هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعادت قصة مقتل شاب في بريطانيا طعنا بالسكين؛ التذكير بقصة أشقائه الثلاثة الذين ذهبوا للقتال في سوريا، فقتل منهم اثنان فيما رابع ما زال يقاتل هناك مع تنظيم الدولة.
وكانت الشرطة البريطانية في مدينة برايتون (جنوب) قد أعلنت ليل السبت الماضي؛ عن العثور على الشاب عبدول ديغايس (22 عاما) داخل سيارته التي اصطدمت بسيارة أخرى، لتكتشف أن الجثة تحمل عدة طعنات أدت إلى وفاته صباح اليوم التالي.
وأعادت حادثة مقتل عبدول التذكير بأشقائه الثلاثة في سوريا، وهم شقيقه التوأم عبد الله (18 عاما عند مقتله)، وجعفر (17 عاما عند مقتله) وعامر (24 عاما). كما أعادت الحادثة التذكير بالاعتداءات العنصرية التي تعرضت لها العائلة على مدى سنوات، قبل توجه الثلاثة إلى سوريا.
عبدول ديغايس
وكان عبد الله وجعفر قد قتلا عام 2014، بفارق ستة أشهر بينهما، خلال قتالهما إلى جانب جبهة النصرة (سابقا) التي التحقا بها عام 2013، حيث لحقا بشقيقهما عامر الذي يُعتقد أنه انتقل إلى صفوف تنظيم الدولة، ويُعتقد أنه ما زال على قيد الحياة حتى الآن. أما عبدول، فقد سُجن في بريطانيا في 2017 بتهمة الاتجار بالمخدرات.
وكان والدهم، أبو بكر ديغايس، قد وصف نجله عبد الله بأنه "شهيد" قاتل لإسقاط "الديكتاتور بشار الأسد"، بعد تلقيه خبر مقتله في 2014.
لكن الأب عمل عام 2015 على استعادة ابنه عامر من سوريا، حيث توجه إلى ليبيا، محاولا التوجه إلى سوريا عبر تركيا، بحسب ما أوردته صحيفة الأبزورفر البريطانيها حينها، لكن دون نتيجة على ما يبدو. وقبل ذلك، كان الأب قد وجه نداءات لعامر للعودة إلى بريطانيا بعدما وصل إلى تركيا وقبل عبوره إلى سوريا.
عامر ديغايس
ويشار إلى أن عم الأولاد، عمر ديغايس، معتقل سابق في غوانتانامو، حيث اعتقل عام 2002 في باكستان وسُلم للقوات الأمريكية، ثم أُطلق سراحه عام 2007 دون اتهام، ليعود إلى بريطانيا ويستقر في برايتون. ويقول إنه فقد البصر في إحدى عينيه خلال اعتقاله لدى الأمريكيين.
وتقول العائلة إنها كانت عرضة لاعتداءات عنصرية لسنوات، منذ إطلاق سراح عمر من غوانتانامو وعودته إلى بريطانيا، وكانت الأم، إيناس أبو لساين، هي الأكثر عرضة للاعتداءات العنصرية. واتهمت العائلة الشرطة بأنها لم تفعل شيئا رغم الشكوى من هذه الاعتداءات.
عبد الله ديغايس
ونقلت الأبزورفر في تقريرها المشار إليه، عن مصدر لم تسمه، أن "العنصرية تجاه العائلة ربما تركت أثرا على هؤلاء الشبان، وقلبت حياتهم رأسا على عقب"، رغم أنه لم تكن تبدو عليهم أي مؤشرات على "التطرف" قبل سفرهم إلى سوريا، بحسب ما أوردته وسائل إعلام نقلا عن الشرطة.
كما أن صديقهم إبراهيم كامارا (19 عاما) الذي قتل في سوريا أيلول/ سبتمبر 2014، الذي كان قد غادر إلى سوريا من برايتون أيضا، قد كان هو الآخر وعائلته، وخصوصا والدته خديجة كامارا، ضحايا لاعتداءات عنصرية مماثلة.
ويقول الأب أبو بكر ديغايس، الذي عبّر عن صدمته بعد مقتل ابنه في برايتون، إن عبدول تلقى طعنات في ظهره وفخذه. وفي حين أعلنت الشرطة أن التحقيقات مستمرة، وأنها اعتقلت شخصا واحدا (26 عاما) وتبحث عن آخرين، قالت إنها لا تجد ما يدعوها للاعتقاد بأنها جريمة بدافع "الكراهية"، لكنها قالت إنها لا تستبعد في هذه المرحلة أي احتمال بشأن دوافع الجريمة.
جعفر ديغايس
وفي الأثناء يستمر الجدل في بريطانيا حول عودة المقاتلين السابقين من سوريا. وفي هذا السياق، تأتي قصة الفتاة شاميما بيغوم، التي كانت قد غادرت بريطانيا وعمرها 15 عاما قبل أربع سنوات، للالتحاق بتنظيم الدولة، وهي الآن تريد العودة بعدما وضعت مولودا قبل أيام في المخيم الذي تُحتجز فيه وتديره الوحدات الكردية في شرق سوريا. وبينما تطالب عائلتها بالسماح بعودتها بأمان، وتقول الحكومة إنها لن تضمن أن لا تعتقل ويتم التحقيق معها وربما محاكمتها، حال عودتها.
واليوم، أبلغت العائلة وسائل إعلام أن وزارة الداخلية البريطانية أن الجنسية قد سُحبت من شاميما، دون معرفة متى تم ذلك، وما إذا كان لديها جنسية أخرى.