هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت مصادر محلية في الرقة، أن وفدا من التحالف الدولي شارك أمس الأحد، بتقديم العزاء لعائلة الشيخ القبلي بشير فيصل الهويدي (أحد وجهاء الرقة)، الذي وجد مقتولا قبل أيام بسيارته بطلق ناري في الرأس وسط المدينة.
واعتبرت المصادر، أن قيام التحالف بالعزاء، يأتي في إطار التخفيف من حالة الاحتقان التي تسود المدينة، بعد اتهام الأهالي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، بمقتل الهويدي، جراء معارضته سيطرة المليشيات الكردية على المدينة العربية الطابع.
وكانت دعوات العشائر العربية لمقاطعة "قسد" قد أزّمت الموقف في الرقة، في حين فشلت جهود الوساطة بالتخفيف من حدة الاحتقان.
يأتي ذلك، في وقت تحدثت فيه مصادر محلية عن وجود خلافات كبيرة بين قيادات قسد من الكرد والعرب، وذلك على خلفية اغتيال الهويدي في الرقة.
وأضافت المصادر أن الخلافات بين قيادات "قسد" تطورت إلى حد كبير بعد اغتيال الهويدي، مشيرة إلى وقوع عشرات الانشقاقات خلال الأيام الماضية في صفوف قسد من المقاتلين "العرب"، مرجحين ازدياد أعداد المنشقين في الأيام المقبلة.
المصادر ربطت بين تصاعد الخلافات أو حلها داخل جسد "قسد" بالتحركات التركية في شرق الفرات، حيث أن قيادات قسد "العرب" لن يستطيعوا التحرك ضد وحدات الحماية الكردية بدون وجود دعم لهم، خاصة في ظل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية لحل الخلافات التي تظهر بين الحين والآخر.
من جهته اعتبر عضو الائتلاف الوطني السوري السابق حسين البسيس، أن مشروع قسد ولد ميتا بالأصل، وليس فيه أي مقومات للحياة لأنه ليس مشروعا وطنيا، بل هو مشروع انفصالي تقوده جبال قنديل مستغلين الدعم الأمريكي لما سمي محاربة الارهاب، بالإضافة إلى حاجة أهل المنطقة للتخلص من تنظيم "داعش".
وقال في تصريح لـ"عربي21"، إن قسد استغلت الأعداد الكبيرة من أبناء المكون العربي ضمن قوام تلك القوات وزجتهم بمقدمة المعارك لتحقق ما تحلم به، وهو القضاء على أكبر عدد من الشباب العرب بحربهم مع تنظيم داعش.
وأضاف أن "أساليب قسد قد اتضحت بكثرة في الفترة القصيرة الماضية مما أظهر عمق الخلافات الدفينة بين القيادات والتي تكاد تصل لحد الاقتتال، وهذا ما يشعر بأن المرحلة القادمة هي مرحلة قلب الطاولة وتغيير المعادلات على الأرض".
في السياق ذاته، اتهم الكاتب الصحفي، إبراهيم علوش، من الرقة، قسد باغتيال الشيخ بشير الفيصل الهويدي، وقال لـ"عربي21" إن "قسد تريد الرقة خالية من السكان المعارضين لسياساتها العنصرية، وفي أحسن الأحوال هي تريد الرقة كمرتع لتجارة المخدرات والحشيس".
وأضاف أن "عصابات قسد تبين أنها مجرد عصابات للارتزاق في ظروف الحرب، ولا علاقة لها بمستقبل المنطقة وهي تدمر العلاقة بين العرب والأكراد".
اقرأ أيضا: "قسد" تعلن استئناف القتال ضد تنظيم الدولة في دير الزور
وأكد علوش، أن الرقة بعد هذا الاغتيال، ستشهد تغيرات كبيرة، معتبرا أن "مستقبل المليشيات الكردية لن يكون أفضل من مستقبل إرهابيي داعش".
وقال: "إن اغتيال الهويدي بمنزلة صفحة جديدة ستفتح في الرقة، بعد قلب صفحة النظام وصفحة داعش، وبعد كل هذا الثمن الغالي، لم يعد التلاعب بمصير أهلها محتملا".
ومضى قائلا: إن "قسد، مسؤولة عن قتل الشهيد، وعن فبركة البيانات المتناقضة التي تشير إلى داعش والتي تركت الرقة قبل أكثر من سنة، بصفقة مع قسد، وصارت داعش شماعة لتعليق الأخطاء والتجاوزات بحق أهل الرقة ونازحيها السوريين".