هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مسؤولان أمريكيان كبيران الخميس، إن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب مضى قدما في قراره في الأسابيع القليلة الماضية، رغم محاولات كبار مستشاريه إثناءه، عازما على الوفاء بتعهد انتخابي بتقليص المشاركة العسكرية الأمريكية في الخارج.
وأكد مسؤولون حاليون وسابقون وأشخاص اطلعوا على
القرار، أن النتيجة ستكون تمكين روسيا وإيران وعدم استكمال تحقيق هدف القضاء على
خطر عودة تنظيم الدولة، الذي خسر أغلب الأراضي التي كان يسيطر عليها.
وذكر مسؤول بارز سابق بإدارة ترامب أن "قرار
الرئيس اتخذ أساسا قبل نحو عامين، وترامب تجاهل أخيرا ما اعتبرها نصيحة غير مقنعة
بالإبقاء على القوات"، مضيفا أن "الرئيس انتصر، وكان يميل دائما إلى عدم
البقاء هناك"، لافتا في الوقت ذاته إلى أن مجموعة متنوعة من كبار مستشاريه
نصحوه بعدم الانسحاب.
وفهم ترامب وجهات نظر كبار مستشاريه، بأن القوات
الأمريكية ليست على الصفوف الأمامية وأن عددها لا يتجاوز ألفي جندي وأن وجودها
يعزز بدرجة كبيرة القوات المحلية التي تقاتل تنظيم الدولة، لكنه رفض ذلك قائلا إنه
"كان يريد الانسحاب فور سقوط الرقة وغيرها من معاقل التنظيم المتشدد".
اقرأ أيضا: هكذا علق بوتين على سحب القوات الأمريكية من سوريا
وفي السياق ذاته، قال مسؤول دفاعي أمريكي إن مسؤولي
وزارة الدفاع (البنتاغون) يرون على نطاق واسع أن قرار ترامب يخدم مصالح روسيا
وإيران، اللتين استخدمتا دعمها للحكومة السورية في تعزيز نفوذهما الإقليمي، كما
طورت إيران قدرتها على نقل السلاح إلى جماعة حزب الله اللبنانية لاستخدامه ضد
إسرائيل.
ورد المسؤول الدفاعي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن
هويته، على سؤال عن المستفيد من الانسحاب قائلا: "من الناحية السياسية روسيا
ومن الناحية الإقليمية إيران".
وقال مسؤول دفاعي أمريكي آخر طلب عدم نشر اسمه كذلك،
إن قادة الجيش الأمريكي أبدوا قلقهم للإدارة بشأن ما قد يعنيه الانسحاب السريع
للقوات المحلية المدعومة من الولايات المتحدة التي تحارب تنظيم الدولة، مشيرين إلى
أن "خطة الانسحاب باغتت القادة العسكريين".
وبعد إعلان ترامب، شكا نواب من الحزبين الجمهوري
والديمقراطي من أنهم لم يطلعوا مسبقا على القرار، وقال جيف فليك عضو مجلس الشيوخ
الجمهوري وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس لرويترز إن "أعضاء مجلس الشيوخ
الجمهوريين أبدوا خيبة أملهم أثناء غداء مع مايك بنس نائب الرئيس".