هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يشير توسيع روسيا لدائرة القصف الذي تتعرض له مناطق في إدلب وأرياف حماة وحلب المتصلة بها، والدعم التركي المقابل لفصائل المعارضة، إلى تعاظم التحدي التركي الروسي في الملف السوري.
وعلى ضوء التطورات الأخيرة، التي تهدد بانزلاق المشهد نحو مواجهة مفتوحة بين فصائل المعارضة المدعومة تركيا، وقوات النظام المدعومة روسيا، لا يستبعد مراقبون للوضع السوري أن تقدم أنقرة على تقديم المزيد من الدعم للمعارضة، وذلك لصد هجمات النظام المركزة.
وفي هذا الصدد، شدد الكاتب الصحفي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، في حديثه لـ"عربي21" على أن تركيا لن تسمح بسقوط إدلب، وسيطرة النظام والروس عليها، مرجعا ذلك إلى أن "سقوط إدلب يعني سقوط عفرين ودرع الفرات".
وأضاف أن هذا يعني القضاء على أي دور لتركيا في الموضوع السوري، موضحا أن تركيا ستكون عرضة لأزمة لاجئين ونازحين كبيرة على حدودها، مع عدم إمكانية ضبط الحدود وحدوث اختراقات للحدود من قبل لاجئين جدد أو من قبل تنظيمات إرهابية.
اقرأ أيضا: أكثر من 20 قتيلا مدنيا بقصف للنظام السوري على إدلب
وتابع أوغلو قائلا: "إن ذلك يعني الإخلال بالأمن داخل تركيا"، مشيرا إلى الدعم اللوجستي والاستخباراتي والعسكري الذي تقدمه تركيا لفصائل المعارضة.
وبسؤاله عن الخطوات المحتملة التي ستقدم عليها تركيا، في حال استمرار التصعيد، قال: للآن تمارس تركيا سياسة ضبط النفس، بهدف عدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة، أو ما يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع الروس.
واستدرك بقوله: "لكن الروس يحاولون بكل الوسائل والطرق واستخدام كافة أنواع الأسلحة لتحقيق شيء على الأرض، ما يجعل القول الفصل لثبات فصائل المعارضة على الأرض".
ومبقيا الاحتمالات مفتوحة، أضاف: "لا يمكن لأحد حاليا تخمين إلى ما ستؤول إليه الأمور، لكن المعارضة بثباتها وصمودها، ستخلط الأوراق على روسيا والنظام، وقد ينقلب السحر على الساحر قريبا".
وقال المحلل السياسي، الدكتور مأمون السيد عيسى، إن "تركيا باتت تشعر بخيبة أمل من السلوك الروسي في محيط إدلب، والعلاقات فيما بينهما دخلت مرحلة من التحدي".
وأكد لـ"عربي21" أن تركيا بدأت بالرد على التحدي الروسي من خلال، تزويد الفصائل بالصواريخ المضادة للدروع، وبكميات كبيرة، مع التنازل عن الشروط السابقة لاستخدامها، أي التقنين في استخدامها.
وإلى جانب العربات المدرعة الحديثة التي تم تزويد الفصائل بها، أشار السيد عيسى إلى دخول "منظومات تشويش" على المناطق الساخنة والمشتعلة، معتبرا أنه "لذلك تقصف الطائرات الروسية المناطق المدنية البعيدة عن خطوط الجبهات".
ورجح الباحث والكاتب السوري، فراس فحّام، أن يستمر التصعيد الروسي لفترات إضافية أخرى، مع إمكانية فتح محاور قتال جديدة ضد فصائل الشمال السوري وتحديداً في جنوب وغرب حلب.
اقرأ أيضا: "كفرنبودة" توحد فصائل بشمال سوريا باجتماع لأول مرة لقادتها
وأضاف في مقال نشره على "تلفزيون سوريا" واطلعت عليه "عربي21"، أن روسيا ستواصل قضم أكبر جزء ممكن من المنطقة المنزوعة السلاح، والتعويض عن التعثر في ريف حماة الشمالي والتوقف عند حدود كفرنبودة، لكن دون التورط في حرب مفتوحة وطويلة الأمد، إلا أن موسكو قد تفكر في أبعد من المنطقة المنزوعة السلاح في حال لم تجد رد فعل قوي من تركيا والفصائل العسكرية في إدلب وريف حلب.
وعن أسباب التصعيد الروسي، أشار فحّام، إلى غضب روسيا من وصول المفاوضات بين تركيا والولايات المتحدة حول منطقة شرق الفرات إلى مرحلة متقدمة، وكذلك إلى رغبة موسكو سحب أوراق مهمة من يد الفصائل العسكرية في شمال سوريا، والمتمثلة في استهداف مطار حميميم والأهداف العسكرية المحيطة بغرب حلب.
وأضاف، أن لدى روسيا رغبة بالضغط العسكري من أجل الحصول على ليونة في الموقف التركي بما يخص فتح الطرقات الدولية التي تصل إلى حلب ودمشق وحلب واللاذقية.