هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فجرت تصريحات رئيسة بلدية تونس برتبة "شيخ المدينة" سعاد عبد الرحيم، موجة جدل بين الأوساط السياسية والشعبية، بعد طلبها من وزير الشؤون المحلية امتيازات في منصبها الجديد، داعية لتغيير القانون، الأمر الذي اعتبرته أوساط "انتهازية" في حين رآه آخرون انتقاصا من رمزية الموقع.
وكانت كاميرا أحد البرامج الحوارية، قد رصدت عبد
الرحيم على غفلة منها، وهي بصدد الشكوى لوزير البيئة والشؤون المحلية رياض لموخر،
من تقهقر الامتيازات التي كان يحظى بها "شيخ مدينة تونس" قبل الثورة،
والتي تضاهي امتيازات كاتب دولة، مطالبة بتغيير القوانين.
وكانت عبد الرحيم قد فازت في 3 تموز/ يوليو 2018،
بمنصب شيخ مدينة تونس، إثر انتخابها كأول امرأة في تاريخ البلاد، بعد تقدمها كمرشحة
عن حركة النهضة.
وردت عبد الرحيم على الانتقادات التي طالتها، مشددة
خلال تصريحات إعلامية، على أن كلامها جرى إخراجه من سياقه، وبأنها لا تسعى للبحث عن
الامتيازات المادية في منصبها الجديد، معربة عن استعدادها للعمل بشكل تطوعي أو
بنصف الأجر، مقابل عدم تقهقر القيمة الاعتبارية لرئيس بلدية تونس "شيخ
المدينة" لما يحمله من رمزية تاريخية.
وعبر النائب عن حركة النهضة محمد بن سالم، في حديثه
لـ"عربي21" عن استغرابه من الحملة التي شنها البعض ضد سعاد عبد الرحيم،
لافتا إلى أن ما صرحت به يعكس تصورها الخاص لهذا المنصب، الذي تتقلده امرأة لأول
مرة في تاريخ تونس.
وأشار ابن سالم إلى أن "القانون الحالي
للجماعات المحلية ليس فيه ظلم أو انتقاص من رؤساء البلديات الكبرى، بل منحهم
امتيازات تفوق الوزراء"، موضحا أنه "لا يمكن تغيير القوانين إرضاء لزيد
أو عمر"، على حد قوله.
وشغلت تصريحات "شيخ مدينة تونس" الأوساط
السياسية والشعبية، حيث كتب النائب المستقل في البرلمان ياسين العياري تدوينة
مطولة توجه خلالها باللوم على عبد الرحيم، معربا عن استغرابه مما أسماه
"توسلها" لوزير، من أجل طلب امتيازات رغم أنها منتخبة انتخابا حرا
ومباشرا.
وأضاف العياري أن "حرمان معاليك من رتبة كاتب
دولة ليس فيه أي إهانة لشخصك"، بحسب تعبيره.
من جهته، وصف الإعلامي خليفة شوشان، دعوة عبد الرحيم الوزير
إلى تغيير القوانين "بالسقوط الأخلاقي والسياسي"، مشيرا إلى أنه
"ينمّ عن عقليّة انتهازيّة فاسدة لا يتردّد أصحابها في الدوس على القانون
وإخضاع المؤسسات خدمة لمصالحهم الشخصيّة والحزبيّة"، وفق رأيه.
فيما هاجم القيادي في حزب التيار الديمقراطي، محمد العربي الجلاصي، طلب عبد الرحيم، في تدوينة بالقول: "القيمة المعنويّة لشيخة مدينة تونس ولسائر رؤساء البلديّات، هي في انتخابهم انتخابات حرّة وديمقراطيّة، قيمتهم المعنويّة في التزامهم ببرامجهم وتطبيقهم للقانون".
وتوجه القيادي في حزب "حراك تونس الإرادة" البشير النفزي بلومه على عبد الرحيم، معتبرا أن "توسلها لوزير في سلطة
تنفيذية، وهي المنتخبة بشرعية الصندوق لا يستقيم".
وتابع في تعليق له في موقع "فيسبوك" قائلا:
"يكون لك شرف أن تكوني أول امرأة رئيسة بلدية تونس بعد معركة سياسية شرسة،
وجعل هذا الحدث ألد خصومك السياسيين أن يتعاطفوا معك في معركة التنصيب"،
مستدركا بقوله: "بعد كل هذا تتوسلين إلى وزير".
في المقابل، اتهم الصحفي محمد ضيف الله، القناة التي مررت تصريحات عبد الرحيم "بعدم
الحياد وبالسعي لاستهداف النهضة وقياداتها إعلاميا".
فيما انتقد الناشط السياسي، ناصر كيلة، الهجمة ضد عبد الرحيم، في تدوينة له بالقول: "حين دافعت سعاد عبد الرحيم عن رمزية شيخ مدينة تونس أصبحت في نظر البعض انتهازية وطامعة في الامتيازات".