هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للفنان السوداني المقيم في الدانمارك خالد البيه، يقول فيه إن علاقة الصحافي جمال خاشقجي بالصحافيين الغربيين حولته إلى مركز انتباه العالم.
ويقول البيه في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إنه بصفته مواطنا من السودان، البلد الواقع في أفريقيا وجزء من الشرق الأوسط، فإنه يحمل معه حزمة من "أعقد" مناطق العالم، بحسب الرواية الغربية التي تنسى الحديث عن دور الغرب المعقد في المنطقة.
ويشير الكاتب إلى أن "الكثيرين يتفقون مع التفكير في مكانة الرجل الأبيض، وعندما ينظر الناس لما حدث للمنطقة في المرحلة ما بعد الاستعمار فإنهم يتبنون الرواية الغربية، فبالإضافة للتفاخر من الجيل القديم بالحياة الجيدة وبالعمل مع (الخواجة)، الذي كان جيدا، وأتذكر مقالا نشر وانتشر على الـ(واتساب) يدعو فيه كاتبه إلى عودة بريطانيا إلى السودان، وحماية الناس من أنفسهم، وجاء فيه أن أفضل المؤسسات العاملة في البلاد هي تلك التي أقامها الاستعمار".
ويعلق البيه قائلا إن "الغرب استطاع، ونتيجة حالة الازدهار التي نتجت بسبب ماضيه الفظيع وحربين عالميتين، وتقديمه لمواطنيه رؤية نظيفة عن تاريخهم، بحيث أعماهم عن التلاعب الغربي في (دول العالم الثالث)، ودعم الحكومات الديكتاتورية، بناء فكرة عن نفسه بصفته مجتمعا مستقيما وحاميا لحقوق الإنسان وحرية التعبير والديمقراطية، وأعتقد أن هذا واحد من الأسباب لصعود القوميين الشباب البيض، الذين يعتقدون بتفوق العرق الأبيض، وأنه هو الذي جعل العالم مكانا جيدا للعيش فيه، في وقت تحاول البقية سرقة شيء من حضارته".
ويلفت الكاتب إلى أنه "قبل أزمة اللاجئين التي اجتاحت أوروبا في مرحلة ما بعد الربيع العربي، وهي التي تحدت صورة الغرب عن نفسه، فإن معظم المثقفين والفنانين والمفكرين الأحرار والقادة المعارضين والصحافيين من العالم الثالث، مثلي، توجهوا نحو الغرب، ليس لتلقي التعليم، لكن للحصول على الحماية، والحصول على الحماية من تميز الرجل الأبيض، حتى من خلال الجمعيات، وهو ما زاد من عقلية أن الغرب هو المخلص".
ويجد البيه أنه "لهذا ينتهي الكثير من طالبي الحماية بين الصخرة والصخرة، فهل نبقى في الوطن تحت تهديد الأنظمة الديمقراطية ودون استقلالية كاملة وحرية؟ أم نحاول الخروج إلى الغرب من أجل الحرية ونصبح وجها للطريقة التي يعكسها الغرب عن نفسه، رغم أنه يدعم الأنظمة الديكتاتورية ذاتها، التي قمعت الهاربين نحو الغرب وباعها السلاح؟".
وينوه الكاتب إلى أن "مدى تميز الرجل الأبيض الذي ظهر، حتى لو من خلال الرابطة، أثار دهشة معظم قادة العالم، بمن فيهم دونالد ترامب، الذي ضغط عليه ليتحرك بعد مقتل الصحافي السعودي، (الذي لم يكن مواطنا أمريكيا)، كما قال ترامب في مؤتمر صحافي".
ويختم البيه مقاله بالقول إنه "في الوقت الذي اعتقل فيه النظام السعودي الآلاف من المعارضين المجهولين، وقتل الملايين في اليمن، إلا أن العالم يعرف اسم جمال خاشقجي؛ وهذا بسبب ارتباطه بمكانة الرجل الأبيض، وهناك آلاف مثل خاشقجي يعملون ويموتون، لكن لا أحد يعرف بهم أو يهتم بهم مثل ما حظي به، لكن ما أنجزه التركيز عليه هو أنه فتح المجال أمام ظهورهم إلى السطح".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)