمة، وليس مقصودا به وجود تهديد فعلي على الشعوب والدول، فالشعوب بطبيعتها متدينة، وفي غالبيتها تواقة لحكم إسلامي عادل.
هل يمكن القول إن الجماعة تجاوزت خطر التصنيف كمنظمة إرهابية في الغرب؟
نعلم حجم الضغوط التي تعرضت لها الحكومة البريطانية السابقة برئاسة "ديفيد كاميرون" لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، والحمد لله لم يحدث ذلك نتيجة صحة موقف الإخوان والتزامهم بالقانون، والموقف الأوروبي عموما من الإخوان يمكن وصفه بالموقف المعتدل، عدا أن مصالح تلك الدول مع النظام الانقلابي في مصر قد تؤثر على مواقفها من جرائم الانقلاب وتجعلها تغض الطرف عما يحدث، وقد نجد أحيانا من وزرائها وسفرائها من يجامل الانقلابيين بكلمات دبلوماسية.
وقد بذل الانقلابيون كل ما في وسعهم عبر خمس سنوات لإقناع الدول الأوروبية بوضع الجماعة على لوائح الإرهاب ولم يفلحوا، وأعتقد أن إلحاحهم وكلامهم مجددا في هذا الموضوع لن يكون مجديا بالنسبة لهم.
برأيك: لماذا كل هذا العداء ضد حركة الإخوان المسلمين؟
يقف وراءه في منطقتنا العربية خوف على كراسي الحكم بعد نجاح ثورات الربيع العربي وتصدر الإخوان للمشهد، وخوف من الإسلام ذاته لدى القوى الغربية الداعمة للانقلابات.