هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما زال حادث مقتل مواطن كويتي في مصر الأسبوع الماضي يلقي بظلاله على السياحة المصرية، حيث دشن نشطاء كويتيون حملة تدعو إلى مقاطعة السفر إلى مصر؛ بسبب الحوادث المتكررة التي يتعرض لها الكويتيون هناك.
وكان مواطن كويتي ثمانيني، يدعى خالد الريش، قد قتل على أيدي مجهولين في منزله بالقاهرة، ما أثار موجة غضب في الكويت، ودعوات لمقاطعة السياحة في مصر.
وأعلنت السلطات المصرية القبض على المتورطين في الجريمة، وبدء التحقيقات في الحادث.
وبينما اعتبر بعض النشطاء هذا الحادث فرديا، وأنه تم ارتكابه بدافع السرقة، إلا أن كثيرين هاجموا السلطات الكويتية، واتهموها بعدم التحرك بشكل قوي لحماية المواطنين الكويتيين بالخارج، خاصة في مصر، من الاعتداءات المتكررة التي يتعرضون لها، خاصة أن الحادث الأخير يأتي بعد أقل من أربعة أشهر على مقتل مواطن كويتي آخر بمصر.
وكان مواطن كويتي من أم مصرية قد قتل بمنزله بمدينة السنطة التابعة لمحافظة الغربية في كانون أول/ ديسمبر الماضي، حيث عثرت الأجهزة الأمنية على جثته مكبلة اليدين ومشنوقا، وذكرت الداخلية المصرية أنها ألقت القبض على ثلاثة أشخاص اعترفوا بارتكاب الجريمة بدافع السرقة.
استدعاء السفير
وفي سياق ذي صلة، استدعت وزارة الخارجية الكويتية السفير المصري لديها، طارق القوني، لمعرفة آخر ملابسات الحادث، وإبلاغه عزمها إرسال وفد أمني متكامل للمشاركة في التحقيقات الجارية في الجريمة.
من جانبه، طالب نائب مجلس الأمة الكويتي حكومة بلاده بتشكيل فريق لمتابعة القضية، والتحرك لحفظ حقوق المواطنين الكويتيين.
وقالت مصادر دبلوماسية في السفارة الكويتية بالقاهرة، في تصريحات لصحيفة "الأنباء الكويتية"، الأربعاء الماضي، إن السفارة رفعت تقريرا مفصلا حول الجريمة إلى وزارة الخارجية شمل الإجراءات التي تم تنفيذها، والتنسيق مع السلطات المصرية، والاطلاع على سير التحقيقات مع المتهمين.
وأشار إلى أن التحقيقات الأولية كشفت أن الدافع وراء الجريمة هو السرقة، حيث قامت خادمة المواطن الكويتي بقتله بمعاونة ستة من أقاربها داخل شقته بالقاهرة.
#قاطعوا_السياحة_المصرية
ودشن نشطاء كويتيون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج بعنوان #قاطعوا_السياحة_المصرية، تصدّر قائمة الأكثر تفاعلا على تويتر.
وطالب مغردون بالامتناع عن السفر إلى مصر في موسم الصيف المقبل، الذي يعد الموسم الرئيسي للسياحة العربية والخليجية في مصر، معربين عن قلقهم بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
وأكد نشطاء أن السفر إلى مصر أصبح يمثل مخاطرة، مؤكدين أن مقتل المواطن الكويتي ليس حادثا فرديا، بل يعبر عن الحالة الأمنية في البلاد.
وحمّل كثير من النشطاء الحكومة المصرية المسؤولية المباشرة تجاه ما يحدث للمواطنين الكويتيين، خاصة بعد تكرار حوادث الاعتداء عليهم داخل الأراضي المصرية.
وصب ناشطون غضبهم على حكومة بلادهم مما تعرض له كويتيون في مصر، وأكدوا تقصيرها في حماية مواطنيها بالخارج.
وقال المدوِن حمد المطيري: "الدول التي لا تحترم المواطن الكويتي، ولا تحافظ على أمنه، لا بد للشعب من وقفة شجاعة بعدم السفر إليها، أو شراء منتجاتها؛ حتى تعلم أننا شعب متحضر ومتماسك".
وأضاف صاحب حساب "الكويت أولا": "أعطني سببا مقنعا لزيارة مصر وأنا أوافقك، أسعار عنصرية ضد الخليجيين، إجرام وبلطجة وقتل وفقدان للأمان، مخدرات ورذيلة وكباريهات تدعو للفساد، أطعمة مسممة وأغذية لا تصلح للبشر، شعب غير مضياف، وينظر للزائر نظرة استغلال، هذا واقع مصر للأسف".
أما حساب باسم never give up فقال: "أقسم بالله سافرنا دول كثير وما انسرقنا إلا بمصر المحروسة".
استغلال شعبي ورسمي
وتعليقا على هذا الموضوع، قال الخبير الاقتصادي، مدحت أبو اليزيد، إن السياحة المصرية بالكاد بدأت تتعافى من الأزمة الحادة التي تمر بها منذ عدة سنوات، وليست في حاجة إلى أي أزمات جديدة من هذا النوع.
وأضاف أبو اليزيد، في تصريحات لـ"عربي21"، أن صناعة السياحة من القطاعات الاقتصادية الهشة والحساسة، حيث تتأثر بشدة بأي أحداث سياسية أو اجتماعية أو أمنية، مشيرا إلى أن الإحساس بالأمان هو عصب السياحة في أي مكان بالعالم، وإذا فقد هذا الإحساس فلن يأتي أي سائح أجنبي لزيارة البلاد.
وتابع: "على الرغم من أن حادثتي قتل المواطنين الكويتيين في مصر تندرجان تحت بند الحالات الفردية، ولا يشكلان ظاهرة، إلا أنهما أثارا غضبا شعبيا في الكويت، وهو الأمر الذي لا يمكن تجاهله أو التقليل من شأنه، لأن الشعوب إذا فقدت الرغبة في زيارة بلد معين، لأي سبب، لا يمكن إجبارها على ذلك، مهما كانت العلاقات الرسمية بين حكومتي البلدين قوية.
وأوضح أن السياح العرب، والخليجيين بشكل خاص، يشتكون أيضا من عدة أمور سلبية أخرى تحدث لهم في مصر، من بينها الاستغلال والنصب الذي يتعرضون له كثيرا من جانب غالبية المواطنين الذين يتعاملون معهم.
وأكد أن الأمر لا يتوقف عن المستوى الشعبي، بل يمتد إلى الأجهزة، حيث تعاملهم الحكومة هي الأخرى معاملة سيئة، حينما تفرض أسعارا عالية بالمناطق السياحية والمزارات والفنادق، بحيث يوجد فرق كبير في هذه الأسعار بين المصريين والأجانب، مشيرا إلى أن هذه الطريقة لا توجد في أي مكان آخر في العالم، حسب قوله.