هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار استمرار مخاوف رئيس سلطة الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، من جماعة الإخوان المسلمين التي قام بحظرها وسجن قياداتها ورموزها، وملاحقتهم بالخارج، تساؤلات بشأن أسباب تلك المخاوف التي لا تنتهي بعد سنوات من التنكيل والقمع ومصادرة الأموال والممتلكات.
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مسؤول أمريكي قوله: "إن السيسي طلب من ترامب حظر جماعة الإخوان أثناء زيارة واشنطن قبل ثلاثة أسابيع".
وحذرت الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون العربية، شمريت مائير، في مقابلة مع صحيفة معاريف، من أن "جماعة الإخوان ما زالت تشكل تهديدا على السيسي، وتعتبر ظاهرة قوية في مصر".
وتوقعت أنه "في حال دخل أفراد وعناصر الإخوان المسلمين أي عملية انتخابية، فإنهم يفوزون فيها، ولذلك فإن النقاش حول تصنيف الإخوان المسلمين يحوز على نصيب وافر من مداولات الرأي العام الأمريكي".
تمرض لا تموت
وعلق القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أشرف عبدالغفار، بالقول إن "جماعة الإخوان جماعة كبيرة وممتدة الجذور في كل مكان، وفكرها أكبر منها، والسيسي يعلم أنها سقطت في كبوة، ولكنها تملك من العقول والكوادر القادرة على أن تتجاوز بهم محنتها، وتقف حائط صد منيع ضد مخططات السيسي ومثلث الشر".
وأضاف لـ"عربي21" أن "مثلث الشر (مصر، السعودية، الإمارات) يعلم تمام اليقين أن الحركة الإسلامية تمرض ولكنها لا تموت، وأنها بقيادة واعية مدركة للأخطار التي تواجهها، وقادرة على اغتنام الفرص التي أمامها تستطيع أن تغير المشهد عما هو عليه 180 درجة".
اقرأ أيضا: "كارنيغي": هذه أسباب بقاء وصمود الإخوان رغم القمع
وأشار إلى أن "الحراك الثوري الذي خفت في المنطقة ثم عاد إلى مناطق أخرى، هو أفضل بيئة حاضنة لاستعادة الإخوان لنفسها، ووجود تحديات أمامها في أجواء ثورية سيعيدها إلى قيادة الشعوب بوجه جديد وكوادرر قادرة على التغيير، كل هذا السيسي يعلمه تماما ويخشاه هو ومثلث الشر".
واستبعد عبدالغفار "أن ينجح السيسي بمساعدة مثلث الشر وترامب واليمين المتطرف في الغرب في إنهاء وجود أو دور جماعة الإخوان سواء في مصر أو في غيرها من بقاع العالم"، مشيرا إلى قول حسن البنا: "نحن روح جديدة تسري في جسد هذه الأمة".
سر قوة الجماعة
ويقول السياسي المصري، الرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، محمد شريف كامل، "أولا يجب أن نقر بأن المنطقه العربية تواجه مخططا لإعادة ترسيم الحدود، وتوزيع الثروات لضمان تحقيق مشروع ما يعرف باسم "صفقة القرن" من خلال حكم فاشي بالمنطقة لا تجرء معه الشعوب رفض ذلك المشروع الذي في ظاهره بعض أشكال الإزدهار الاقتصادي الطفيلي المحدود، وباطنه تصفية القضية الفلسطينية".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "أما على المستوى المصري المحلي فالوضع بالنسبه للسيسي حرج، فرغم استكماله الأشكال الديمقراطية، وتزويره الاستفتاء على بقائه في الحكم، فالعالم كله يعلم أن قوى الرفض لشرعيته المزيفة قادرة على تعكير صفو عرسه بأمور قد يراها البعض صغيرة ولكنها كبيرة في التأثير في الداخل وتفقده القدرة على السيطرة الكاملة".
وخلص إلى القول أن: "الإخوان هم القوة السياسيه الوحيدة التي لها وجود على الأرض، وقادرة على التضحية لإيقاف ذلك المشروع؛ لذا فإن رعاة المشروع يجدون أنه باعتبار الإخوان منظمه إرهابية فإن السيسي وشركاءه في المنطقة بمقدورهم إيقاف تلك القوة وإخضاع الشارع العربي بالكامل بل وإعطائهم الضوء الأخضر للتعامل مع الرافضين بكل أشكال القهر والإجرام بلا مساءلة".
اقرأ أيضا: "كارنيغي": 9 أسباب تجعل من الخطأ تصنيف الإخوان منظمة إرهابية
صراع أكبر
ويرى الباحث والمحلل السياسي، حاتم أبو زيد، أن "السيسي كاللص يظل دائما متخوفا من صاحب الحق بغض النظرعن قوته وضعفه؛ ولذا هو يسعى للتخلص من كل أثر يذكره بجريمته، بجانب أن السيسي أسوأ من اليمين المتطرف فهو يحمل عداء وبغض للإسلام كدين، وفي سبيل ذلك يرى ضرورة إبادة كل من يحمل فكرا إسلاميا لا يتفق مع رؤيته المنحرفة للإسلام".
وأضاف لـ"عربي21" أن "السيسي قد ينجح في القضاء على جماعة الإخوان، وقد فعلها عبد الناصر قبله ونجح، والجماعة التي خرجت في السبعينيات بعد هلاك عبدالناصر تختلف كثيرا عن الجماعة الأم، والكثير من أفرادها تأثر بالفكر الجديد الذي أنتجه كتاب دعاة لا قضاة المنسوب لمرشدها حسن الهضيبي في ذلك الوقت".
وأعرب عن اعتقاده أن "السيسي قد تنجح محاولته، لكنه لن ينجح في أن يصبح صاحب شرعية، ولن ينجح في القضاء على التيار الإسلامي، فالمشروع الذي يحاربه السيسي ليس مشروع جماعة الإخوان بل مشروع التحرر والاستقلال الذي يسعى إليه الشعب المصري والسيسي يهرب من ذلك بمحاولة تقزيم الأمر وقصره على أنه صراع مع جماعة".