هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قرر حزب العدالة والتنمية المغربي، القيام تنظيم زيارة إلى عدد من الأحزاب الجزائرية، من أجل المساهمة في تطبيع العلاقات بين البلدين، في أول دعوة من قبل حزب سياسي بالمغرب لحل الخلاف التاريخي بين الرباط والجزائر.
وكان العاهل المغربي قد دعا الثلاثاء الماضي، إلى فتح حوار "صادق" و"صريح" مع الجزائر، في خطاب ألقاه، بمناسبة ذكرى "المسيرة الخضراء"، التي تؤرخ لاسترجاع إقليم الصحراء من الاستعمار الإسباني.
وقالت الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" (أعلى هيئة تنفيذية)، المغربي، قائد الائتلاف الحكومي، إنها قررت إجراء زيارة إلى الجزائر، للقاء بعض الأحزاب بالبلد الأخير؛ بهدف "بحث سبل المساهمة في تطبيع العلاقات بين البلدين".
وتابع البيان الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه، الثلاثاء 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري: "قررت الأمانة العامة للحزب تنظيم زيارة لبعض الأحزاب الجزائرية، من أجل بحث سبل الإسهام في تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين".
وأضاف البيان أن "الزيارة المرتقبة تهدف أيضا إلى تجاوز كل الخلافات التي تحول دون تطوير مختلف مستويات التعاون بين البلدين".
هذا وتعد قضية الصحراء الملف الذي يعتبر أبرز أوجه الخلاف التاريخي بين الجانبين.
وثمن الحزب "دعوة العاهل المغربي إلى إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور مع الأشقاء بالجزائر، وذلك لمعالجة واقع التفرقة والانشقاق داخل الفضاء المغاربي (اتحاد المغرب العربي)، هذا الواقع الذي يتناقض مع القواسم المشتركة لشعوب المنطقة".
اقرأ أيضا: ملك المغرب للجزائر: مستعد لحوار مباشر نطوي فيه الخلافات
وتوقعت مصادر قيادية في الحزب أن "تتم الزيارة في المستقبل القريب، وذلك خدمة لتطلعات الشعوب في حل هذا الخلاف الذي طال، والذي يضر بمصالح الشعبين والدولتين".
وأفادت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، في تصريح لـ"عربي21" أن الاتصالات ستجري مع الهيئات السياسية في الجزائر، ولن تجري على أساس القرب أو البعد من مرجعية الحزب.
وكان العاهل المغربي قد دعا إلى تأسيس لجنة مشتركة، لـ"دراسة جميع القضايا المطروحة بكل صراحة وموضوعية ودون شروط أو استثناءات".
وشدد على أن الرباط "مستعدة للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، لتجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين"، داعيا إلى إعادة فتح الحدود المغلقة.
وتأسس اتحاد المغرب العربي، في 17 فبراير 1989، بمدينة مراكش المغربية، من خلال التوقيع على ما سُمي بـ"معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي".
غير أن المنظمة الإقليمية واجهت، منذ تأسيسها، عراقيل لتفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية، أهمها حسب مراقبين الخلاف الجزائري المغربي حول ملف الصحراء.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب جبهة "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الإقليم.
وكان رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، وأمين عام حزب العدالة والتنمية، لما كان وزيرا لخارجية المغرب قد زار الجزائر، في أول زيارة له إلى خارج المغرب بعد تشكيل حكومة 2012.