هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى تونس الأسبوع المقبل، جدلا واسعا في الجمهورية التي كان أطلقت ترحيبا رسميا بالأمير، وسط غضب من تونسيين رفضوا استقبال بلادهم له بسبب قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال مستشار الرئيس التونسي، الجمعة، إن ولي العهد السعودي الأمير مرحب به في تونس في زيارة، في حين دعا ناشطون للتظاهر على خلفية اغتيال خاشقجي.
ومن المتوقع أن تشهد تونس احتجاجات على زيارة ابن سلمان، الذي يقوم بجولته الأولى، التي بدأها أمس الخميس بزيارة الإمارات، وتشمل بلدانا عدة من بينها تونس منذ اغتيال خاشقجي الشهر الماضي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
وقال نور الدين بن تيشة المستشار السياسي لرئيس الجمهورية: "ابن سلمان سيزور تونس يوم 27 نوفمبر وهو مرحب به في تونس كبقيّة الأشقاء العرب"، مشيرا إلى أن السعودية لها دور هام في المنطقة العربية.
وأضاف أن "تونس سبق أن طلبت كشف الحقيقة ومعاقبة المتورّطين، لكن لا نستطيع أن نسمح باستغلال قضية القتل من أجل المس باستقرار دولة شقيقة كالمملكة العربية السعودية ووضعها تحت طائلة الابتزاز".
ومنذ إعلان الزيارة، دعا ناشطون ومدونون للتظاهر الثلاثاء المقبل، أمام القصر الرئاسي في قرطاج، حيث من المقرر أن يستقبل الرئيس الباجي قائد السبسي ابن سلمان.
وأعلنت نقابة الصحفيين في تونس، رفضها لزيارة ابن سلمان ووجهت نداءها إلى الرئيس السبسي في بيان اطلعت عليه "عربي21": "فوجئت النقابة الوطنيّة للصحفيين التونسيين، كأغلبية الشعب التونسي، بتأكيد زيارة ابن سلمان إلى بلادنا، الأسبوع المقبل، فيما بدأ جولةً الهدف منها تبييض سجله الدّامي، على خلفية تورطه ونظام الحكم في بلاده في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان".
وتابعت بأنه "آخر جرائمها جريمة اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، حيث تشير تقارير دولية إلى تورط ابن سلمان نفسه في هذه الجريمة النّكراء".
وأضافت: "صدمنا بموقف وزارة الخارجية مكتفيةً بموقف هزيل لا يعكس بأي حال من الأحوال ما تعيشه تونس من زخم، في إطار الانتقال الديمقراطي الذي تمرّ به بلادنا".
وقررت مجموعة مكونة من خمسين محاميا معنية بالدفاع عن الحريات بتكليف صحفيين ونشطاء تونسيين بتقديم شكوى قضائية لدى المحاكم التونسية لمنع ابن سلمان من زيارة تونس على خلفية جريمة قتل خاشقجي.
اقرأ أيضا: 50 محاميا تونسيا يتوجهون للقضاء لمنع زيارة ابن سلمان
وقالت السعودية إن الأمير ابن سلمان لم يكن على علم مسبق بمقتل الصحفي السعودي البارز. وبعد تقديم روايات متناقضة عديدة، قالت الرياض الأسبوع الماضي إن خاشقجي قتل وتم تجزئة جثته عندما فشلت مفاوضات إقناعه بالعودة إلى السعودية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الأمر بالقتل جاء من أعلى المستويات في القيادة السعودية، لكنه استبعد أن يكون الملك سلمان أمر بذلك، ما يضع ولي العهد البالغ من العمر 33 عاما في دائرة الضوء.
وأدى مقتل خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" وينتقد ولي العهد، إلى توتر علاقات السعودية مع دول عدة في العالم، وشوه صورة الأمير في الخارج.