هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثيرت علامات استفهام حول غياب وزير الدفاع المصري السابق المقال قبل 4 أشهر صدقي صبحي، عن أول ندوة ذات طابع عسكري، واحتفالات مصر بحرب أكتوبر مع رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي، على الرغم من حضور قيادات عدد من قيادات الجيش والدولة السابقين.
وشهد السيسي، صباح الخميس، الندوة التثقيفية الـ29 للقوت المسلحة والتي تأتي بالتزامن مع الذكرى الـ45 لانتصار أكتوبر 1973، بحضور وزير الدفاع الأسبق المشير حسين طنطاوي، والرئيس السابق المؤقت عدلي منصور، ورئيس الوزراء السابق شريف إسماعيل، دون وجود لصبحي قائد الجيش السابق وشريك السيسي في الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي منتصف 2013.
وأقال السيسي الفريق صبحي، من منصبه كقائد للجيش في 14 حزيران/ يونيو 2018، رغم تحصين منصب وزير الدفاع بدستور 2014، باستمراره 8 سنوات بمنصبه، فيما جاءت الإقالة بعد 6 أشهر من استهداف طائرة عسكرية كان يستقلها صبحي ووزير داخلية الانقلاب مجدي عبدالغفار، بمطار العريش بشبه جزيرة سيناء في كانون الأول/ديسمبر 2017، وسط تكهنات من محللين بوجود خلاف بين شريكي الانقلاب.
وشارك صبحي، عندما كان رئيسا لأركان الجيش في الانقلاب العسكري على أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا محمد مرسي، كما يعد أحد الضالعين في جريمة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة في 14 آب/أغسطس 2013، والذي قتل فيه الآلاف من أنصار مرسي، في جريمة وصفت بـ"مذبحة القرن".
اقرأ أيضا: السيسي يطيح بوزيري الدفاع والداخلية.. أين المجلس الأعلى؟
ملامح صراع تتكشف
وفي تقديره لدلالات غياب صدقي صبحي، عن احتفالات أكتوبر مع السيسي شريكه بالانقلاب، واحتمالات دخولهما مرحلة الصراع، قال المحلل السياسي عبدالحميد قطب، إن "السيسي، وصبحي، دخلا بالفعل في مرحلة الصراع قبل إقالة الأخير، وهو ما تسبب في الإطاحة به".
قطب، في حديثه لـ"عربي21"، أرجع السبب الرئيسي في الصراع بين شريكي الانقلاب إلى "اعتراض صبحي، على سياسات السيسي، خاصة فيما يتعلق بالحملة العسكرية في سيناء، ومحاولة السيسي السيطرة بشكل كامل على القرار العسكري، إضافة لاعتقال الفريق سامي عنان، ومنعه والفريق أحمد شفيق، من الترشح بانتخابات الرئاسة بمواجهة السيسي مارس 2018".
وكان صدقي صبحي رغم كونه وزيرا للدفاع قد غاب عن زيارة السيسي لمنطقة العمليات العسكرية بسيناء في تموز/ يوليو 2015، والتي رجع فيها السيسي، لارتداء الزي العسكري مرة أخرى قد فتح بابا للتكهنات حول وجود خلاف بين السيسي وصبحي حول العملية الشاملة سيناء 2018، والتي بدأت في شباط/فبراير الماضي.
وعن المرحلة القادمة، يتصور قطب، أن "الأنباء التي تحدثت عن اعتقال قيادات في الجيش وضباط برتب مختلفة مؤخرا؛ يعزز فرضية وجود صراع حقيقي داخل المؤسسة العسكرية ربما بدأت ملامحها تتكشف بعد الإطاحة بصدقي صبحي".
اقرأ أيضا: ما دلالات الإطاحة بوزيري الدفاع والداخلية المصريين
رغبة السيسي وأوامر الأمريكان
من جانبه لا يعتقد المحلل السياسي سيد أمين، أن "غياب صدقي عن الندوة العسكرية واحتفالات أكتوبر بسبب صراعه مع السيسي"، معللا ذلك بأن "شخص صدقي، أجبن من أن يقوم بهذا الدور".
أمين، قال لـ"عربي21"، إن "ذلك لا ينفي أن يكون لدى صدقي كراهية ما للسيسي، وخاصة بعد ما حدث من قصف في مطار العريش وقت تواجده فيه"، مضيفا: "ولا شك أن غياب صبحي، لا يعود إلى رغبته فحسب بل برضا السيسي، ولو لم يكن كذلك لأحضروه بالقوة".
الكاتب الصحفي، يعتقد أن صبحي، انتهى سياسيا كغيره من القادة العسكريين خارج الخدمة في عهد السيسي، بعدما حرص الأخير على التخلص منهم جميعا ولم يبق إلا المشير طنطاوي، كصورة رمزية أمام الجيش، مضيفا: "وأعتقد أن الأمر كله بيد الأمريكان الذين يأمرون وينفذون أيضا، إلى جانب خوف السيسي من انقلاب شركائه السابقين عليه".
وبشأن هذا التجاهل من السيسي لقائد جيشه السابق وشريكه بالانقلاب وأنه كان من الأجدى للسيسي، أن يضع صبحي، بمنصب شرفي ويقربه منه كي يأمن أي محاولة غدر محتملة؛ قال أمين: "صدقي، اختير لمنصبه هذا بناء على ضعف شخصيته وقلة وعيه السياسي، وبالتالي لا يخاف منه السيسي ولا يجب أن يؤمل عليه أحد".
ويرى الكاتب المصري، أن "تنكيل السيسي، بصبحي، بتغييبه عن الاحتفالات العسكرية بعد نزعه من منصبه كقائد سابق للجيش وعدم منحه منصبا مدنيا؛ يحسن صورة صدقي، لدى المعارضة ولكن لا ينقيه ولا يطهره كونه ضالعا بجرائم الانقلاب وشريك بها".
وبين أمين، أن تجاهل السيسي، لصدقي، هي رسالة أيضا لكل القادة العسكريين خلف السيسي، على طريقة المثل الشعبي القائل "إضرب المربوط يخاف السايب"، موضحا أن "من يفكر من الجيش بمعارضة السيسي، سيفكر كثيرا إذا كان هذا حدث مع وزير دفاع سابق فما بالك بمن هم دونه".
وأكد أن ما حدث مع وزير دفاع السيسي، هو "إغلاق لباب تغيير السلطة من قبل الجيش"، موضحا أنه "بقي باب وحيد؛ وهو الأمريكان الذين يمكن لهم أن يغيروا رأس السلطة في مصر".