هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رأى خبراء بالشأن الفلسطيني، أن انتصار المقاومة الأخير ضد الاحتلال سيظل منقوصا، في ظل استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة منذ العام 2006، بالإضافة إلى تداعيات الانقسام السياسي بين حركتي "حماس" و"فتح" وما نجم عنه من عقوبات اقتصادية قاسية فرضتها السلطة الفلسطينية على القطاع.
وأكد الكاتب والإعلامي الفلسطيني فايد أبو شمالة، في حديث "عربي21"، أن "الانتصار الذي أنجزته المقاومة أخيرا باكتشافها لعملية توغل ضباط الاحتلال داخل القطاع، والمواجهات التي خلفت سقوط سبعة شهداء بالإضافة لمقتل ضابط من جنود الاحتلال، يعكس قوة المقاومة وفطنتها، لكنه سيظل محدودا إذا لم يتبعه فعل سياسي أكبر".
وأشار أبو شمالة، إلى أن "المقاومة تمكنت من بناء قدراتها وطورتها للدفاع عن نفسها على الرغم من انشغال حلفائها في المنطقة بقضاياهم الداخلية، وأنها قادرة على إيلام العدو".
وأضاف: "هذا الإنجاز حتى يكتمل لا بد من خطوات فعلية لإنهاء الإنقسام السياسي، وتحقيق المصالحة بما يحمي ظهر المقاومة ويسندها، وهذا هدف يبدو صعب المنال في ظل استمرار التباعد إن لم أقل التناقض بين مشروعي المقاومة والرئيس محمود عباس"، وفق تعبيره.
اقرأ أيضا: حماس: هكذا حوّلنا نزهة نخبة الاحتلال في غزة إلى كابوس
لكن مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات في رام الله هاني المصري، رأى في حديث مع "عربي21"، أن إنجاز المقاومة في مواجهة محاولة الاحتلال اختراق القطاع مؤخرا، بقدر ما مثله من انتصار فلسطيني فإنه باعد بين طرفي الإنقسام، لجهة تجديد ثقة المقاومة بنفسها وبخيارها، مما يجعل من شروط عباس للمصالحة المتصلة بالسلاح الواحد والقانون الواحد والسلطة الواحدة تحت رئاسته أمرا غير قابل للتحقيق".
ووفق المصري، فإن "الوقت السياسي لا يزال غير مناسب لتحقيق اختراق حقيقي في المصالحة"، مشيرا إلى أن "الرئيس محمود عباس لا يريدها والدليل على ذلك أنه وضع شروط غير قابلة للتنفيذ، لأنها عمليا تعني إنهاء حماس بالكامل".
وذكر المصري، أنه "أبلغ موقفه هذا بشأن المصالحة إلى الرئيس محمود عباس، ودعاه إلى القبول بمصالحة تقوم على الشراكة الكاملة لا على الاستفراد".
وبرأي المصري، فإن "الوضع الفلسطيني سيظل يراوح مكانه وأنه سيظل صعبا في ظل مناخ إقليمي مضطرب، ينشغل فيه كل طرف بقضاياه".
وعما إذا كان حل السلطة واحدا من الخيارات التي يمكن اللجوء إليها لمواجهة مأزق المصالحة وإعادة اللحمة الوطنية، قال المصري: "هذا خيار صعب ومكلف، ولا أعتقد أن زعيما فلسطينيا في وارد الإقدام عليه راهنا"، على حد تعبيره.
وخلافا لهذه الصورة القاتمة، التي رسمها أبو شمالة والمصري للوضع الذي تعرفه المنطقة عامة والشأن الفلسطيني بشكل خاص، رأى الكاتب والمفكر الفلسطيني منير شفيق، أن "المقاومة الفلسطينية تتقدم وتكسب يوما عن يوم، وأنها تمتلك من أدوات القوة ما يؤهلها لقلب المعادلة لصالحها".
وقال شفيق في حديث مع "عربي21"، على هامش مشاركته في المؤتمر الثالث لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال، الذي اختتم فعالياته في مدينة اسطنبول التركية أول أمس الأحد: "لقد اعترف الاحتلال نفسه بهزيمته في مواجهته الأخيرة مع المقاومة، واستقالة ليبرمان من وزارة الدفاع، وامكانية سقوط حكومة الاحتلال الحالية هي التعبير الواقعي عن هذه الهزيمة".
واعتبر شفيق أن "عملية اغتيال الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي التي تتحمل مسؤوليتها بالكامل السلطات السعودية، أضعفت المحور المعادي للمقاومة وشغلته بنفسه".
وأكد أن "تاريخ حركات التحرر الوطني في كل أنحاء العالم وعبر كل المراحل التاريخية كان مكلفا، لكن انتصارها في النهاية هو حليفها"، وفق تعبيره.
اقرأ أيضا: رد الصاع صاعيْن
وأدى اكتشاف عناصر من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، للقوات الخاصة الإسرائيلية شرقي مدينة خانيونس الأسبوع الماضي، إلى اشتباك المقاومة معها، وقتل ضابط إسرائيلي وجرح آخر.
ونتيجة لذلك استشهد 7 من عناصر المقاومة، أحدهم قائد في كتائب القسام، وهو ما تسبب بشن الاحتلال سلسلة غارات على قطاع غزة، ما دفع المقاومة للرد بقوة واستهداف المستوطنات الإسرائيلية بغلاف غزة، وتوسيع دائرة الرد نحو قلب عسقلان، ما أدى لمقتل مستوطن وإصابة عشرات الإسرائيليين، إضافة إلى استهداف حافلة إسرائيلية بصاروخ "كورنيت".
وتوصلت إسرائيل، الثلاثاء الماضي، مع الفصائل الفلسطينية بغزة لاتفاق وقف إطلاق النار، بوساطة مصرية ودولية.
اقرأ أيضا: أسامة حمدان لـ"عربي21": مصر تبذل جهودا للتهدئة في غزة