هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عبرت شخصيات فلسطينية، عن استهجانها لتحريض رئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس، على المقاومة الفلسطينية، في كلمة له أمس في رام الله، رغم أنه لم يكد
يمض أسبوعان على فشل الولايات المتحدة، في إدانتها أمام الجمعية العامة للأمم
المتحدة.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية، قال في كلمة أمس خلال اجتماع قيادة
السلطة: إنه "على الرغم من وقوفنا أمام المشروع الأمريكي، إلا أن حماس أرسلت
إلينا قتلة (منفذي العمليات الأخيرة ضد جنود الاحتلال والمستوطنين)".
وزعم أنه سيطر على 90 بالمئة من إمكانيات حماس، المخصصة لتنفيذ عمليات
ضد الاحتلال، والعمليات التي وقعت كانت من الـ" 10 بالمئة التي فلتت
منا".
وكانت الولايات المتحدة، فشلت في الـ 6 من كانون أول/ ديسمبر الجاري في فشلت في تمرير مشروع قرار يدين حركة حماس في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وسقط المشروع الامريكي لإدانة حركة حماس وصواريخ المقاومة بغالبية 87 صوتاً مقابل 57 معارضاً، و33 ممتنعاً ما يعني عدم حصوله على ثلثي الاصوات.
إقرأ أيضا: بـ"الأرقام".. المقاومة تصعّد عملياتها بالضفة خلال 2018
وتطرح تساؤلات بشأن مدى خطورة تصريحات عباس على المقاومة الفلسطينية،
على الصعيد الدولي، وما إذا كانت دول عديدة ستتخذها ذريعة لتغيير مواقفها، بما
يلحق الضرر بمقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال، ويجرمها دوليا رغم القوانين الأممية
التي تجيزها، وتعتبرها حقا للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، فضلا عن تعميق الانقسام
الفلسطيني.
حناجر المقاومين
وعبّر الأب منويل مسلم راعي كنيسة اللاتين في غزة سابقا وعضو الهيئة
المسيحية الإسلامية لنصرة المقدسات عن استهجانه لما ورد في بطاقة المعايدة التي
بعث بها رئيس السلطة محمود عباس بمناسبة أعياد الميلاد بالتزامن مع كلمته أمس.
وقال مسلم في منشور كتبه على حسابه بموقع فيسبوك: "أنا لست
مسيحي دولة اوسلو، أي الضفة الغربية وقطاع غزة. انا مسيحي فلسطين التاريخية من رأس
الناقورة الى ام الرشراش ومن البحر الى النهر. انا فلسطيني مسيحي أسكن في كل ذرّة
تراب من فلسطين هذه، لأنها كلها لي، وكل ذرة من ترابها تسكن فيّ، لأني انا وكل
شعبي لها. فاعذرني
وسامحني واقبل أسفي وحزني يا سيادة الرئيس أن حرمت نفسي من فرح تسلّم بطاقة
معايدتك في عيد الميلاد 2018 لأنها حجمتني وحجّمت شعبي وقسمتني وقسمت ارضي و شعبي
المسلم والمسيحي في فلسطين التاريخية".
وأضاف: "بيت لحم ليست بيت لحم القدس، وغزة، ورام الله، وبيت جالا،
وبيت ساحور، وبيرزيت، والطيبة، وجفنا، والزبابدة، ونابلس، وأريحا كما جاء في
رسالتكم بل هي ايضا مدينة الناصرة وحيفا ويافا والرملة واللد وبيسان وبئر السبع
وعكا وجبل طابور وطبريا والرامة وصفد.. فليس لبيت لحم حدودا حتى يكون لأي كيان
غازٍ غريب صهيونيٍّ في ارضي غربها أو شرقها أو شمالها او جنوبها حدودا، كما جاء في
بطاقة التهنئة الينا".
وأشار إلى أنه "لا معنى ولا طعم
لأنغام سيمفونية عيد الميلاد إن كانت مبتورة أو نشازا في صوت من مدية أو قرية
فلسطينية لأن آذان الأحرار لا تسمع سوى صوت الحق" مضيفا "أما امريكا
وترامب ونتنياهو وأوروبا فهم معتادون على سماع صوت الباطل ونواح الشعوب التي
استعمروها وصوت السلام لا يفهمه هؤلاء إلا إذا مر عبر حناجر المقاومين
الفلسطينيين".
مقاومة شرعية
من جانبه قال الدكتور أنيس القاسم، رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي
الخارج، إن تصريحات رئيس السلطة التي هاجم بها المقاومة، "ليست مستهجنة على
الإطلاق".
وأوضح القاسم لـ"عربي21" إن "عباس يتولى مسؤولية التنسيق الأمني، وهو اعترف
سابقا بأنه أرسل عناصر الأمن، إلى المدارس لتفتيش الطلاب، وقام بمصادرة 70
سكينا".
وأضاف: "هذه إحدى مهمات أوسلو، وهي أن يقوم بالتخلص من المقاومين،
عبر التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني".
لكن القاسم شدد على أن "النضال الفلسطيني لم ولن يفت في عضده، من
هو أكبر من السلطة الفلسطينية" مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة
والصهيونية العالمية، بكل جبروتهما لم تتمكنا من النيل من مشروعية النضال الفلسطيني،
الذي مضى عليه عشرات السنوات ولا يقدح في نظافته ولا قانونيته، أي تصريح لأنه حق
طبيعي، أقرته كل القوانين والشرائع الدولية".
إقرأ أيضا: منفذ عملية رام الله استولى على سلاح جندي قبل انسحابه
ودعا القاسم الفصائل والهيئات الفلسطينية بالعمل على "نزع
الشرعية من السلطة الفلسطينية، والمطالبة بإجراء انتخابات لكافة أجسامها، وإخراج
مجلس وطني جديد بعناصر شابه وكفؤة ونظيفة، قادرة على التخلص من طغمة أوسلو والحقبة
الماضية" وفق وصفه.
خطورة دولية
بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية
الدكتور عبد الستار قاسم، إن رئيس السلطة محمود عباس "شخصية خطيرة على القضية
الفلسطينية، ليس من اليوم بل منذ سبعينيات القرن الماضي، ويعمل ضد المقاومة
باعترافه".
وأشار قاسم لـ"عربي21" إلى أن الشعب الفلسطيني "يحصد شرور عباس وممارساته،
التي قسمّت الشعب إلى شطرين، وعمقت الخلافات وآخرها حل التشريعي، علما بأنه هو
فاقد للشرعية أيضا".
ورأى أستاذ العلوم السياسية أن الفصائل الفلسطينية "تتحمل
مسؤولية ما يقوم به عباس" بسبب "إعطائه المشروعية للاستمرار في فترة من
الفترات بعد انتهاء ولايته، بذريعة التعامل مع الأمر الواقع".
وقال قاسم إن وصف عباس للمقاومة بالقتلة، "يضع الشعب الفلسطيني
في حرج أمام العالم" وأضاف "كنا حين نلتقي بضيوف عرب وأوروبيين، يقولون
لنا ما دام رئيسكم معترفا بإسرائيل ويرفض المقاومة، فلماذا تطلبون منا
دعمها؟".
وطالب الفصائل الفلسطينية بوقف التعامل مع رئيس السلطة، ورفض لقائه
فضلا عن الفصائل التي تتسلم مرتبات من ميزانية السلطة بوقف التعامل معها، لمنعه من
التمادي في ممارساته تجاه القضية والشعب الفلسطيني، ونزع الشرعية عنه".