كشف معارض سوري في حديثه لـ"
عربي21 " عن وجود تفاهم بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا على قوات
سوريا الديمقراطية التي تشكل
الوحدات الكردية القوة الرئيسية فيها، عن الحدود السورية التركية بمسافة 32كم.
وأكد المتحدث باسم “مجلس القبائل والعشائر السورية” “مضر حماد الأسعد” أن المحادثات الأميركية التركية التي وصفها بـ”الطويلة والشاقة” خرجت بعدة نتائج أولها إبعاد مسلحي قوات سوريا الديمقراطية “قسد” عن الحدود.
وبحسب الأسعد فإن المنطقة ستكون خالية نهائيا من كافة العناصر المسلحة وتكون بديلا عنها نشر دوريات مشتركة أمريكية تركية على طول الحدود التركية السورية حوالي 800 كم، وذلك ريثما يتم تشكيل شرطة ومجالس مدنية محلية لإدارة المناطق التي جرى حولها التفاهم مع عودة اللاجئين السوريين.
وأكد الأسعد في حديثه لـ"
عربي21"، أنه وفور تطبيق هذه الخطوة سينتقل التفاهم الأمريكي التركي إلى خطوته الثانية المتضمنة تطبيق الإجراءات السابقة، وبحسب “الأسعد” فإن من ضمن هذه الإجراءات إبعاد القوات الحكومية السورية من المنطقة الشرقية وجعلها منطقة نفوذ أمريكي تركي فقط.
من جانبه أشار المحلل السياسي السوري أسامة بشير إلى أن طرح إبعاد الميليشيات الكردية مسافة 32كم ليس جديدا، وإنما قديم يعاد تجديده وتفعيله الآن، معتبراً أن الجديد في تلك المنطقة هو تسيير الدوريات المشتركة.
واستبعد في حديثه لـ"
عربي21"، أن تكون تلك المناطق خارجة عن سيطرة النظام، متوقعاً أنه سيملأ هذا الفراغ بالسيطرة على حقول النفط، التي سلمتها أمريكا لقسد، منوها إلى أن الدوريات المشتركة هي ليست بديلا ولا بد من وجود بديل على الأرض، حيث أن تلك المناطق ستكون تابعة لتركيا وأمريكا، إلا أنه لا بد من وجود إدارة لإدارة شؤون المواطنين، وإدارة حقول النفط.
ويعتقد بشير أن ما يحصل في الشمال ليس بعيدا عما يحصل في الشرق، حيث يعمل النظام لإعادة الشمال لسيطرته، بالاضافة إلى أنه ربما تعود حقول النفط لإدارة النظام، مقابل حصة للأكراد، إلا أن السؤال هل هذه الإدارة التي يزمع تشكيلها لإدارة شؤون المناطق، ممن ستتشكل ولمن تابعة، فهل ستكون إدارة كردية أم مشتركة، أم إدارية من قبل النظام؟
يشار إلى أن صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية كانت قد نشرت في وقت سابق، عن مفاوضات تجريها “الولايات المتحدة” و”
تركيا” لتسيير دوريات مشتركة في “منطقة آمنة” بعمق 32 كم على طول الحدود السورية التركية، حيث نقلت الصحيفة عن مسؤولين من البلدين لم تكشف عن هويتهم أن المقترح الذي يتم التفاوض حوله يقضي بانسحاب “قسد” من المنطقة المتفق عليها.