هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسببت أحداث الجنوب الليبي الأخيرة في وقوع أول صدام علني بين رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج وبين اللواء، خليفة حفتر بسبب قيادة الأخير للمعارك هناك، وصلت إلى تقديم شكوى من الحكومة لمجلس الأمن ضد تحركات "حفتر" في الجنوب.
وقدم مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة (التابع للحكومة)، المهدي المجربي شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد قوات "حفتر" ومعاركها في الجنوب بعد قصفها لطائرة مدنية في أحد المهابط في حقل الفيل النفطي، مطالبا بإجراءات عاجلة لمنع هذه الأعمال التي تعرض مؤسسات الدولة للخطر"، كما قال.
في حين، ذكرت قوات "حفتر" أن القصف كان مجرد إطلاق قذائف تحذيرية لعدم امتثال الطائرة لتعليمات القيادة العامة والتي فرضت حظرا للطيران في الجنوب الليبي.
"تصعيد سياسي"
ورأى مراقبون وناشطون من الجنوب أن "التصعيد هدفه تحقيق مكاسب سياسية وأن كل طرف (السراج وحفتر) يستقوي بمؤيديه الدوليين، لكن الشكوى لمجلس الأمن تعتبر خطوة جريئة من "السراج" كونها تعد أول صدام علني مع "حفتر"، لكنها قد تدخل في مكايدة سياسية لمنع بسط الأخير سيطرته على المنطقة الجنوبية.
وطرح هذا الصدام والتصعيد بعض التشاؤلات من قبيل: هل انتهى عهد التقارب بين "السراج" و"حفتر" بلا رجعة؟ وما تداعيات ودلالة هذا التصعيد الآن؟
"إطفاء الحرائق"
من جهته، قال المدون من الشرق الليبي، فرج فركاش إن "مثل هذه الأمور والاختلافات تخص البيت الليبي الداخلي، وما كنا نتمنى أن تصل لمجلس الأمن بتعقيداته الحالية والتي قد تزيد الأزمة، والتخوفات بين الطرفين متبادلة، كون السراج ومؤيدوه يرون تقدم حفتر في الجنوب تهديدا للعاصمة ومؤيدو حفتر يؤكدون ذلك".
اقرأ أيضا: "الرئاسي الليبي" يدين تصعيد حفتر العسكري جنوب البلاد
وطالب في تصريحات لـ"عربي21" أن "تقوم البعثة بدورها الذي يتمثل في إطفاء الحرائق بين الطرفين وأن يستغل "غسان سلامة" حظوته عند الإثنين لتقريب وجهات النظر والدفع باتجاه توافق يضمن تأمين الجنوب وتوحيد الجهود وبدعم دولي والذي سيخدم أيضا فرنسا وإيطاليا المتصارعتين"، حسب تقديره.
"تحذير ونفاد صبر"
وأشار الناشط السياسي الليبي، محمد خليل إلى أن "هذا الصدام بدأه "حفتر" من أول يوم فهو يصعد سياسيا وعسكريا باستمرار ولا يعترف بحكومة الوفاق ويهدد دائما بالزحف نحو العاصمة، وفي المقابل كانت حكومة الوفاق صامتة، لكن الآن الوضع تغير".
وتابع لـ"عربي21": "وجود حفتر في الجنوب يعتبر تهديدا للسلم الاجتماعي كونه يستهدف مكونا عرقيا في الجنوب بالقتل وهم "التبو"، لذا كانت رسالة "السراج" لـ"حفتر" وقواته لقد نفد صبرنا وعليك أن تنسى طموحك السلطوي للسيطرة وتنخرط في العملية السياسية"، بحسب تعبيره.
"الرد في الميدان"
لكن الناشط المقرب من القيادة العامة في الشرق الليبي، فتح الله غيضان أكد أنه "لن يكون هناك أي تقارب مستقبلا مع "السراج" بعد إهدار دماء القوات المسلحة في الجنوب، وهذا التصعيد من قبل "السراج" جاء بعدما شعر برعب وخوف من انتصارات "الجيش" في الجنوب وقرب دخول العاصمة"، وفق زعمه.
وأوضح أنه "بعد انتهاء تحرير الجنوب ستكون الوجهة "طرابلس"، والأمر أولا وآخرا ليس في يد "السراج" كونه مجرد "دمية" في يد الأوروبيين والصورة واضحة عند العالم، والأهم أن "الجيش" غير مكترث بكل هذه الأمور والرد على "السراج" سيكون في الميدان"، كما صرح لـ"عربي21".
مواجهة "حتمية"
وبدوره، أشار المحلل السياسي الليبي، خالد الغول إلى أن "الأمر ليس له علاقة بالمكايدة أو الغيرة ولكن المواجهة بين الطرفين أصبحت حتمية وإلا سيسقط أصحاب المشروع الداعم للسراج وستحدث مواجهة عنيفة شعبية إذا اقترب "حفتر" من العاصمة "طرابلس".
اقرأ أيضا: طائرة تابعة لحفتر تقصف حيا سكنيا جنوب غرب ليبيا
وقال في تصريح لـ"عربي21" إن "حفتر لا يعنيه شيء أمام طموحه ولو تدمرت ليبيا بكاملها ومن يدفع به من الخارج لا يهمه مصلحة البلاد، والكل يقع تحت تأثير مخابرات دولة ما، فالمخابرات الفرنسية والإيطالية والروسية كل يدفع باتجاهه، والمخابرات الأمريكية كعادتها تتحين الفرص في الوقت المناسب"، حسب كلامه.