هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتقد عضو المكتب السياسي لحركة "النهضة" التونسية، محمد القوماني ما وصفه بـ "الهجوم"، الذي قال بأن "كاتبا أردنيا شنه اليوم ضد حركة النهضة وزعيمها الشيخ راشد الغنوشي، للتأثير على موقفه وموقف الحركة من الانتخابات الرئاسية المرتقبة نهاية العام الجاري".
وجاءت تصريحات القوماني لـ "عربي21"، تعليقا على مقال نشره اليوم الوزير الأردني السابق، صالح قلاب، في صحيفة "الرياض" السعودية، رأى فيه أنه و"بعد انهيار البورقيبية وانشطار حزبها، حزب نداء تونس، الذي أوصل الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي إلى موقع رئيس الجمهورية فإن طريق الغنوشي إلى الحكم غدت سالكة لكنها ليست آمنة".
وأكد القوماني، أن حركة "النهضة تحتفظ بعلاقات إيجابية مع السعودية، وهي حريصة على استمرار هذه العلاقة".
وقال: "لقد دُعي رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي لأداء فريضة الحج وتم استقباله من طرف الملك سلمان، كما دعت السعودية الأمين العام للحركة زياد العذاري لزيارة السعودية مع وفد رئيس الحكومة يوسف الشاهد قبل أشهر قليلة".
وأضاف: "في الخليج كما في غيره، يوجد أنصار للتجربة التونسية حريصون على استقرارها ونجاح نموذجها، وهناك من يناصب العداء لهذه التجربة ويعملون على عرقلتها. ونحن نميز بين المواقف الرسمية للسعودية، وبين بعض الإشارات التي تحصل هنا وهناك، ونحن مع حرية التعبير، ونقرأ الرسائل التي تأتينا جيدا".
واعتبر القوماني أن "هجوم قلاب على رئيس حركة النهضة وتقديم سيرة ذاتية غير دقيقة له، تندرج ضمن رسائل التخويف من النهضة، ومحاولة استبعاد حق الغنوشي الدستوري في أن يترشح لأي منصب عام، بما في ذلك منصب رئاسة الجمهورية".
وأضاف: "التونسيون هم أصحاب القرار وهم من سيختارون رئيسهم بحرية تامة وشفافة".
ورأى القوماني، أن ما جاء في مقال القلاب، الذي يعتبر مقربا من دوائر القرار في السعودية، وقد شغل منصب مدير عام قناة العربية الإخبارية التي تبث من الإمارات، حول سيرة الغنوشي تنقصه الدقة.
وقال: "هذه السيرة الذاتية للشيخ راشد الغنوشي ليست على درجة كبيرة من الدقة، وفيها إيحاءات تنال من اختيارات الغنوشي المبكرة الفكرية والسياسية، وهذا ليس موضوعيا. الغنوشي كتبت عنه رسائل وكتب عديدة يمكن الرجوع إليها".
وأشار القوماني إلى أن محاولة الربط بين النهضة وعمليات الاغتيال السياسي أيضا غير صائبة وهي ذات إيحاءات سياسية للتأثير على خيارات النهضة السياسية.
وقال: "لقد أصبح من المؤكد أن المستفيد من الاغتيالات التي جرت في تونس هم أعداء النهضة الذين أرادوا إجهاض تجربتها في الحكم، والرصاص الذي أصاب الشهيدين بلعيد والبراهمي، إنما في الحقيقة أصاب الترويكا والنهضة التي كانت تقود الحكم، سواء في عهد الجبالي أو العريض".
وتابع: "لا يخلو حديث قلاب من إيحاءات في علاقته بالمشهد السياسي الحالي، واحتمالات ترشح رئيس حركة النهضة للانتخابات الرئاسية، في حين عبر الغنوشي عن عدم رغبته في ذلك منذ مدة، وأنه لا يتطلع إلى منصب رئاسة الجمهورية، لكن الأمر لم يُحسم بعد في مؤسسات الحركة واحتمالات ترشيحه لا تزال قائمة"، على حد تعبيره.
إقرأ أيضا: الغنوشي يحسم موقفه من الترشح لرئاسة الجمهورية (شاهد)
وكان قلاب، قد أوضح في مقاله بصحيفة "الرياض" السعودية، أن السبب في عدم أمان الغنوشي في حكم تونس، إلى أن "حزبه النهضة، غدا متهماً بالتورط بالإرهاب وبالاغتيالات السياسية والتخلص من زعيم حزب الوطنيين الديموقراطيين شكري بلعيد الذي كان هو وحزبه يشكلان الخطر الفعلي على حزب النهضة وعلى التطلعات الغنوشية"!.
وقدم قلاب صورة مختزلة عن الغنوشي، وذكر أنه "بدأ مسيرته السياسية المتقلبة بالناصرية وانتهى إلى الإخوان.
ووفق قلاب فإن "الغنوشي، أصبح بدعم ومساندة الشيخ عبدالفتاح مورو، زعيماً لتنظيم سياسيٍّ نشطٍ وفعال ومؤثر أخاف السلطات التونسية وبخاصة في عهد زين العابدين بن علي، الذي كان قد أطلق سراحه وأفرج عنه بعد حكم بالإعدام تم تخفيفه إلى المؤبد، وحيث انتقل في البدايات إلى لندن وبعدها إلى عواصم كثيرة وإلى أن استقر في الخرطوم في استضافة الدكتور حسن عبدالله الترابي، الذي فتح له باب الإخوان المسلمين فأصبح وبسرعة البرق أحد رموز شيوخ التنظيم العالمي، وبالتأكيد إلى الآن ورغم ادعائه بأنه قد غادرهم وافترق عنهم"، على حد تعبيره.
«الغنوشي»!
صالح القلابhttps://t.co/E9OV86WsUr
— جريدة الرياض (@AlRiyadh) April 29, 2019