هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الخبير العسكري الإسرائيلي عمير ربابورت، إن "مرور شهرين على تعيين أفيف كوخافي رئيسا لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي يفرض أمامه امتحانات خطيرة أمام حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان، والانسحاب الأمريكي من سوريا، لا سيما أنه ما زال حديث العهد في قيادة الجيش".
وأضاف ربابورت في تقرير بصحيفة مكور ريشون، ترجمته
"عربي21" أن "التوترات الأمنية في كل الجبهات المحيطة بإسرائيل
تعتبر امتحانات أولية لكوخافي، صحيح أنه لا توجد تغيرات جوهرية في توصيات هيئة
الأركان العليا، بين قائد جيش سابق مثل غادي آيزنكوت وقائد حالي هو أفيف كوخافي،
لكن الأبعاد الشخصية تضع بصمتها".
وأوضح أن "كوخافي اعتبر أن صاروخ تل أبيب من
غزة لا يجب أن يمر دون رد جوهري حقيقي، في حين أن العديد من الأوساط العسكرية
الإسرائيلية انشغلت بتحديد الرابحين والخاسرين من هذه الجولة القصيرة جدا التي لم
تتجاوز العدة ساعات".
وأشار إلى أن "الأمر الأكيد أنه كلما اقتربت
ساعة الانتخابات الإسرائيلية يوم التاسع من نيسان/ أبريل، ازدادت مخاطر الاشتباك
العسكري في واحدة من هذه الجبهات، وهو ما ينتبه له جيدا كوخافي والجنرالات من حوله".
وركز الكاتب حديثه عن سوريا، حيث إنها "تستعد
لانسحاب القوات الأمريكية، فيما كشف الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع عن شبكة عسكرية
سرية لحزب الله موجودة في الجولان، في حين أن أحداث الحرم القدسي وباب الرحمة تعمل
على تسخين الأوضاع الأمنية".
اقرأ أيضا: محللون يقرأون أحداث الساعات المقبلة في غزة.. ماذا توقعوا؟
وأوضح أن "كل هذه الأحداث قابلة للاشتعال في أي
لحظة، وهذا التوقيت يعتبر إشكاليا بالنسبة لإسرائيل، ومواتيا للفلسطينيين، مع
العلم أن هذه الأحداث تندلع ولدينا وزير حرب هو ذاته رئيس حكومة، ويخوض حملة
انتخابية حامية، وقائد أركان أتم في هذه الأيام شهرين فقط من قيادة الجيش".
كرميت فالنسي من معهد أبحاث الأمن القومي قالت إن
"كوخافي أمامه تحدي انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، رغم الإبقاء على قوة رمزية
صغيرة، وهي بذلك تقدم أخبارا سارة لنظام الأسد الذي سيبذل جهودا إضافية لبسط
سيطرته على البلاد بعد ثماني سنوات من الحرب الداخلية، وانتصاره بدعم من إيران
وروسيا".
وأضافت أن "الخاسر الأكبر من الانسحاب الأمريكي
من سوريا هم الأكراد، الذين خاضوا الحرب الحقيقية ضد تنظيم الدولة، وتمت خيانتهم
من قبل حليفتهم الولايات المتحدة، كما حصل معهم في عدة مرات سابقة، وسيترك الأكراد
يواجهون الأتراك الذين يعتبرونهم جزءا من شبكة إرهابية داخل الأراضي التركية نفسها".
يعكوب كيدمي الرئيس السابق لمؤسسة "نتيف"
لتقوية العلاقات مع يهود الاتحاد السوفييتي السابق قال إن "كوخافي يرى أن
اللاعبين الأساسيين ما زالا في سوريا، وهما روسيا والولايات المتحدة، لكن الأخيرة
خسرت الساحة السورية لأن لديها اهتمامات أكثر في ساحات أخرى من العالم".
وأضاف أنه "بدلا من تمركز القوات الأمريكية في
جارتنا الشمالية، فإنه على المدى البعيد ترى أن الصين هي العدوة الكبرى لها،
والمواجهة مع روسيا تدور في شرق أوروبا، خاصة أوكرانيا وبولندا".
يوسي منشاروف خبير الشؤون الإيرانية قال إن
"الانسحاب الأمريكي من سوريا يترك ظلاله الإيجابية على الأوضاع الإيرانية من
داخل النظام، لأنه يدعم توجهاته التوسعية في المنطقة، في ظل ما يتعرض له من
انتقادات داخلية واسعة بسبب الأثمان التي دفعتها الدولة عقب تدخلها في الحرب
السورية، وفي أعقاب فرض العقوبات عليها مع انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي".
وأضاف أن "الخلية الأضعف في سوريا اليوم هي حزب
الله؛ فالشيعة اللبنانيون يرون في أنفسهم وقودا لمعارك إيران في المنطقة، والحزب
يواجه صعوبات في تجنيد الشبان الصغار، ولديه مشاكل في موازناته المالية".