تتجه فصائل
"التسوية" بالجنوب السوري للتوصل إلى صيغة جديدة مع
روسيا، فبعد حلّ
روسيا للفيلق الخامس الذي أعلنت موسكو عن تشكيله خصيصا للفصائل التي دخلت في اتفاق
التسوية، اقترح قادة فصائل على الجانب الروسي تشكيل جسد عسكري جديد، خلال اجتماع عقد
مؤخرا في بلدة طفس بريف درعا.
وفي إجراء عقابي لرفض
الفصائل القتال في الشمال السوري، عمدت روسيا في وقت سابق إلى حل "الفيلق
الخامس"، ما ألقى بظلاله على مستقبل الأخيرة، التي بدت وكأنها تركت وحيدة بين
سندان الاعتقال من قبل أمن النظام، وبين مطرقة التجنيد الإجباري.
وبحسب شبكة "نداء
سوريا"، فإن القائد السابق لـ"
الفيلق الخامس" أبو مرشد بردان عرض
على الجانب الروسي، إنشاء جهاز "أمن عسكري" يتبع مباشرة لقاعدة
حميميم
ولا علاقة للنظام به.
وأضافت الشبكة، أن
الروس اشترطوا قبل الموافقة على ذلك إرسال قوات "التشكيل الجديد" لقتال
تنظيم الدولة في بادية السويداء بدلا من إرسالهم إلى الشمال السوري، وعزت ذلك إلى
رفض عناصر الفصائل الانضمام إلى الفرقة الرابعة والتشكيلات الأخرى التي يقودها
العميد في قوات النظام سهيل الحسن.
وفي هذا الصدد، أكد
الناشط الإعلامي محمود الحوراني، من درعا، هذه الأنباء، معتبرا أن "فصائل
التسوية مرغمة على تلبية الشروط الروسية بالتوجه لقتال التنظيم في البادية، بدلا
عن تصنيفهم فصائل إرهابية".
لكن الحوراني أكد في
الوقت ذاته لـ"
عربي21"، أن روسيا لم تقدم ضمانات على الاتفاق الجديد،
مبينا أن الفصائل تسعى بما تستطيع إلى الحفاظ على ارتباطها بروسيا، وليس مع النظام.
من جانبه، لفت الصحفي
سمير السعدي، من درعا، في حديث لـ"
عربي21" إلى عدم تأكيد الإعلان عن
تشكيل "جهاز الأمن العسكري" بعد، مشيرا إلى تفضيل روسيا انضمام الفصائل
إلى الفرقة الرابعة.
وأشار إلى أن
"البديل حتى الآن عن الفيلق الخامس، هو الفرقة الرابعة"، مؤكدا أن
"الفرقة تشهد إقبالا، بسبب تحديد الخدمة في المنطقة الجنوبية".
وبحسب السعدي، فإن
الفرقة الرابعة أقامت معسكرات تدريبية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المقاتلين
الجدد، في منطقتي زيزون والمزيريب، بريف درعا.
لكن ما يجعل الأنباء
السابقة عن التشكيل الجديد أقرب إلى الحقيقة، بحسب السعدي، حاجة روسيا إلى الفصائل
لقتال التنظيم في بادية السويداء.
ومدعومة بغطاء جوي
روسي، تخوض قوات النظام معارك ضد تنظيم الدولة في بادية السويداء، أودت بحياة
العشرات من جنود النظام وعناصر المليشيات الموالية له.
وكان الاتفاق بين
فصائل المعارضة وروسيا، بعد انتهاء العمليات العسكرية في الجنوب السوري، قد نص على
تشكيل "الفيلق الخامس" الذي يتبع لقاعدة حميميم الروسية بشكل مباشر،
وانضمام هذه الفصائل له بعد تسليم سلاحها الثقيل والمتوسط على أن تبقى ضمن مناطقها
بسلاحها الخفيف.