هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
"يوم المسجد المفتوح" في ألمانيا أصبح تقليداً سنوياً، إذ تفتح فيه المساجد في كافة أنحاء البلاد أبوابها أمام الزائرين من غير المسلمين للتعرف على الإسلام عن قرب، حيث يتزامن تنظيمه مع ذكرى الوحدة الألمانية.
مسجد دار السلام الواقع بحي "النيوكولون" وسط العاصمة الألمانية برلين، كان أحد المساجد من بين المئات التي شاركت في هذا اليوم بفعاليات متنوعة تعريفية بالإسلام، وسط مشاركة العشرات من الزوار الألمان.
مراسل "عربي21" ببرلين زار المسجد وتابع عن كثب فعالياته، والتقى مديره، وحاور عدداً من الزائرين الألمان.
باستي أحد الزائرين الألمان قال عن الهدف من زيارته: "أتيت إلى هنا للحديث مع الناس وللتعرف عن قرب على الإسلام، لاسيما أنني أكتب رسالة دراستي حول معنى الدين وعملية الاندماج".
وأضاف: "أجد أن فكرة اليوم المفتوح الذي تنظمه المساجد ببلدنا أمر حسن، فمن الجيد بمكان أن الشخص يعيش مع ما يؤمن به، هذا شيء أساسي أن يكون هناك حرية، وإنه لمن المثير للاهتمام لدي أن أتعرف على دين جديد".
ولفت باستي إلى أن "المواقف كانت جيدة لاسيما في الحوار الذي دارت بالمسجد خلال الفعالية"، مؤكدا أن "القائمين على الحدث كانوا منفتحين بإعطاء المجال للناس لتتناقش فيما بينها من خلال الخطابات برغم اختلاف الأديان".
دين جميل
أما الألمانية إيدا فقالت: "أتينا إلى هنا بعد سماعنا عن هذا اليوم، من المهم بالنسبة لي مقابلة أشخاص مهمين من ديانات أخرى، فقد كان موجودا هنا أحد قساوسة الكنيسة، وحتى لبعض الناس بلا دين، جميعهم يأتون ليتحدثوا فيما بينهم، وليفهموا بعضهم".
وأضافت: "لا أنتمي لأي دين، ولكني رغم ذلك شخص متسامح، أنا مهتمة لمعرفة الأديان، وأريد أن أدرس علوم الأديان، وهذا الأمر بالطبع سيضيف لي كثيرا، وإنني أجد الإسلام مثيرا للاهتمام وهو دين جميل".
وتابعت: "بالتأكيد أنا منفتحة على صورة الإسلام، ويجب على الشخص أن يتأكد بنفسه من الصورة الحقيقة للإسلام والمسلمين، وليس الصورة السلبية التي يرسمها الإعلام في مجتمعنا، والتي يجب أن تتوقف".
من جهتها تقول الفتاة الألمانية من أصل فلسطيني صابرين: "دعوت معي صديقتي وزميلتي في المدرسة، لأنني علمت بأنها تريد دراسة علوم الأديان، وهذا الأمر سيكون مهماً لها، ورغم أنه لم يكن الدين موضوعاً في صداقتنا، إلا أنني أردت أن تتفهم أكثر ديني، كما أنني أتفهم موقفها في الحياة".
وأضافت: "من الجيد أنني رأيت الكثير من الوجوه الألمانية التي لم تعتنق الإسلام، تكتسب خبرات عن الإسلام، فبالنسبة لدي كمسلمة تعلمت الكثير، ولكن مشاركتي مهمة في هذا اليوم".
صورة مغايرة
وتحدث مدير وإمام مسجد دار السلام الشيخ محمد طه صبري عن الفعالية، ويقول إن "هذا اليوم أصبح نوعا من التقليد وعادة تقام كل عام في مثل هذا اليوم الذي يتوافق مع الوحدة الألمانية".
وأضاف لـ"عربي21": "اليوم المفتوح أو الأبواب المفتوحة هي دعوة لإزالة الجدران والحدود، وفتح المسالك والطرقات للتلاقي والتحادث والحوار من أجل أن تكون عملية اندماج لهذا المجتمع الذي يعد التنوع والتعدد سمة من سماته".
ولفت إلى أنه "رغم الحملة الإعلامية الكبيرة ضد الإسلام بتشويه صورته، ورغم أن المجتمع ينحو لليمين، والتوجس والريبة من الإسلام وأهله، إلا أن ذلك لم يؤثر على فضول الألمان بالتعرف على هذا الدين، فأصبحوا بدلاً من أن يقرأوا عنه فقط، يسمعون منه مباشرة بفضل هذا اليوم".
وأشار إلى أن "هذه اللقاءات عبر فتح الأبواب لغير المسلمين بالتعرف على الإسلام عن قرب صورة مغايرة، ستبدد جدران وأسوار الريبة التي بنيت عبر صور خاطئة من الإعلام، أو حتى من تصرفات خاطئة من المسلمين أنفسهم".
واحتوت فعاليات اليوم المفتوح بإعطاء نبذة عن المسجد وتاريخه، وشرح عن أركان وقواعد الإسلام الخمسة، وأصول الإيمان للزوار الألمان، وكلمة حول أهمية هذا اليوم في عملية التدين كوسيلة من وسائل الاندماج.
وشملت الفعاليات محاضرة للشيخ فريد حيدر، حول التقوى، وحضور الدين في المجتمع والفرد وأثره، واختتم البرنامج، بجولة تعريفية للمسجد وأنشطته، وحضر الفعاليات أحد قساوسة كنيسة مخلو .