على خطى كُتًاب
ومفكرين
مصريين مؤيدين لنظام رئيس الانقلاب،
عبدالفتاح السيسي، أقرت الكاتبة لميس جابر بانهيار مصداقية إعلام نظامها وتفوق إعلام
المعارضة بالخارج، رغم الفارق الكبير في حجم التمويل والإمكانيات المادية.
وكتبت لميس مقالا
لها تحت عنوان "الرحلة من البيت بيتك إلى
مكملين" ، و"البيت بيتك"
هو أحد أشهر برامج التوك شو في مصر إبان عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، استهلته بالقول
"لا أدرى، ولا أعتقد أن أحدا يدري ماذا يحدث فى الإعلام المصري.. فقط شعرنا جميعا أن القنوات كلها قد تم (ضربها في الخلاط) مع بعض، وخرجت النتيجة كما نرى الآن وكما نحاول
أن نفهم".
وأضافت في استنكار: "البرامج تحركت بحالها واسمها وديكورها إلى قنوات أخرى مثل لعبة الكراسي الموسيقية،
والبعض الآخر تم تغيير المحطة واستبدال المذيع بمذيع ومذيعة بلا داع.. الموضوعات أصبحت
مسطحة شبه تافهة متشابهة".
وأعربت عن صدمتها
في نهاية المقال بالقول: "وابتعد الناس فى الشارع عن الجميع وأعطوا ظهورهم للتليفزيون
المصري والخاص والميديا بحالها، وتوجهوا بالخطى السريعة وبمنتهى النشاط والإقبال على
درر الإعلام وتيجانها الغراء.. إلى «
محمد ناصر» في قناة «مكملين» و«هشام عبدالله» في
قناة «
الشرق».
وتابعت لميس
في مقالها: "وإن كنت عزيزي القارئ لا تصدق، فقط اسأل من حولك في الشوارع. وإذا لم
تصدق، أنا أقول إنني صدقت عندما جاءتني ابنة عزيزة تخبرني ببساطة أنها بدأت تحب
"محمد ناصر"، وعلى فكرة بيتكلم صح والله العظيم!!
"الذهب والتراب"
وعلق الإعلامي
بقناة الشرق، هشام عبدالله، بالقول، "إن المأجور لا يصنع جمهورا، وهناك فرق بين
الإعلام الحر صاحب القضية المحب للبلد الذي يضحي من أجلها، وبين الإعلام المأجور الذي يقدم
ما يملى عليه، وغالبا ما يكون بعيدا عن الكفاءة"، مشيرا إلى أن "الأول يقدم
الحقيقة ويعمل على وعي الناس، والثاني يعمل ما يؤمر به حتى لو كان متناقضا مع الواقع،
وهذا ما اكتشفه الناس من عدم صدقهم وتحققوا من صدقنا".
مضيفا لـ"
عربي21":
"حتى هؤلاء الكتاب من بينهم لميس تنفذ تعليمات وأجندة الجهات الأمنية، فمثلا كانت
في أيام توقيعات استمارات (تمرد) تحمل هي والصحفي ضياء رشوان تعليمات المخابرات الحربية
إلى العيال بتوع تمرد، وهو ما ظهر في سلسلة التسريبات المعروفة للجميع".
وأكد أن
"ما بني على باطل فهو باطل، ماذا تريد من إعلام يتصدره أحمد موسى وتوفيق عكاشة
وحساسين وعزمي مجاهد وغيرهم، ورئيسهم (السيسي) يهرف بالقول من قبيل (كنا كدا والوضع
كان كده علشان كده بقينا كده وهو ده الإعجاز)، إذا كان من يشغلهم مضروب بالخلاط!".
واختتتم حديثه
قائلا: "الصدق والحقيقة وتحمل مسؤولية الكلمة والهدف النبيل هو سلاح المعارضة،
ودائما فإن صاحب القضية الكبرى يرتبط فؤاده بالناس ورب الناس، وهذا نحن. أما هم فمجرد
أبواق السلطة وعبيدها وفاقدي الانتماء والنخوه والإنسانية والكرامة".
"إعلام الثورة والانقلاب"
وقال المدير
العام لقناة مكملين، أحمد الشناف، لـ"
عربي21": "إعلام نظام السيسي
أخفق في معالجة مشاكل الناس وهمومهم، وخاطبهم بغير الحقيقة والواقع، واستعلى عليهم واستخف
بآلامهم، وسعى لإلهاء الجمهور في قضايا جانبية في إطار محاولة صرفهم عن المشاكل اليومية،
وهذا النمط سيزيد من هروب الجمهور إلى قنوات الثورة".
ورأى أن
"إعلام الثورة به معالجات حقيقية لقضاياه الأساسية التي لا يجدها في إعلام السيسي
الموجّه؛ ولأن الناس يريدون معرفة الحقيقة في ثوبها كما هو لا كما يريده النظام، فهي
تدير ظهرها لكل الترهات، وتصوب وجهها شطر إعلام الثورة والحقيقة".
"الحقيقة والتدليس"
وقال الكاتب
الصحفي، قطب العربي، لـ"
عربي21"، إن "نجاح الإعلام المعارض الذي يبث
من خارج مصر يرجع لتقديمه الحقائق التي يخفيها إعلام السيسي عن الشعب، ومن ثم أصبح
الكثيرون يدركون أن هذا الإعلام في الداخل لم يعد يستحق المتابعة، حيث أصبح كله صوتا واحدا ومجرد أبواق دعائية، تردد ما يريده النظام وليس ما يهم الشعب".
وبيّن أنه "بينما يتمتع إعلام المعارضة في الخارج بحرية لا سقف لها، فإن إعلام النظام يعاني
قيودا غير مسبوقة تتزايد يوما بعد يوم، حتى أفقدته صفته كإعلام وحولته إلى دعاية سمجة للنظام،
ولا يمتلك الحد الأدنى من المهنية التي كانت تتمتع بها بعض الصحف والقنوات حتى في عهد
مبارك، التي أشارت إلى جزء منها لميس جابر".
وحتى يحافظ إعلام
المعارضة في الخارج على نجاحه ويحقق المزيد، طالب العربي بأن عليه "أن يحرص دوما
على الانشغال بما يهم عموم الشعب المصري من قضايا معيشية واجتماعية إلى جانب القضايا
السياسية بطبيعة الحال، كما أن عليه أن يبدع في أساليبه وتنويع ضيوفه، وتقديم التحليلات
المقنعة في برامجه".
"لا تخدع الناس كثيرا"
فيما رحبت الناشطة
السياسية، غادة نجيب، بشهادة أتباع السيسي قائلة إنها "انتصار يحسب للمعارضة ويثبت
مصداقيتها، ويكشف زور إعلام السيسي وتدليسه".
وفي تصريحات
لـ"
عربي21" وصفت نجيب أسلوب الإعلاميين المعارضين ومن بينهم هشام عبدالله، بأنه "اُسلوب بسيط من غير مصطلحات معقدة وقريب من الناس وواقعي وحقيقي، ويلمس مشاكلهم
ويتحدث دون سقف، أما إعلام نظام السيسي فيفتقد للمصداقية، والمحدودية والعقلانية،
ولا هم له إلا التطبيل".
ودللت على ذلك
بقولها: "كيف يصدق الناس شخصا مثل أحمد موسى وهو يكذب كما يتنفس، ويأخذ التعليمات
من الأجهزة الأمنية ويروج للإشاعات ويدعو للعنف، ويزيف الحقائق ويضلل الجمهورَ!"،
مشيرة إلى أن "الناس أذكى من أن تنخدع طول الوقت وأكثر من مرة".