هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حجزت الجمارك التونسية مجموعة من الصقور الإماراتية المهربة والمزودة بأجهزة تتبع المواقع "جي بي أس"، وذلك خلال عملية مطاردة لشاحنة تهريب بضائع قادمة من القطر الليبي، رفضت التوقف لدورية أمنية بمحافظة تطاوين جنوب تونس.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجمارك، العميد هيثم زناد، في تصريح لـ"عربي21" أن الشاحنة المصادرة، والتي انقلبت خلال عملية المطاردة الأمنية بعد اصطدامها بسيارة ليبية، كانت تحتوي على بضائع مهربة وأقفاص حديدية بها ستة صقور من النوع الرفيع مجهزة بنظام تعقب المواقع "جي بي أس"، فضلا عن جهازي اتصال لاسلكي.
وأفاد ذات المصدر، أنه بعد معاينة البيانات المسجلة بجهاز التعقب، تبين أن آخر موقع لتواجد هذه الصقور كان بدولة الإمارات العربية المتحدة.
واستبعد الناطق باسم الجمارك التونسية، أن تكون هذه الصقور معدة لأغراض التجسس، بحسب ما أفادت مصالح الفلاحة والصيد البري، التي اعتبرت أن هذه الصقور المجهزة بتلك المعدات يقع عادة تدريبها في مجال الصيد المحترف بالطيور الجارحة في دول الخليج العربي.
وتواصلت "عربي21" مع مصدر من وزارة الفلاحة والإدارة العامة للغابات لمعرفة تفاصيل أكثر عن طبيعة هذه الصقور، لكن رفض التعليق على الموضوع.
هل كانت لأغراض التجسس؟
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، قد ضجت بأخبار حجز هذه الصقور، لاسيما بعد تأكيد الجمارك أنها قادمة من دولة الإمارات، وتساءل آخرون إن كانت معدة لأغراض التجسس.
وحذر المحامي والناشط الحقوقي، محمد شلغوم، في تدونية له، السلطات الأمنية والعسكرية في تونس، من مغبة استسهال العملية، مشددا على أن الصقور التي تم حجزها ليست معدة للصيد كما تداولتها الرواية الرسمية، بل لأغراض التجسس.
وأضاف في ذات التدوينة: "الأمر يمس بأمن تونس وسلامة ترابها.. الخطورة الأكبر هي في العملاء الخونة الذين يبيعون ضمائرهم وأوطانهم ببعض الدولارات..".
وتساءل الناشط السياسي في "الاتحاد الشعبي الجمهوري" ماهر المرياحي عبر تدونية له بالقول: "ماذا تريد الإمارات من تونس؟".
وربطت المدونة فوزية العياري عبر تدوينة لها على فيسبوك أرفقتها بصور للصقور التي تم حجزها بين هذه العملية وبين الدور السياسي القذر التي تلعبه حكومة أبو ظبي في دول الربيع العربي.
وأضافت: "هذا يؤكد الاتهامات الموجهة لدولة الإمارات باصطناع الإرهاب في تونس ويؤكد نظرية الإرهاب المصطنع وارتباطه بالأوضاع السياسية بالبلاد".
وتساءل الناشط نجيب تونكتي بنفس ساخر إن كانت هذه الصقور المجهزة بكاميرات مراقبة وأجهزة تنصت معدة لغرض تصوير فيلم في الجنوب التونسي.