هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلتها بيل ترو، من دالية الكرمل في حيفا، تتحدث فيه عن مواقف الفلسطينيين في داخل إسرائيل.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الفلسطينيين في داخل إسرائيل مصممون على مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية، التي ستجري يوم الثلاثاء.
وتقول ترو: "بعد عام صعب، وقبل الانتخابات العامة في إسرائيل يوم الثلاثاء، يقول الكثير من أبناء الأقلية العربية إنهم يرفضون التصويت في انتخابات يتوقع فيها إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو".
وتلفت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين، البالغ عددهم 1.9 مليون نسمة، يشكلون نسبة 20% من عدد السكان، مشيرة إلى أن هناك انطباعا يسود داخل المجتمعات الدرزية وبقية المجتمعات العربية لمقاطعة الانتخابات، ففي بلدية دالية الكرمل الدرزية قدم رئيس بلديتها صورة عن الفوارق في الخدمات التي تحصل عليها بلدته مقارنة مع تلك المقدمة للبلدات التي يعيش فيها اليهود.
وينقل التقرير عن رفيق حلبي، الذي قاد سيارته من دالية الكرمل إلى يوكنعام عيليت، قوله إن الفرق هو "مثل السفر من بنغازي إلى لندن"، فبلدة يوكنعام عيليت كانت بلدة فقيرة وتحولت الآن لمركز تجاري مزدهر فيه مصانع ومجمعات تجارية، إلا أن حلبي لم يحصل على الميزانية ذاتها ليقدم الخدمات لمواطني بلدته.
وتورد الكاتبة نقلا عن مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الليكود إيلي حزان، قوله إن الميزانية التي خصصها الحزب للاستثمار في القطاع العربي، وهي 15 مليار شيكل، "هي أكبر التزام في تاريخ إسرائيل".
وتقول الصحيفة إن الفوارق في الخدمات هي واحدة من المظالم التي يتحدث عنها المواطنون العرب في إسرائيل، وتوقع حلبي أن يصوت في الانتخابات نصف سكان بلدة دالية الكرمل، التي تبعد عن تل أبيب 80 كيلومترا، وقال: "نشعر بالخيبة من سياسات الحكومة، ودفعنا التزاماتنا كلها ولم نحصل على أي شيء مقابل ذلك".
وينوه التقرير إلى أن حكومة نتنياهو صادقت على قانون الدولة القومية اليهودية، الذي وصف "بتشريع التمييز العنصري"، مشيرا إلى أن حلبي مع سكان بلدته يرون أن التشريع خفض وضعهم لمواطنين من الدرجة الثانية، فيعرف القانون إسرائيل بالدولة اليهودية، ويشجع على بناء مستوطنات يهودية، وينزل من درجة اللغة العربية، ويعد حق تقرير المصير أمرا خاصا باليهود فقط.
وتفيد ترو بأن نتنياهو كتب في آذار/ مارس على "إنستغرام" أن إسرائيل ليست لمواطنيها كلهم، ما أثار مزيدا من الغضب، لافتة إلى أن المواطنين العرب في إسرائيل هم من أبناء الفلسطينيين الذين بقوا في بيوتهم بعد إنشاء إسرائيل، أو النازحين في أراضيهم.
وتستدرك الصحيفة بأن الدروز، الذين يعدون طائفة إسلامية مختلفة عن الغالبية السنية، طالما خدموا في الجيش الإسرائيلي، وأعلنوا ولاءهم للدولة، وقال حلبي: "الإهانة التي تعرض لها العرب الإسرائيليون قوية"، وأضاف: "بنوا الدولة، ويخدمون في الجيش، ويعملون في المستشفيات كلها، ومع ذلك ترفض دولة إسرائيل الاعتراف بهذا"، مشيرا إلى أنه يعتقد بأن تحدث مقاطعة قوية للانتخابات في دالية الكرمل، حيث يشعر السكان بالخيبة.
وبحسب التقرير، فإن منافس نتنياهو، قائد الجيش السابق بيني غانتس يأمل في مشاركة البلدة التي زارها، وعلى قائمته المذيعة التلفازية السابقة غدير مريح، وهي من دالية الكرمل، لكن حلبي قال إن غانتس تجاهل الأسئلة حول إلغاء قانون الدولة القومية إن وصل إلى السلطة، مفضلا القول إنه يؤمن بالمساواة، وأضاف حلبي: "قد نشاهد مقاطعة كبيرة هذا العام، ويعد قانون الدولة القومية العامل الأهم في تأثيره على الناخبين في هذه البلدة، وكذلك العنصرية التي لم ير مثلها في الانتخابات".
وقال حلبي للصحيفة إن بعض أشرطة الفيديو التي استخدمت في الحملات الانتخابية تهين العرب، وتشيطنهم، وتحولهم إلى "أعداء" للدولة.
