هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أدان حزب العدالة والبناء في ليبيا، تحرك القوات الموالية لخليفة حفتر باتجاه غرب البلاد، وعدّ ذلك مغامرة من شأنها إثارة الفوضى وفرض واقع بالسلاح.
واعتبر رئيس حزب العدالة والبناء، المقرب من الإخوان، محمد صوان في حديث مع "عربي21"، أن التحرك العسكري الذي بدأته القوات الموالية للواء الليبي المتقاعد من شأنه التشويش على تطلع الليبيين لعقد الملتقى الوطني الجامع ومساعي بعثة الأمم المتحدة لإنجاح هذا المؤتمر وصولا لتسوية سياسية تحلحل الأزمة.
وقال صوان: "ندين ونرفض هذه التحركات التصعيدية التي تعرقل جهود جميع الأطراف لإيجاد تسوية سياسية والحفاظ على المسار السياسي والتداول السلمي للسلطة، الذي يخنق أنفاس العسكر والدكتاتورية، ويخشاه كل مغامر يطمع في القفز على الحكم من على ظهر دبابة".
إقرأ أيضا: حفتر يسيطر على مدينة قريبة من طرابلس ويهدد بصراع جديد
واعتبر صوان أن "تحركات حفتر مرتبطة بالملتقى الوطني الجامع المزمع عقده منتصف نيسان (ابريل) الجاري وذلك بسبب ما وصل لحفتر من شبه إجماع بين الأطراف الأساسية التي سوف تحضر المؤتمر على رفض عسكرة الدولة وضرورة إعادة بناء وتوحيد المؤسسة العسكرية تحت السلطة المدنية".
وأضاف: "الجميع يعلم أن حفتر اختطف البرلمان من سنوات واستطاع إعاقة تنفيذ الاتفاق السياسي بدعم اقليمي معروف وتواطؤ دولي".
وحذّر صوان "من أي مغامرات لفرض واقع بقوة السلاح"، وقال: "نؤكد على عدم صحة ما تتداوله بعض وسائل الإعلام بخصوص إبرام الحزب لصفقات من شأنها أن تهدد ولو من بعيد قيام الدولة المدنية أو تسمح لشبح عسكرة الدولة والدكتاتورية أن تطل بوجهها القبيح من جديد".
وأكد صوأن أن حزبه لن يقبل بالاحتكام للسلاح في فرض الأمر الواقع، وقال: "لن نفرط في تضحيات الشعب الليبي، ونحن حزب سياسي؛ عدتنا بطبيعة الحال هي السياسة والتفاوض والحوار، أما من يصر على استخدام السلاح؛ فلا شك أن هناك جهات رسمية ستواجهه بوسائل مكافئة ونحن داعمون لها".
وطالب صوان كل الدول وبعثة الأمم المتحدة التي تدفع باتجاه التسوية السياسية السلمية ويهمها أمن وإستقرار ليبيا أن تتخذ موقفا واضحا من هذا التصعيد العسكري الخطير.
وأضاف: "مصداقية المجتمع الدولي وبعض الدول خاصة على المحك الآن"، على حد تعبيره.
وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، قد طالب في رسالة إلى رئيس الأركان العامة التابع لحكومة الوفاق، وإدارة الاستخبارات العسكرية، بـ"اتخاذ الإجراءات العاجلة بتكليف رئاسة أركان القوات الجوية بتنفيذ طلعات جوية واستعمال القوة للتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية".
وذكرت صحيفة "بوابة الوسط" الليبية، أن "السراج أرسل برقية إلى أمراء المناطق العسكرية (سبها، والمنطقة الغربية، والوسطى، وطرابلس الكبرى) برفع درجة الاستعداد القصوى، وإعادة تمركز وحداتهم، لضمان تنفيذ التعليمات واستعمال القوة إذا تطلب الأمر، للتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية".
جاء ذلك عقب إعلان قائد خليفة حفتر، تحريك بعض وحداته إلى المنطقة الغربية، ووصول القوات لمدينة غريان، وفق الناطق باسم الجيش العميد أحمد المسماري.، ثم ما تلا ذلك من تسجيل صوتي لخليفة حفتر يأمر فيه الجيش بدخول العاصمة طرابلس، ويطلب من أهل العاصمة إلقاء السلاح ورفع الراية البيضاء.
ويأتي هذا التحرك العسكري بينما تستعد بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لتنظيم مؤتمر وطني منتصف الشهر الجاري لبحث التسوية السياسية وصولا إلى الانتخابات. كما تأتي هذه التحركات بينما تنشغل الجزائر بوضعها الداخلي، بعد أن كانت تقود بمعية تونس ومصر جهدا ثلاثيا لدعم التسوية السياسية في ليبيا.