لا تزال أوجه الصراع
السياسي، بين رئيس الحكومة يوسف
الشاهد ونجل الرئيس
التونسي، الباجي قايد
السبسي تتصاعد، لتلقي بظلالها على
المشهد الحزبي والبرلماني في البلاد، وسط حديث عن مشروع سياسي يطبخ على مهل
للشاهد، استعدادا لخوض سباق الانتخابات التشريعية والرئاسية 2019.
وفيما أعلن حزب نداء تونس تجميد عضوية الشاهد، في إجراء وصفه مراقبون بـ"الخطوة الاستباقية" لمنعه
من افتكاك الحزب وتسخيره لطموحه السياسي، تواصل "كتلة الائتلاف الوطني"
الداعمة للشاهد استقطاب نواب جدد، لتصبح على مرمى حجر من إزاحة كتلة نداء تونس
من المرتبة الثانية بالبرلمان.
وأكدت مصادر خاصة لـ"
عربي21" عن وجود حراك خفي لدفع رئيس الحكومة نحو تأسيس كيان
سياسي مستقل، يقوده في ذلك كل من مستشاره الإعلامي إياد الدهماني، ووزير العلاقات
مع الهيئات الدستورية المستقيل مهدي بن غربية، ومستشاره الاقتصادي لطفي ساسي،
وكاتب الدولة للتجارة هشام بن أحمد.
وأوضح ذات المصدر، أن
الشاهد بصدد إقناع قيادات من القاعدة الدستورية والتجمعية، بالعودة للنشاط السياسي
في صلب مشروعه الجديد، وأوكلت هذه المهمة لكل من الأمين العام السابق للتجمع
الدستوري المنحل محمد الغرياني وكاتب الدولة في عهد بن علي كمال الحاج ساسي.
وكان الشاهد قد عين في
6 أغسطس/تموز 2018 كمال الحاج ساسي كمستشار له ليعيده إلى النشاط السياسي بعد
الثورة.
واتهم القيادي في نداء
تونس رضا بلحاج، في تصريحات إعلامية، يوسف الشاهد بمحاولة تدمير الحزب، والانقلاب
على القيادات المؤسسة، وفي مقدمتها الباجي قائد السبسي، مؤكدا أن الشاهد بصدد
التحضير لمشروع سياسي، لتأمين مستقبله وتعبيد الطريق لخوض الانتخابات القادمة.
وكانت "كتلة الائتلاف
الوطني" الداعمة لحكومة يوسف الشاهد في البرلمان ، أعلنت في 17 أيلول/سبتمبر
2018، إيداع المطلب الرسمي لتأسيسها
لتصبح الكتلة الثالثة بـ 43 نائبا، بعد كل
من كتلة نداء تونس 47 نائبا، والنهضة 68 نائبا.
وسبق للقيادي في
الكتلة الجديدة
وليد الجلاد، أن أكد لـ"
عربي21" عن دعم الكتلة الجديدة
ليوسف الشاهد، ومن ورائه مؤسسات الدولة، واصفا محاولات إزاحته بالعبث السياسي.
مقابل ذلك، استبعد الناشط السياسي والعضو السابق بالهيئة العليا المستقلة
للانتخابات، سامي بن سلامة، في تصريح لـ"
عربي21" نجاح يوسف الشاهد في
إنشاء حزب سياسي قوي يحمله إلى الرئاسة.
وأشار إلى أن "بروزه كمرشح محتمل لخلافة السبسي، لم
يكن ناتج عن قدرات ذاتية، بقدر ما هو عن نفور من فكرة التوريث، وعن استعماله لجهاز
الدولة لتركيز نفوذه".
وتابع: "الشاهد
لا يحظى بدعم سياسي كبير حزبيا أو شعبيا، ولا يلقى قبولا لدى أغلب مكونات المجتمع
المدني، ولم ينجح في إدارة شؤون الحكم، ما جعله يحاول السطو على الحزب الذي ينتمي
له عن طريق استقطاب عدد من نوابه في البرلمان".
وخلص ابن سلامة، إلى أن
مجرد إعلان نوايا من السبسي إمكانية ترشحه لعهدة جديدة، من شأنه أن يقلب الطاولة
على الجميع بمن فيهم يوسف الشاهد، ويجعل أغلب من انضم لرئيس الحكومة من نواب
مستقيلين عن حزب نداء تونس يتراجعون عن ذلك.