وتشير الكاتبة إلى أن أنصار حزب الليكود هتفوا "بيبي أو طيبي" في إشارة للقب نتنياهو وعضو الكنيست العربي أحمد الطيبي، الذي يستهدفه أنصار الليكود بصفته عدوا في الانتخابات، بالإضافة إلى أن حملات الدعاية الانتخابية ركزت على العرب، ففي فيديو دعائي "غريب" يتم خطف زوج النائبة في الكنيست عنات بيركو على يد زوجها وهو يرتدي ملابس عربية.
وتذكر الصحيفة أن فيديو آخر أظهر عضوا آخر عن الليكود وهو أورين حزان، يردي النائب العربي جمال زحالقة بإطلاق النار عليه، وأثار هذا الشريط موجة من الاحتجاجات لتحريضه على القتل، مشيرة إلى أن نتنياهو حرض على العرب في عام 2015، وطالب بقية الناخبين بالذهاب لصناديق الاقتراع؛ لأن الحكومة باتت مهددة من الناخبين العرب، الذين انطلقوا للتصويت جماعات.
وبحسب التقرير، فإن أسئلة متعلقة بالانتخابات لمواطنين في دالية الكرمل لقيت لامبالاة، وقال بعضهم إن قانون الدولة القومية هو بمثابة صيحة تحذير، فيما علق سائق حافلة قائلا: "نشعر بالخذلان وقدمنا كل شيء لهذا البلد وردوا بجعلنا مواطنين من الدرجة الثانية".
وتورد ترو عن صاحب محل اسمه رفيق، قوله: "أصبح البلد متطرفا ومعاديا للعرب بشكل صارخ، وعادة ما أصوت للأحزاب العربية ولم تقدم لنا شيئا، فلماذا أذهب لصناديق الاقتراع؟"، وتقول رؤى إنها كونها درزية فإنها لم تشعر بالاستياء مثل اليوم وتضيف: "كوننا دروزا، ذهب رجالنا إلى الجيش وماتوا من أجل هذا البلد، وهذا هو ردهم، وكوني امرأة فلا حق لي".
وتقول الصحيفة إنه في حيفا، المدينة الخليطة من العرب واليهود، يعرف الكثير من سكانها أنفسهم بأنهم فلسطينيون، ويقوم الناشطون بتوزيع لافتات "الحملة الشعبية لمقاطعة انتخابات الكنيست الصهيوني".
وينقل التقرير عن الطالب من حيفا جول إلياس، قوله: "هذه محاولة لمقاطعة الجسد الذي يحاول وبنشاط محو هويتنا الفلسطينية"، فيما تقول صاحبة محل حلويات في المدينة إن معظم الناس قد سئموا، "فأي طرف تصوت له لا يجلب إلا تغييرا قليلا، بل وساءت الأمور".
وتلفت الكاتبة إلى أن الساسة العرب دعوا مواطنيهم للتصويت؛ خشية أن تؤثر خيبة الأمل على حضورهم القليل في الكنيست المكون من 120 نائبا، مشيرة إلى أن مغني الراب من فرقة "دام" تامر نفار وضع شريطا، قال فيه: "إما أن نصوت أو نطرد من بلادنا".
وتذكر الصحيفة أن الأحزاب العربية دخلت في الانتخابات الماضية ضمن قائمة موحدة، وفازت بـ 13 مقعدا في الكنيست، بشكل جعل النواب العرب القوة الثالثة فيه، لافتة إلى أن هذه القائمة انقسمت وسيدخل المرشحون ضمن قوائم مختلفة، ما سيؤثر على تأثيرهم في الكنيست.
ويفيد التقرير بأنه من المتوقع أن تصل نسبة المشاركة العربية إلى 50%، وهي أقل من عام 2015، حيث وصلت المشاركة إلى 72%، لافتا إلى أن أحمد الطيبي من حزب "تعال"، الذي تحالف مع أيمن عودة من حزب حداش، اعترف بأن الأحزاب العربية ستخسر مقاعد في هذه الانتخابات، لكنه شجع المواطنين على التصويت، وقال: "رفض المشاركة لن يساعدنا على إحداث تغيير".
وتقول ترو إن الطيبي يشعر أن حملة الليكود نزعت عنه الإنسانية وشيطنته، بما في ذلك تصريحات وزيرة الثقافة ميري ريغيف، بعدما التقى في شباط/ فبراير مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقالت ميري إن الطيبي لا يستحق الجلوس في الكنيست، فيما قال الطيبي: "تم استفزازي وتهديدي عبر (فيسبوك)".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول النائب الدرزي أكرم حسن من حزب "كلنا" إن المشاركة ضرورية، وأضاف: "أشعر بالقلق ونحن بحاجة لهذه الانتخابات لتغيير الوضع، مثل قانون الدولة القومية، وليس لدينا برلمان للقيام بعمل هذا الأمر".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)