هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعدته مراسلتها روث مايكلسون، تقول فيه إن جماعة الإخوان المسلمين اتهمت الحكومة المصرية باغتيال أول رئيس مصري ينتخب بطريقة ديمقراطية بسبب الإهمال الطبي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن محمد مرسي سقط مغشيا عليه في قاعة المحكمة، بعد ستة أعوام من إجباره على الخروج من السلطة في انقلاب دموي.
وتلفت مايكلسون إلى أن مرسي، الذي يعد من قادة الإخوان المسلمين البارزين، كان في المحكمة لمحاكمته في قضية تتعلق بالتجسس عندما أغمي عليه ومات، بحسب الإعلام الرسمي.
وتنقل الصحيفة عن صحيفة "الأهرام" شبه الحكومية ما نشرته، قائلة: "بعد تعليق الجلسة أغمي عليه ومات ونقل جسده إلى المستشفى"، في إشارة إلى إعادة المحاكمة التي حضرها يوم الاثنين في قضية التخابر مع حركة حماس الفلسطينية.
ويورد التقرير نقلا عن النائب العام المصري نبيل صادق، قوله إن وفاة مرسي (67 عاما) أعلنت في حال وصوله إلى المستشفى بعد الإغماءة التي أصابته داخل "قفص" المتهمين في قاعة المحكمة، وأضاف أن ظروف الوفاة يتم التحقيق فيها، "لكن لا توجد جروح واضحة على جسد المتوفى".
وتنوه الكاتبة إلى أن وكالة أنباء "فرانس برس" نقلت عن محاميه أسامة الحلو، قوله: "سمعنا خبطات على زجاج القفص من السجناء الآخرين، وبعد ذلك صرخات بأن مرسي مات".
وتقول الصحيفة إن رد فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان غاضبا على الأخبار التي نقلت وفاة مرسي، قائلا: "لن ينسى التاريخ هؤلاء الطغاة الذين تسببوا بوضعه في السجن وهددوا بإعدامه".
ويشير التقرير إلى أن مرسي أصبح أول رئيس مصري منتخب عام 2012 بعد الثورة التي أطاحت بالديكتاتور حسني مبارك، وكان وصوله يمثل ذروة قوة جماعة الإخوان المسلمين التي ظلت محظورة ولسنوات طويلة.
وتستدرك مايكلسون بأن فترة مرسي في الحكم كانت قصيرة، حيث خرجت التظاهرات مرة أخرى إلى الشوارع ضد مرسي مطالبة بانتخابات جديدة، وسيطر الجيش على السلطة في انقلاب في 3 تموز/ يوليو 2013، وجلب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، الذي قام بصفته رئيسا بحملة قمع واسعة ضد الإخوان المسلمين وأي شخص يشتبه بدعمه للإخوان التي حظرت جماعتهم واعتبرت إرهابية.
وتفيد الصحيفة بأن مرسي اعتقل بعد الانقلاب، وواجه ثلاث محاكمات واتهامات بتسريب أسرار لقطر، وقتل المتظاهرين خارج القصر الرئاسي، والتجسس لصالح حركة حماس، وحكمت عليه أحكام مؤبدة وبالإعدام في عملية اقتحام السجون أثناء الثورة، الذي ألغي في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2016.
ويذكر التقرير أن مرسي واجه عدة محاكمات، بالإضافة إلى الحكم عليه بالسجن لمدة عامين بسبب إهانته القضاء، وغرامة مليوني جنيه مصري، مشيرا إلى أن أنصاره واجهوا مصيرا أسوأ، ففي 14 آب/ أغسطس 2013 هاجمت قوات الأمن المصرية معسكري اعتصام في القاهرة، طالب المعتصمون فيهما بإعادة مرسي، وقتل في العملية 1150 معتصما على الأقل.
وتلفت الصحيفة إلى أن الرئيس، الذي يعاني من مرض السكري ومرض الكبد والكلى، احتجز في زنزانة انفرادية في سجن طرة، مشيرة إلى أن لجنة من ثلاثة برلمانيين بريطانيين نشرت في عام 2018 تقريرا، حذروا فيه من وضع مرسي الصحي، وقالوا إنه يحتجز لمدة 23 ساعة في السجن الانفرادي، ويسمح له بساعة فقط لممارسة التمارين.
وينقل التقرير عن النائب البريطاني كريستين بلانت، الذي قاد الفريق إلى التحقيق في ظروف وفاة مرسي، قوله: "على الحكومة المصرية واجب تقديم توضيح لهذه الوفاة المؤسفة، ومحاسبة المسؤولين عن معاملته وهو في السجن".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول أنصار مرسي إن وفاته لم تكن مفاجئة، فقال مستشاره السابق وائل هدارة من كندا: "كنا نتوقع الأسوأ لبعض الوقت.. من نواح كصيرة كانت هذه نتيجة متوقعة للحكم العسكري، لكنه كان صديقا ورمزا للمصريين، ولهذا السبب فوفاته مؤلمة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)